مطلع القرن الماضي كان يمخر شطّ العرب أسطول البواخر النهريَّة للتقل مِن البصرة إلى بغداد وبالعكس وكانت شِركة (بيت لنج) البريطانيَّة وأُخرى لعبدالقادر الخضيري واهم بواخره (القادري) لنقل المُسافرين والبضائع. توقفت بواخر المسافرين تدريجيا وبقيت الملاحة النهرية لنقل البضائع فقط، وقد امتلكت شركات حنا الشيخ وعبدالجبار الخضيري ثم ولده عبد الكريم بعده وعبدالمنعم الخضيري وإخوته بواخر صغيرة وجنائب لهذا الغرض. في شط العرب زوارق سريعة خشبيَّة (الماطورات) والسُّفن الشّراعيَّة الكبيرة (المهيلات عند توقف الرياح، تسحب بواسطة حبل يربط في مُقدّمتها والطّرف الأخر يربط بالملّاحين يسحبون السَّفينة إلى ضفاف النهر بطريقة اُستخدمت في نهر الفولكا في روسيا سابقاً) والزَّوارق لنقل الأشخاص والتنزّه ببلم عشاريّ يسَع لأربعةِ ركّاب، بالمجاذيف أحدهما طويل أمامي مربوط بجانب الزَّورق يتحكّم به البلّام الذي يجلس في الأمام والبلّام الأخر يجلس في الخلف وبيده مجذاف صغير يسمى الغرافة لتوجيه مسار الزَّورق يمينا ويساراً بديلاً للدَّفة توجهه وعندما يكون تيار الماء شديدا حيث لا يُجدي التجذيف، ويستعمل البلّامة (المردي= مُفردة سومرّيَّة) عود طويل من القصب القوي المُستورد مِن الخارج يركزه الملّاح الأمامي والخلفي في قعر النهر ويدفع به البلم إلى الأمام. وقد أوحى ذلك بالمَثَل القائِل:
“ دفعة مردي وعصّات كُردي ”
، ويُغطّى البلم العشاري بغطاء طويل يُظلل الرّكاب ويمكن انزال ستائر مِن الجّانبين. و(الّدوسة) لوح خشب لحركة البلّام الأمامي ذهاباً واياباً عند استعماله المردي ولإنزال الرُّكاب إلى الرَّصيف. محل جلوس الرُّكاب بوسائد (ذات ألوان زاهيه). المشاحيف مِن العصر السّومري في المُتحف العراقي ومتاحف هولندا، القادمة مِن الأهوار زوارق صغيرة مِن خشب مُعبَّد بقار كالبعير المُعبَّد، قاعها مُسطح تأتي البصرة لبيع الحليب ومشتقاته مِن الأجبان او الزّبدة و(القيمر)، في العادة تقودها النساء (المعيديات). في ليالي الصَّيف القمرية الأبلام العشّاريَّة على متنها شباب معهم آلات موسيقيَّة، تتهادى على عزف العود والكمان حتى ساعه مُتأخرة مِن اللّيل. عيد الرَّبيع في ضفة إيران وعند الكُرد في 21 آذار من كل سنه. يسمى الكسله. تستمرّ احتفالاته مُنذ الصَّباح الباكر حتى المساء وتبدأ القوارب النهرية (الماطورات) والأبلام العشّاريَّة ناقله الشّباب راقصات وراقصين مع أدواتهم الموسيقية المُختلفة تدخل نهر الخورة حيث يتجمع الناس يتناولون فاكهة المَوسم مع العِشاء والخس واللّيمون الحلو.
هكذا استقبلت طيبة البصرة الأصيلة قبل مَسخ المُجتمع العِراقي، مُلّا مُصطفى برزاني مِن الخارج عبر الماء، ليدخل ابنيه إدريس ومسعود
“ مدرسة الدَّبَّة الإبتدائيَّة ” في سوق العشّار، أعلى مُستوىً تعليميّ للأخوين غير الشَّقيقين، وليتآمر المُلّا مع البعث والقوميين العرب في عُرس بنات آوى تعوي بدر شهر رمضان 8 شباط 1963م، ضدَّ مُستدعيه عبدالكريم قاسم.
جحش صدّام المُتقلّب
الرُّوائية الشّاعِرة البريطانيَّة Emily Jane Brontë في مِثل هذا اليوم قبل قَرنين مِنَ الزَّمَن وُلدت في 30 تُمُّوز 1818 وتُوفيت 19 كانون الأوَّل 1848م رائِعتها روايتها اليتيمة «مرتفعات ويذرنغ Wuthering Heights»، نشرت عام 1847م باسم ذكوري مُستعار Ellis Bell. الطَّقس المُتقلّب= Wuthering، وعُنوان الرّواية مِن مُروج بلدة Yorkshire التاريخيَّة شَماليّ إنجلترا الأشبه بشماليّ العِراق. الرّواية قصة حُبّ وشغف حدّ الامتلاك بين بطلة القصّة كاثرين cathrine وهيثكليف Heathcliff، وتدمير آخرين مِن حولهما. الرّواية ألهمت العديد من الأعمال الفنيَّة، اُوبرا وباليه وإذاعة وأغانٍ (أشهر أُغنية بذات العُنوان للمُغنية Kate Bush)، عام 1956م تحوَّلت إلى فيلم سينمي بُعنوان «الغريب» إخراج فطين عبدالوهاب وكمال الشَّيخ وبطولة يحيى شاهين وماجدة وكمال الشّناوي والشَّقيقين “ شكري ومحسن سرحان ” وحسين رياض وزهرة العُلا.
https://www.youtube.com/watch?v=XdzNHLeSXAU