بعد عودة برنامج البشير شو على قناتي السومرية ودوتيشة فيلة الألمانية وبث أول حلقة له برعايتهما أمس، وبدل أن يقدم أحمد البشير كوميديا عراقية واعية تعالج قضايا الواقع بنوع من المرح والفكاهه، نراه يصر على خيار الإيحاءات الجنسية من بداية الحلقة ، وحتى نهايتها، ايحاءات مفضوحة وتعدي على أشخاص؛ فمثلاً ذكر النائبة عالية نصيف ولم يخلُ ذكْرَها من تعليق جنسي فضلاً عن المالكي والعبادي وعمو صباح وغيرهم.
العائلة العراقية تعاني واقعاً سياسياً متأزم، ووضع أمني متردي، لذلك تلجأ إلى نوعية البرامج الكوميدية مثل ” اكو فد واحد ” على السومرية قديماً أو ولاية بطيخ ” على قناة “هنا بغداد” حالياً .. لكن البشير شو بهذه الصيغة لا يمكن لرب الأسرة أن يجلس مع ابنته ذات الأربع أو الخمس عشرة سنة لمشاهدة حلقة كاملة من 45 دقيقة عن إشارات وتلميحات أحمد البشير الذي اختزل الكوميديا الساخرة وتقديم المحتوى الذي يرقى بالمشاهد إلى أن يخاف رب الأسرة مشاهدة البرنامج مع أهله .
المشاهد كثيرة والأفكار أكثر والإمكانية الآن متوفرة لدى احمد البشير ويستطيع أن يصوّر أرقى المشاهد واجملها ومع أي فنان يريد فلا داعي أن يأخذ البرنامج منحى آخر ويخرج عن رسالته التي يريد أن يوصلها للمشاهد.
لا ننكر جماهيرية البرنامج ومتابعته من قبل أغلب الشباب لكن الوضع الآن تغيّر جداً، قديماً كان البرنامج يظهر على قناة الشاهد المستقل وهي لا تحظى بنسب مشاهدة عالية بل كانت المشاهدات لليوتيوب، لكن الان في قناتي السومرية ودوتيشة فيلة المشاهدات بالتاكيد عالية، والأسرة العراقية تتابع قناة السومرية، فالقياس أن يُراعي هذه الفروق، وإن كان يعتقد ان البرنامج لا ينجح إلا بهذا المنحى فهو واهم جداً .. التجربة تقول أن هناك برامج نجحت وأثبتت قدرتها في الساحة الفنية أو الكوميدية مع تقديم فن رائع ينبع من مشاكل الشارع العراقي وعلى سبيل المصثال لا الحصر برنامج ” ولاية بطيخ” حقق نجاحاً منقطع النظير والكل يشيد بمحتواه الراقي والبعد عن الإسفاف وطرح قضايا في صميم الواقع العراقية وتمس حياة المشاهد .
البشير وفي أحد اللقاءات برر هذا الأمر قائلاً : “لا أستطيع أن أقول إنّها إيحاءات، فنحن عندما نقول النكتة، ممكن أن تفهم بأكثر من طريقة، فربّما يستطيع متلقٍّ اعتبارها إيحاء، فيما يعتبرها متلقٍّ آخر كلمة عاديّة جدّاً”.
وهذا عذر يتوكأ على عود ثقاب … والأمر الان مكشوف لمدة تقريبا الحلقة كلها أو نصفها تتكلم عن إيحاءات واشارات جنسية مع حركات جسم وعينين ووقفات مقصودة ثم تقول ربما المشاهد يفهم أنها ايحاءات فوق هذا كله ترمي السبب على المشاه؛ هذا غير معقول .
مشاكل العراق كثيرة وهموم المواطن أكثر وأعمق ولك فيها مندوحة وفسحة أن تتناولها بأسلوب أعلى ومقبول اجتماعياً.