ما أن يُذكرُ إسمُ البصرة حتى تُثارُ في أنفسنا مشاعرُ شتى ، مابين إعتزاز وحنين ، ووجدٍ وأنين ، وشوق ٌ يملئُ الآفاق فحي هلا وتحية إكبارٍ وإجلال إلى البصرة الفيحاء حاضرةُ الدنيا ودنيا الحضارة . فإذا ما ذُكرت البصرة فقد ذُكر عتبة بن غزوان ومحمد بن القاسم الثقفي وطلحة والزبير والفراهيدي والجاحظ وسيبويه والحسن البصري وإبن سيرين والأصمعي …. بصرة السياب واحمد مطر واليوم كاظم فنجان الحمامي وسارة سارة العراقية وشيرين الربيعي و… الذين استلوا أقلامهم وجردوها من أغمادها ليكتبوا في حُب العراق ووحدة أبنائه وتلاحمهم المصيري ……
فحنيناً إلى البصرةِ وسندبادها وعشارها ونخيلها وكورنيشها ، البصرة التي عشنا فيها ردحاً من الزمن إبان الحرب العراقيةِ الإيرانية فامتزجت دماؤنا بثراها واختلطت أنفاسنا بهواها ، البصرة التي كُنا نحن الشهودُ على طيبةِ أهلها وكرمهم ونُبلِ سجاياهم وأصالة معدنهم حتى ترسخ فينا عشقها وهواها لنجعل من أرواحنا وأجسادنا سواتر وقرابين للذود عنها ، البصرة التي إحتضنت أرضها رُفاة َ إخواننا الذين ضحوا بأرواحهم دفاعاً عن حياضها ودفنوا مجهولي الهوية وشواهد قبورهم تقرء شهيد عراقي والقسم الآخر من إخواننا أمسى قتيلاً في الفلاة مجندلا ولما تزل أجسادهم ومنذ ما يقارب الثلاثين عاماً تحتضن أرض البصرة دون أن توارى أجسادهم الثرى ……
البصرة التي ودعنا فيها سنين الصبا وربيع العُمر ، كيف لا تختلط المشاعر وهي ثغر العراق الباسم رغم أنف الحاقدين ، إنها البصرة سادتي التي قـُضمت أراضيها ومياهها وتقلصت سماؤها ، البصرة التي يحاول التطرف أن يعزف على أوتارها ، البصرة التي أوغل الإشعاع والعوامل المسرطنة أن تفتك بأهليها الذين ما كانت البسمة لتفارقُ مُحياهم …؟؟؟؟
ورغم جرحها الدامي انتفضت وقالت كلمتها لا للطائفية ولا لقتل السنة وتهجيرهم ولا تهميشهم وإقصائهم ولا لقتل الشيعة ، البصرة التي انتفضت لتوصل رسالتها المدوية وهي تقول ( إن تُطلق رصاصة ًعلى رأس سني فسيسقط غداً جسدٌ شيعي ) هتافاتٌ علت مخترقة ً عنان السماء لتخالج أسماعنا وقلوبنا ، هتافاتٌ جعلت الدمع يترقرق في المآقي والحدقات بل ويسيل على الوجنات …
فلله دَرُكِ يا بصرة الخير فلطالما أبكانا عشقك وهواك ، وأبكانا الحيف الذي لحق بكِ ، ليبكينا اليوم موقفك ……..
أما آن الآوان لتكفكفي بيديك الحنونة هاتيك الدموع ؟؟؟
حفظ الله البصرة الفيحاء …
حفظ الله الفرات الأوسط…
حفظ الله جنوب العراق …
حفظ الله العراق وأهله …