هل يعقل ان مدينة عمرها قرون وتحمل ثراء لا يعادل اي ثراء في العالم وهي سيدة الجمال مدينة النخيل والنفط والانسان
والتأريخ والابطال والفقهاء والعلماء والنوابغ الافذاذ
هي تنام دون وسادة احلام لقد اطبق عليها الظلام كل الظلام
مدينة مهددة بالموت الابدي ،الزراعة انتهت والانهار اندرست والاراضي الخصبة
جرفت والماء اصبح تيزاب طرقها عفنة اكداس من النفايات
الامراض والاوبئة تنتشر في كل مكان والكلاب والجرذان تحيطها من كل صوب ولا يوجد فيها سوى الصمت والموت والخراب
نعم ربما تركها النظام السابق ولم يبالي بها ولكن مع ذلك ثمة قوانيين تحكمها وامن واستقرار نسبي
الان هي حقا مخيفة مرعبة في كل شي
لقد خضعت كمدن العراق لسطوة الاحتلال
من دول الجوار واميركا،لكن لا عتب على هذه الدول فهي تبحث عن مصالحها في العراق والعتب ينصب على من تولى ادارتها منذ السقوط وهم كلهم ينتمون لها عشائريا ومذهبيا وهم من قادوا المدينة الى ما هي علية
لا اريد ان يتفلسف احد ويقول لقد تطورت المدينة نعم تطورت للوراء في كل المستويات،ثقافة معدومة لا مسارح لا منتديات فكرية لا مصانع تشغيلية
مدينة البصرة كانت اول المدن في العالم بتصدير التمور والمزروعات الاخرى
السياحة كانت تلعب دورا في وجودها
وربما يقول في مشاريع
اقول حيلت فيها مئات المشاريع ولم تنجح فيها سوى مشروعيين هما مستشفى الطفل والجسر الايطالي لانهما نفذا بخبرات اجنبية
عدا ذلك كل المشاريع فاشلة
جسورعبارة عن كتل كونكريتية تنتظر الصيانة يوميا وجسور مشاة تسبح في الهواء
شارع الوفود هو قائم وكذلك شارع بغداد
اما الابنية والعمارات فهي من انجازات بعض المواطنيين
البصرة تعيش بقدرة قادر الان ولاحقا ،وربما ووفق تسارع الاحداث وعلى ضوء مغادرة اميركا العراق قد تأتي قوادم الايام بما لايسر
والاجدر بان يضع من يحكم العراق نصب اعينهم ابعاد العراق عن جولات الصراع بين اميركا وايران ان كان عسكريا او اقتصاديا لان العراق بعد حروبه ماعاد مبررا له ان يكون طرفا في هذا الصراع حيث لا يوجد كسب من اي صراع.
ومع يقيني ان التشكيلة الجديدة لقيادة الدولة وعلى كل الاصعدة التنفيذية والتشريعية لن تغير من الحال العراقي لاسباب معروفة فان الايمان بان صحوة وطنية وحدها الكفيلة باخراج العراق من النفق الذي دخله