14 أبريل، 2024 5:35 م
Search
Close this search box.

البصرة على مائدة اللئام !!

Facebook
Twitter
LinkedIn

هل هدأت عاصفة البصرة ؟
على نحو ما نعم ، لكن تحت الرماد نار أيضاً ، وهي من نوع النيران التي بإمكانها الإشتعال في أي لحظة بوجود عملية تنظيمية ،مدروسة وممنهجة لإعادة تدوير النفايات لطبقة سياسية بالغة الرثاثة وغارقة في مستنقعات الفساد والنهب العام والمنظم للبلاد أيضاً ..
الآن يستفردون بأبطال البصرة بعد أن هربوا من أمامهم كالفئران ، وتركوا الساحة لتسلل المندسين ، الذي قال رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي إنها مجموعات تابعة لآحزاب سياسية لها أذرع عسكرية ، فيما قالت القنصلية الإيرانية أنهم مجموعات تأتمر بتوجيهات السفارة الأميركية !!
فمن نصدق ؟
سواء صدقنا أم لم نصدق ، فإن قواتنا الأمنية في البصرة شنّت وتشن حملة إعتقالات واسعة طالت ناشطين في حركة الاحتجاجات الخيرة ، وقال عضو في تنسيقيات تظاهرات البصرة إن قوات الشرطة العراقية ومليشيات مسلحة اعتقلت خلال الأيام الماضية عشرات المحتجين، الذين أتهم بعضهم بعمليات الحرق التي طاولت القنصلية الإيرانية وبعض مقرات الأحزاب المسلّحة في المحافظة، مؤكداً ،أن الاعتقالات تمّت من دون صدور أوامر قضائية ، وأشار إلى أن هذه الحملة دفعت مئات الشباب الذين سبق أن شاركوا في التظاهرات إلى مغادرة منازلهم، خشية التعرض للاعتقال، مبيناً أن الشرطة أرغمت بعض الذين شاركوا في الإحتجاجات على توقيع تعهدات بعدم الخروج بأي تظاهرة في المستقبل ،فيما أعلن مكتب “هيئة الحشد الشعبي” في البصرة عن تشكيل “قوات التعبئة الاحتياطية الطوعية” وقوامها آلاف المتطوعين !!
كل ذلك من أجل مجموعة مندسّة ؟
ماذا لو أصبحت البصرة كلّها مندسّة ؟
أخبار الإعتقالات الليلية والفجرية والتعذيب والتعهدات سيئة الصيت المستنسخة من نظام صدام ، حين كانت أجهزته الآمنية القمعية تجبر ” المشتبه بهم ” بتوقيع تعهدات بعدم ممارسة أي عمل سياسي خارج أطر تنظيمات حزب البعث ، أصبحت متداولة ومعروفة ليس لأهالي البصرة وحسب وإنما تناقلتها وكالات أنباء عالمية ، وسط صمت حكومي مشبوه ومن قوى التيارات والأحزاب المدنية الأكثر شبهة !!
اليوم يجد ناشطو حركة الإحتجاجات السلمية أنفسهم على مائدة اللئام ، مجرّدين من أي دعم أو مساندة بإستثناء البيانات البائسة من بعض منظمات المجتمع المدني المعنية بحقوق الإنسان ، تشاركهم في ذلك المفوضية المستقلة لحقوق الإنسان في العراق الموكل لها حماية حقوق الانسان العراقي من أي إنتهاكات ، وأكتفت بدور الإعلام الذي يعد ويحصي عدد المعتقلين والمنتهكة حقوقهم التي طالبوا بها في حركة الإحتجاجات الأخيرة !
الطبقة السياسية البائسة ، بكل مسمياتها ، منشغلة بالتقاسم الدنيء للكعكة العراقية ، وإبراز العضلات للحصول على أكبر قدر من المكاسب الحزبية الضيقة ، على إيقاعات سقوط شعارات الغلبية الوطنية والسياسية والفضاء الوطني والتغيير والإصلاح والبناء بالضربة القاضية ، في أول جولة لإختبار نوايا الجدد ، وماهم بجدد، الذين بشّرونا زيفاً بعهد جديد من العدالة الإجتماعية بتجاوز المحاصصة التي تغيّرت تسميتها الى توافق وتشارك وإستحقاقات إنتخابية لـ “ممثلي ” الشعب الجدد ، في تسويق لأكبر كذبة ، ما إنطلت على أحد ، وهم العارفون بأن نسبة المشاركة في الانتخابات 19 % !!
فعن أي تمثيل يتحدثون ؟
ولاينخدع أحد من إن أهالي البصرة خرجوا منتفضين على “ممثليهم ” فقط ، فقد كانت شعاراتهم عابرة للمحافظة في المطالبة بإصلاح العملية السياسية الفاشلة برمتها ، ومع ذلك تركت وحيدة مستوحشة على مائدة من أسوأ لئام أنتجتهم “أخلاقيات ” السياسة والمجتمع والدين والأعراف !
لئام من نوع خاص ..
يمشون في جنازة القتيل وهم القتلة !
يأكلون من جسد ضحاياهم ثم يتوضؤون لصلاة الجماعة !
يغصّون بلقمته ويشربون من ماء زمزم لتمرير اللقمة العصيّة على أفواههم النهمة دوماً !
يكذبون ويختمون آيات القرآن بـ “صدق الله العظيم ” !
من حق البصرة أن تعتب علينا جميعاً لاننا بكل بساطة ، ويا للفضيحة، تركناها يتيمة على مائدة اللئام !!
لكن وما أدراك ما لكن ..
الصورة لم تكتمل بعد والتقارير الدولية تتحدث عن شيء أكبر من البصرة قادم الحدوث لهذه البلاد المسرطنة بالأوغاد !!
لننتظر !

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب