17 نوفمبر، 2024 10:41 م
Search
Close this search box.

البصرة : علم أدارة المشاريع … و”الكراكة”

البصرة : علم أدارة المشاريع … و”الكراكة”

في آخر دورة تدريبه اشتركت بها ” على حسابي الخاص حتما ” ،كانت في اسطنبول ،وعنوانها الإدارة الإستراتيجية للمشاريع ،وصادف ان شارك فيها مجموعة من المهندسين من العراق ” إيفاد “، ومجموعة من المهندسين الإيرانيين والأتراك ،فقط أنا لم أكن مهندسا ،إنما اشتركت بالدورة  للإطلاع على منهاج التدريب.
المفارقة التي أحزنتني ، المهندسين الإيرانيين والأتراك ، تابعوا منهاج الدورة بتفاصيله مع المدرب “خريج الجامعات الأمريكية ” وبمهنية عالية ،واهتمام كبير ،المهندسين العراقيين ،و يؤسفني قول ذلك ، بغالبيتهم كانوا  “مطفين ” ،وبعضهم ينطبق عليهم قول “أطرش بالزفة ” ، الجدير بالذكر أن الدورة استمرت ثلاثة أيام ، وكان صلب موضوعها أدارة المشاريع ، وتبين لي من خلالها ، أن إدارة المشاريع علم ، وحسبت ما عرفت ، من الأتراك والإيرانيين ، بان أي مهندس في بلادهم لا يشرف على أي مشروع ، ما لم يكن قد أتم سلسلة من الدورات التدريبية الخاصة بإدارة المشاريع ، وللمهتمين أذكر لهم مختصراتها بالانكليزية ، وهي  ( SPM,PMO,PMP ) ، أما خلاصة علم المشاريع ، فهو وجود خرائط لكل نشاط من نشاطات المشروع ، خرائط للوقت ، وخرائط للموقف المالي ، وخرائط للمواد ، وخرائط للتشغيل ،وتشكل إدارة تضم مختلف الاختصاصات الهندسية والمالية والإدارية تفرغ لإدارة المشروع ، ويكون ارتباطها المباشر بصاحب القرار الأعلى في المؤسسة ،وبمجرد أن يلقي نظرة على الخرائط التي ذكرت ، سيعرف وتائر الانجاز في المشروع المعني ليس بالأيام ولكن بالساعات .
معلومة تأكدت منها  ،أن معظم المهندسين ، في مقر محافظة البصرة ، هم من المتعينين بعقود أي حديثي التعيين وليس لهم ، خبرة وممارسة ويناط بهم الإشراف على مشاريع تتجاوز المليارات من الدنانير ولا أقول الدولارات ، أوصلكم لطرفة حول الموضوع ، كل من يذهب للعشار سيشاهد قطعة كبيرة ، عليها صورة جسر أطلق عليه ، جسر المحاكم ، ولكوني من الذين يقال عنهم ” يحيا ويموت على البصرة “،فقد اغتبطت ، واستبشرت  خيرا، بان يكون في البصرة مجسرات مثل هذا ، “كنت قد  عدت توا من العمارة وشاهدت انجازات مماثلة ، غيرت وجه المدينة تماما” ، وقد قرأت على القطعة ، عبارة تقول مدة الانجاز 800 يوما أي ما يقارب الثلاث سنوات ،أسرت لسائق التاكسي الذي يقلني ،بتفاؤلي هذا، بعد أن قلت له بأنه بعد ثلاث سنوات ، سيعبر على هذا الجسر ، لكنه التفت لي مبتسما وهو يقول : أستاذ الله يخليك يا3 سنوات ، إذا جاي يحفرونه “بكراكة ” ، في اليوم الثاني ، ومع سائق التاكسي آخر ، هو تبرع وقال لي نفس المعلومة ،بعدها التقيت صديقا لي ، صاحب شهادة عليا في الهندسة ، فاخبرني أن قول السائقين حقيقة ولا مبالغة فيه ، يبدوا أن تخلفنا نحن العراقيين قدرا علينا ، ففي الوقت الذي يدير العالم مشاريعه ، بعلم أدارة المشاريع ، ندير نحن مشاريعنا بعلم “الكراكة”.

أحدث المقالات