23 ديسمبر، 2024 9:20 ص

البصرة أولا … حصتي أولا

البصرة أولا … حصتي أولا

 لم ينجح إئتلاف دولة القانون في البصرة الفائز بــ 16 مقعدا في مجلس محافظة البصرة من الحصول على منصب المحافظ لأسباب مختلفة البعض منها داخل ائتلاف دولة القانون وأخرى خارجه، المهم تشكل ائتلاف جديد حمل عنوان (البصرة أولا) من المجلس الاعلى الذي تخلى عن عنوانه (محافظتي اولا) والتيار الصدري وعدد آخر من الكيانات التي فازت بمقعد أو مقعدين في الانتخابات، وأصبح الطبيب ماجد النصراوي محافظا جديدا وتوزعت بقية المناصب داخل المحافظة بطريقة دلت على طبيعة التحالف الجديد الذي حكم البصرة فهناك اشارات إلى ان المحاصصة وصلت إلى مستوى أقسام المحافظة فهذا القسم للكتلة الفلانية التي فاز مرشح واحد منها وذك القسم لفائز آخر ، مصادر من داخل الائتلاف سربت أخبارا عن عدم رضاها على التقسيمة الإدارية في البصرة وانها لم تكن متوازنة مع الثقل الانتخابي أو أنها خلاف ما اتفق عليه المتحالفون في (البصرة أولا) وقد ادى حصول جواد البزوني على حصة إدارة قسم لوقوع مشكلة بينه وبين بعض اقرانه المتحالفين اضطرت النصراوي لتنصله من وعوده لجواد البزوني وإلغائه ترشيح مرتضى عبود لقسم شؤون المواطنين، الشيخ منصور التميمي هو الآخر لم يكن راضيا وعبر عن سخطه من تصرفات المحافظ الجديد وصرح في أكثر من مكان بضرورة اقصائه منمنصبه وإبداله بآخر بحجة انه مشتت وليس لديه قرار واضح وانه مسير من بعض المحيطين به وغير ملتزم بالوعود والعهود التي قطعها للــ (البصرة أولا) وهناك معلومات تفيد بوجود تحرك فعلي يقوم منصور لإقصاء المحافظ، اليساري الوحيد في مجلس المحافظة عبر عن الوضع بانه برغماتية (وسخة) تلك التي منحت أشخاصا غير متزنين وسيئي السمعة مناصب مهمة في الحكومة المحلية بشطريها التشريعي والتنفيذي، نوفاك وهو ليس اسما لمسحوق غسيل أو شامبو ممثل الاقليات اعرب عن مكنوناته إلى عضوة بجانبه قائلا: قرارات هذا المحافظ مثل جو البصرة يتغير عشر مرات باليوم الواحد، مصادر مقربة من هذا الائتلاف اشارت إلى ان خلافا حاصلا بين عقيل الخالدي المحور الرئيسي في ائتلاف البصرة اولا ومحافظ البصرة النصراوي على خلفية الزيارة التي قام بها ائتلاف دولة القانون إلى المحافظ في مكتبه إذ اعتبر هذه الزيارة تأتي من اجل الحد من دوره واكتشف الخالدي أنها رغبة النصراوي ايضا قبل أن تكون رغبة ائتلاف دولة القانون الذي حرص خلال الزيارة على اعطاء انطباعا واضحا بأنه داعم حقيقي للمحافظ وبرامجه الرامية لخدمة البصرة إن وجدت! الساعدي جبار الذي وضع على رأس لجنة الأمن لم يخف تذمره من المحافظ بل يجمع المقربون منه على شراسة الحملة التي يشنها على المحافظ بسبب _ حسب رأيه_ عدم وجود رؤية واضحة لدى المحافظ وأنه أسير حاشية غير مؤهلة لأن تعطي القرار المناسب للبصرة، هذا هو واقع ائتلاف (البصرة أولا)الذي اختلف بتوزيع الغنيمة فراح يضرب بعضه بعضا والكل يحاول الانقضاض على الكل بطريقة شبه معلنة يتحدث عنها البصريون بصراحة ونقلت وسائل الإعلام بعض تفاصيل هذه المناكثات عبر شاشاتها وصفحاتها الالكترونية، هذه الوقائق تثبت بما لا يقبل الشك ان تحالف (البصرة اولا) لم يجعل البصرة اولا بل جعل مصالحه الخاصة (حصتي) اولا وليست مصالح مشتركة بل هي مصالح خاصة تقاطعت فيما بينها وحولت هذا التحالف إلى بؤرة توتر وقلق وشك فكيف سيعمل النصراوي في ظل هذه الاجواء؟ هذا إذا وضعنا في حساباتنا أن النصراوي اسير سياسة حزب له مصالحه الخاصة ومكاسبه التي يسعى لتحقيقها في مدينة البصرة، المجلس الاعلى وطوال الفترة السابقة (2003_ 2013) لم يحصل على منصب باهمية المنصب الذي حضي به على فترة من السياسيين الذين لا يدركون مخاطر هيمنة هذا الكيان على مؤسسة ما، والذي يراقب توافد اسراب المجلسيين سوف يدرك اهمية البصرة بالنسبة لهم ولن يشكل لهم (البصرة اولا) سوى محطة عبروا من خلالها إلى مبتغاهم في اغتنام البصرة وتحويلها إلى مستعمرة تدر ارباحها على المجلس وزعاماته في النجف وبغداد وسيستفيق كل هؤلاء في داخل البصرة اولا على شعار جديد هو (المجلس الاعلى اولا) وتنتهي اكذوبة البصرة (حصتي) اولا …