هل من المعقول إن تكون إصلاحات السيد العبادي هواءً في شبك وأنها خيالات وأفكار لكائنات نزلت من العالم الآخر فصعقتها كهرباء ونار المحاصصة والإنفتاح وعدم تجريب المجرب واللحمة الوطنية .. وإلاّ بربكم … هل سمعتم عن وزير قد أقيل أو نائب فاسد قد رُفِعتْ حصانته … الوزراء الفاشلون لم يمسسهم سوء .. فوزير المالية الذي كان فاشلا في وزارة الخارجية وأكثر فشلا في وزارة المالية لم يشر إليه بنان .. ووزير النفط وصفقاته المشبوهة مع الإقليم وضيعة وزارة النفط في زمنه ، صاغ سليم لا يجرأ أن ينتقده أحد ووزارة الكهرباء التي كانت القشة التي قصمت ظهر الحكومة لا زال وزيرها في أمن وأمان أمّا هيئة إنعاش الأهوار التي بنت القصور لموظفيها في بغداد والجبايش وعينت أقاربهم والتي كانت وبمجرد وصول أحد المسؤولين فيها الى الفهود أو الجبايش تبدأ حفلات شواء السمك والويسكي في أعماق الهور تخدرهم فيرجعون بخفي حنين ولكن بتقارير طويلة وعريضة وكتب شكر تزيد من عزيمة المفسدين وتجعلهم حيتانا لإبتلاع المزيد وها هي أهوار الجبايش وثرواتها في خبر كان .. جفّ الماء وهلك الزرع والضرع وماتت الأسماك وعطشت الناس فهل ذكرها ذاكر بسوء.
فأين أصلاحات السيد العبادي يا ترى ؟
نعم لقد قام مجلس محافظة ذي قار وهو مجلس محاصصة فاشل بشهادة كل المثقفين في الناصرية وجاء من رحم توافقات حزبية وعشائرية وأحقاد متراكمة في النفوس ولم يجتمع في كامل أعضائه إلا نادرا .. ولم يقدم أية خدمة للفقراء والمحتاجين في الناصرية ، لقد قام هذا المجلس بإقالة مدير صحة ذي قار على اثر خلاف شخصي وعشائري وحزبي ليس إلا … ثم قام بحل مجالس الأقضية والنواحي وكأنهم هم المفسدون وليس غيرهم واجزم أن فيهم مجاهدين ووطنيين أكثر إخلاصا من مجلس المحاصصة في ذي قار والذي كان من المفروض ان يحل نفسه فمن يحل مجالس المحافظات المترهلة والعشائرية والحزبية ومن يطرد الوزراء والنواب الفاشلين والفاسدين ؟ نكاد نيأس من إصلاحات السيد العبادي فلن تساعده الكتل السارقة رغم أنها بادرت وركبت الموجة كاذبة ومداهنة بتأييدها للإصلاح الشامل
لم يبق لنا غير الله تعالى والمرجعية الرشيدة وجماهيرنا الشعبية الواعية فهي صوت الحق والإصلاح الذي لن يسكت.