أول حاضرة في الاسلام . أول بقعة خارج الجزيرة العربية أرتفع فيها التكبير ‘ وضع اسسها القائد عتبة بن غزوان بأمر من الخليفة الراشد العادل عمر بن الخطاب ، وذلك في سنة 14 من الهجرة النبوية الشريفة ، ومن البصرة أنطلقت جحافل الفتوحات الاسلامية شرقا حيث فتحت أصفهان وقم وقاشان سنة 17 هجرية ثم توسعت شرقا وأستقرت فيها الكثير من القبائل العربية التي كان لها دورا بارزا في نشر الاسلام وهذا ما ساعد على فتح بقية اقليم فارس وخراسان وقد ساهمت هذه الفتوحات في أنتعاش البصرة أقتصاديا وتجاريا فقصدها الكثير من التجار وأصحاب المهن من الاقوام الاخرى . وأزدادت أهمية البصرة بعد ذلك بسبب موقعها أيضا على خطوط التجارة والمواصلات مع الهند والخليج والجزيرة العربية فتوسع فيها العمران بعد أن استقرت فيها الكثير من الاقوام والاجناس فعرفت التنوع الثقافي والاجتماعي ولهذا كانت الارض الخصبة لازدهار جميع الحركات الفكرية الاسلامية من التصوف والاعتزال والمعارضة السياسية ومدارس اللغة والادب ، يضاف الى ذلك أنها منفذ العراق البحري الوحيد ولذا عرفت بروح التسامح وتقبل الاخر والتعايش معه . البصرة لم تكن في يوم من الايام مدينة شيعية وانما كانت مدينة عربية عراقية ، منذ تأسيسها حتى الان وكانت الضلع الثالث في بناء الدولة العراقية الحديثة وبسبب موقعها كان قدرها أن تكون حائط الصد الاول في وجه القوى الغازية عام 1914 وعام 2003 حيث سجلت اروع البطولات في مقاومة المحتل الاجنبي ، وبعد الاحتلال وتهديم مؤسسات الدولة العراقية أطلقت ادارة المحتل والحكومات المتعاقبة التي تولدت عنها العنان للفوضى وللمليشيات الطائفية وعملاء ايران للعبث بالتركيبة الاجتماعية والسكانية لمدينة البصرة وذلك عن طريق تنفيذ خطط جهنمية ضد أبناء البصرة من العرب السنة ، ويروي أبناء البصرة صورا بشعة لدور هذه الميليشات في ترويع أبناء البصرة وهذه الخطط والتهديدات تنفذ بخبث وعلى مرحلتين ( الاولى تنفذها مجموعات مسلحة تقصد الاحياء السنية مساءا وتقوم بتهديد وتخويف سكانها
وذلك بأطلاق الاعيرة النارية وأستفزاز البصريين ، أما المرحلة الثانية تقوم بها مجموعات أخرى تأتي صباحا لنفس الاحياء التي تعرضت للتهديد مساءا لتعرض علىيهم شراء منازلهم وباسعار مغرية ) والهدف واضح تفريغ البصرة من ابنائها السنة . وها قد عاودت نفس الميليشيات نفس اللعبة مؤخرا ولكن هذه المرة مع القتل والاختطاف لابناء السنة في البصرة ، لا حكومة بغداد ولا الحكومة المحلية ولا اعلام تحدث عن هذه التهديدات وأنما جاء الاعتراف من الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة الذي أبلغ عن قلقه لما يتعرض له ابناء السنة من القتل والاختطاف والتهجير في البصرة والمحافظات الجنوبية ( فقد سبق أن تعرضت قبيلة السعدون ” في الناصرية لعملية تهجير مماثلة لما تتعرض له البصرة الان ) ، وأنتقد المسؤول الاممي السلطات الحكومية لعدم تصديها لهذه الجرائم ، وهذه المرة الاولى التي تعترف تعترف فيها الامم المتحدة بوقوع هذه الجرائم علما بأنها ليست المرة الاولى التي تقع مثل هذه الاعمال في أنحاء أخرى من العراق فقد تكررت في الاشهر الاخيرة في بغداد وديالى / وبتشجيع من حكومة المالكي وأجهزته الامنية / والشاهد الاستعراضات العسكرية وحملة الاعتقالات التي تقوم بها المليشيات الشيعية في الاحياء السنية ، وقد حث المسؤول الاممي السلطات الحكومية الى منع وقوع مثل هذه الحوادث التي غالبا ما تسجل ضد مجهول ولم تتهم بها اية جهة حسب قوله رغم أعتراف السلطات المحلية بوقوعها ، وأشار الى أن التهديدات شملت أيضا أئمة ومساجد السنة ، علما بان الوقف السني في البصرة قام قبل أشهر بأغلاق المساجد بعد أستفحال هذه التهديدات / وهكذا يخرس الاذان في أول مدينة رفع بها الاذان خارج الجزيرة العربية ….، ومن عجائب هذا الزمان أن تنتهك في البصرة بلد الالفة والتسامح ، بلد الحضارة والفكر والتنوع وتعدد الثقافات ، تنتهك فيها الحريات وحقوق الانسان ، وبدلا من أستلهام هذا التأريخ الغني بالعطاء والاقتداء به ، يجري تشويهه ومسخه على يد جماعات وميليشات لا تعرف من التاريخ غير تردديد وأشاعة الاحقاد والعقد الطائفية التي بذرها ولا يزال يبذرها أناس أعتاشوا على أستغلال عواطف وجهل البسطاء .