لا شك ان البصرة ثالث مدينة عراقية من حيث عدد سكانها البالغ 2.744.758نسمة وبنسبة 7.6 % من نفوس العراق … فاذا اجرينا مقارنة مع اقليم كردستان الذي عدد سكانه 4.901.872 نسمة وبنسبة 13.6 % من عدد سكان العراق 36.004.552 نسمة حسب تقديرات وزارة التخطيط عام 2014… من هذه البيانات سنناقش الاستحقاقات فكردستان تستلم سنويا من الموازنة 17% وقد تصل الى 22% اذا ما حسبنا رواتب نوابهم وزراءهم في حين البصرة وعلى اساس اضيف لهم دولار لكل برميل منتج فقد بلفت حصتها من موازنة هذا العام ترليون 449 مليار دينار وهذا المبلغ لا يشكل اكثر من 2% من اجمالي الموازنة ؟ فهل من العدل والانصاف ان ثلاثة محافظات تحصل على 22% من الموازنة السنوية والبصرة سكانها نصف سكان هذه المحافظات يحصلون على 2% في ما اذا اعتبرنا الموازنة الفعلية مليار دولار فالبصرة حصتها 1.5مليار وكل محافظة في كردستان حصتها 7 مليار دولار فهل تصح المقارنة بين 7 و1.5 ؟ كم نضاعف الرقم الصغير ليصبح 7 ؟.. اليس هذا ظلم واجحاف يجعل الاخرس البصري ينطق بل يصرخ وتنحل عقدة لسانه ؟ هل نسيتم ايها الساسة ان البصرة تنتج لكم نفطا بمعدل 2,8,00برميل يوميا ؟ فلماذا لا تعطوها استحقاقها من البترودولار البالغ 360 مليون دولار شهريا على اساس 5 دولار لكل برميل ؟ الشعب البصري لم يطالبكم ان تعاملوه كما يعامل مواطني ولاية الاسكا الامريكية المنتجة للنفط والتي توزع ارباحها بشكل مباشر على سكان الولاية , بل طلبوا منكم خدمات الكهرباء والماء والتنظيف ليس الا, لم يطالبكم البصريون بالحدائق الغناء والابراج الشاهقة والاسواق العامرة كما في دبي والبصرة تستحق ان تكون افضل من دبي … كيف تريدون من اهل البصرة لا يتظاهروا وليس لديهم ماء شرب ولا يتمتعون بالقدر الكافي من الكهرباء وهم من اكثر مناطق العراق حرارة وتلوث لانهم على بحر من النفط الذي غرقوا فيه …
مظاهرات البصرة لم تتكن وليدة اليوم فحتى المطالبة بالفدرالية التي تبناها النائب د. محمد الطائي كانت هي عبارة عن رد حازم على الحرمان من واردات النفط … كيف لا يتظاهر اهل البصرة وهم يرون السياسين يتقاسمون المكاسب والمناصب والا كيف نفسر ان تحصل كردستان على288 مليون دولار مقابل 450 مليون دولار للحكومة المركزية”من القرض الياباني لاكمال مشاريع الكهرباء والصرف الصحي ؟ فمتى تحتاج كردستان لهذه الخدمات والاعمار قائم فيها على قدم وساق منذ التسعينات ؟ … اليس الاولى ان تخصص هذه المبالغ للبصرة ؟ واخيرا وانا اكتب هذه المقالة تذكرت قصة البقرة والراعي فالراعي كان يريد من البقرة حليبا في كل صباح ويبخل ويتقاعس عن جلب العلف لها حتى جاعت الى الحد الذي نفذ فيه صبرها ففي احد الايام عندما باشر الراعي بحلبها ركلته برجلها وكسرت ساقه …
صدقوني لا قدر الله ربما تتطور هذه المظاهرات الى حد لا يمكن السيطرة عليها في ظل الارهاب المتربص والخلايا النائمة ولا تنسوا كل ثروة العراق في البصرة فاي مكروه يحصل سيصيب كل عراقي في الصميم ورغم اننا ليس من اهل البصرة بل بعدين عنها بالاف الاميال لكن ندرك ونشعر بمعاناتها وهي في قلببنا وقد كتبنا مقالا قبل ايام بعنوان شعب وسط وجنوب العراق دماء تنزف وثروة تهدر نشر على الرابط التالي http://www.sotaliraq.com/mobile-item.php?id=188373#axzz3gAfbFFUG وكان من المقالات التي تناولتها الصحافة اليوم في قناة الفيحاء في 2-7-2015 وكان يصب في صميم معاناة اهل البصرة التي اليوم تتطلع الى حل مشاكلها وتوفير الخدمات لها من قبل الحكومة المركزية .