23 ديسمبر، 2024 5:30 م

البصرة حلوة وأهلها حلوين

البصرة حلوة وأهلها حلوين

لا شيء في البصره يجعلك تشعر بالقرف عدا انتشار القمامة بجانب
( كل بيت وحاره وشارع )!

 فالبصره حلوه، وأهلها حلوين، قد تقرف قليلا من الازدحامات، ولو أنها سمة المدن الكبيرة – والقديمة لو شئت – لكن يعزز هذه الازدحامات هنا: نظام مرور بدائي  يعتمد بالكامل على شرطي يقف في التقاطع ويلوح بيديه.

ربما تقرف من روائح بعض المناطق، حيث تختلط رائحة القمامة بروائح المجاري و( التايرات ) المحترقة و دخان مولدات الكهرباء، لكنك قد لا تصدق ان كل بصري يمر بجانبك يترك خلفه عطرا خليجيا فريدا، حتى يترائى لك ان البصريين والبصريات ابرموا فيما بينهم اتفاقا غير مكتوب،  يقضي بتعطير محافظتهم وتخليصها من روائح ( تقصير) السياسيين !

البصرة حلوه، واهلها حلوين، لكن الرسميين فيها عاجزين او ( متعاجزين ) عن تحقيق حلم : ” ثغر العراق الباسم ” الذي لطالما حلم به الجميع، أوحلم أن تكون ” مدينة المدن” أو حلم أن تكون ” مدينة النخيل ” على الاقل !

 يبدو أن الاولويات في البصرة لا تخضع للمنطق، فالحكومة المحلية تسعى لاكمال مدينة رياضية ضخمة ومهمه مثلا، لكنها لا تستطيع ان توفر ماء صالحا للاستحمام في المنازل !

البصرة حلوه، وأهلها حلوين، لكن منظومة القوانين التي تحرك الاعمال في المحافظة تقف عائقا أمام أي مسؤول يريد أن ينجز شيئا ، كما أن القوانين ذاتها تنفّر المستثمرين عربا وأجانبا ومحليين.

البصره حلوه، وأهلها حلوين، لكن الامور فيها اذا ظلت تدار بهذه الصورة محليا ومركزيا، فأن العشرين سنة القادمة ستمر دون أن ينعم أهلها: بماء صالح للشرب، وشارع نظيف، ونظام صرف صحي حديث، ولن تكون اكثر من مدينة للطسات والنفايات والمشاريع غير المكتملة.

في أمان الله