أجتمعت فيها جميع المتناقضات, وأعلنت عن زحوفات واضحة للعيان, بين أبيات قصائدها التي تحاكي الواقع, سببها شعرائها السياسيون, الذين ينظمون مصالحهم الشخصية بين طيات الكلمات ومن خلف الستائر.
واقع يختلف عن ما هو معلن, تحاك خيوطه بأيادي خفيه, تحرك المواطن البسيط لكي تبعده عن الطريق المعبد, وتلامس جراحه بمطبات العنجهية ونوايا السوء.
هذه هي الحقيقة، لكنها غير معلنة، من يريد أن يعبث بأمن المحافظات الآمنة في هذه الأيام هي أيادي خفية تتحرك بخيوط خارجية.
لسنا هنا في باب الدفاع او الأنتقاص من جهة معينة، بل نناقش المشكلة، بكل عقلانية، من أبعادها وجوانبها المختلفة، ونطرح تساؤلات تدور في ذهن المتابع والمراقب للأحداث، ماهو الهدف من فتح جبهة جنوبية وهل نحن بحاجة اليها؟ ومن هي الجهة التي تحاول أن تقوم بهكذا أمور وماهو الغرض منها ؟ ولماذا اختارت هذا التوقيت بالذات؟
منذ التاسع من حزيران وسقوط أغلب المدن الشمالية، والإمكانيات مسخرة, من اجل دعم العمليات الأمنية، التي تقوم بها القوات الأمنية ومجاهدي الحشد الشعبي، من اجل تعزيز الروح المعنوية للمقاتلين، وإبراز الهوية الوطنية الحقيقية، التي غيبت عن أبناء الوطن الواحد.
الانتصارات المتحققة، وتحرير اغلب المناطق، وسط اجواء وطنية، ووحدوية، بلغت أشدها، والتفاف شعبي غير مسبوق حول راية العراق، أصبحت جميعها محل ريبة، وخوف، عند المتصيدين، والخونة، حتى بدأت عجلتهم تدور بشكل عكسي، وأتجهت صوب مدينة البصرة، وغردت قطعان السياسة، خارج سرب الأحداث، ونقلت النزاع الى محافظاتنا الجنوبية الآمنة، من دون أن تشعر.
مواجهات عسكرية في كل من صلاح الدين، وديالى، والأنبار، ومواجهات اقتصادية وصراع نفوذ في البصرة، بوابة الدولة على الخليج، وركن الاقتصاد العراقي المتهالك، تناسينا، كل التحديات، والاحتياجات، التي يتمناها المواطن، وأتجهنا نحو التصادم، في وقت نحن في أشد الحاجة فيه الى الوحدة، وضرورة التماسك، وشحذ الهمم، لتحقيق غايتنا التي نصبوا اليها.
من الواجب أن تختفي المصلحة الخاصة أمام المصلحة العامة، وأن تلتفت جميع القوى السياسية الى خدمة المواطن خصوصاً بعد أنقضاء مايقارب الثلاث سنوات من عمر الحكومات المحلية .
التخفيف من تضييق الخناق, والضغط المستمر, الذي تمارسه قواتنا الأمنية وأبناء الحشد الشعبي, على التنظيم الإرهابي في المناطق المغتصبة، وإيصال صورة الى الدول الداعمة في العالم, على ان
النزاع في العراق هو صراع نفوذ، أبرز الأهداف التي تنتج عن اي مشكلة اذا ما حصلت في مدينة البصرة.
الديمقراطية هي الفيصل، وهي الحل لجميع القضايا العالقة، وصندوق الانتخابات هو من سيحدد من هو المقصر بحق أهالي البصرة، ثقافة التغيير يجب أن نعززها لدى المواطن، لكن بالانتخاب الاختياري، لا بالتهديد والوعيد، وتهييج الشارع الذي يمكن أن يخرج عن السيطرة ويؤدي الى نتائج لا تحمد عقباها .