26 ديسمبر، 2024 11:32 م

يتثاقف العراقي المعاصر من مصادر مختلفة وليس أقلها الوسائط الرقمية بخيرها وشرها … بعودة موجزة لتأريخ المعرفة للفرد العراقي سنكتشف أن ساحات الحوارات في السابق كانت ترتكز على مصادر ورقية للمحاججة وكثيرا ما كانت رصينة وعالمية.
في الوقت الحالي يقتصر تداول المعرفة والمعلومة المبتسرة على سطح بحر الإنترنت دون عودة لمصدر أو مراجعة. من بين المستفيدين من هذا الساحل النتي الضحل مقدمي البرامج المستهدفة الأفراد المتوسطي والقليلين التحليل الذهني ومتلقي المادة السوشيلميدية بسلاسة وطوعية حد الاسترخاء دون معرفة أو طرح الأسئلة المهمة. من؟ لماذا؟ هل هذا حقيقي؟
الكوميدية المسرحة تسهل الأمر عادة لتقبل
مترادفات
كل شيء حرفي.
خذ مَثَلاً البشير شو وشاهد 5 دقائق عشوائية من محتواه. ستشعر بسعادة المخدر، تبتسم للضحالة ربما أو لمعرفتك بالكوميديا السوداء للسوء والتردي في الوضع العراقي من كل النواحي، تستجيب ذاتياً لكل من يدغدغ روح الكبت والألم للمشهد الحالي، تنفيس، استمناء لفظي وصوري، شعبوية ومحاكاة مع استعلاء المقدم كونه يقيم ويستعمل الرفاهية الأوربية، يطعمه ذلك للبدائية في جملة في دلالة على تحسن مستواه الاجتماعي والمعاشي. تذكر. الأمر معد جَيِّدًا لتقبل تمييع الأحداث والمساهمة حتى في تقبل شراسة وحدة العنف الميليشياوي إذ يقترن في الذاكرة الجمعية بالمزحة والفكاهة ويصبح في اللاوعي مقبول اجتماعيا.
مقارنة بمحتوى المعارضة العراقية في السابق التي ركزت على قسوة وفظاعة عدوها “النظام السابق” حتى بدا للعالم أن كلا ما في العراق قبل 2003 صور واحدة لرجال قساة بشوارب تقتل علنا في الميادين والشوارع.
ما يصلني من إحساس من البشير شو هو معركة عاهرات في ملهى ليلي. ممتع، مسلي، فضائحي، نبتسم له؟ نعم، لكن لأمد قصير لفراغه من الديمومة والعمق والمحتوى، عدى عن انتهاكه لشروط النشر عالمياً وشخصنة الصراع حد المباشرة بالتهديد لمن ينتقد.
ليس صعباً مخاطبة Dwالقناةالراعية لمراقبة معايير النشراحتراما لسمعتها عراقيا ً وعربياً.
بالطبع حرية التعبير مكفولة ولكن شرط احترام الآخر وخصوصيته وعدم الشخصنة بمهاجمته من خلال عيوب خلقية أو ثقافية أو أيدلوجية.

أحدث المقالات

أحدث المقالات