استكمالا لما اوردناه في المقال الاول ، نأتي في هذه المقال حول موضوعة البصرة مشاكلها والحلول الناجعة …
مشكلة البصرة الاولى والحقيقية والمستعصية على مختلف الحكومات المحلية والاتحادية المتعاقبة هي ( ملوحة المياه ) ..
المسألة ابتدأت منذ تسعينات القرن الماضي ، حيث انشأت تركيا عددا من السدود على منابع نهر الفرات كجزء من مشروع الغاب الكبير ، كذلك لم يحسم الجدل في مدى صدقية اغلاق نهر كارون القادم من جمهورية ايران دخولاً للبصرة عبر نهر شط العرب سدود على نهر الكارون، وقطع نهر الكرخة .
الاجراءات التي اتخذتها الحكومات العراقية المتعاقبة لم ترقى لمستوى المشكلة بل كانت تأتي خجولة ومترددة ، ويبدوا انها كانت تخشى من سطوة وقوة دول الجوار العراقي بكل صراحة .
طرحت بقوة قبل سنتين مسألة اقامة سد في البصرة كجزء من الحلول الاستراتيجية للمشكلة ، إلا ان الاراء تضاربت بين وزارة الموارد المائية وحكومة البصرة المحلية وبقية الوزارات ذات العلاقة ، حيث ان رأي وزارة الموارد المائية يفاضل بين موقعين لإقامته أحدهما مشترك مع إيرانوهو رأس البيشة، والآخر هو ميناء أبو فلوس ، اما حكومة البصرة فتريد إقامته بعيداً عن أي “شراكة مع ايران” خشية من حدوث أي مشاكل مستقبلية .
في شهر ايلول من العام الماضي ( 2016 ) رفضت وزارة الموارد المائية بشكل قاطع اقامة السد وتقول الوزارة بأن فكرة السد ( غير واقعية بل ومضرّة) معللةً ذلك بعدم إمكانية إقامة سد لتخزين المياه كسد دوكان وغيره، لأنَّ شط العرب يقع في أرض سهلية منبسطة ، بحسب قول الوزير الحالي حسن الجنابي .
ولاتلوح في الافق حلول حقيقية استراتيجية لمشكلة ملوحة المياه في محافظة البصرة ولازال الاهالي يعانون من هذه المصيبة التي اتت اكلت الاخضر واليابس ، حالها حال بقية المشاكا التي يعاني منها البصريون والتي سنأتي على ذكرها في قادم الايام .