22 ديسمبر، 2024 11:06 م

البرمجة هي تنظيم .. كل صباح نستقبل زوابع الدعايات, وأصوات تعم الشوارع والمناطق .. لافتات وصور تلاعبها الرياح, صامتة تحركها يمينا ويسارا, نتطلع لجمال ألوانها الزاهية, تعكس بريق الشمس, منها يحمل ذكريات ألم وحزن, لا يرى صاحبها البشاعة, التي تصفه الناس فيها .

كثير منهم يعرض للناس بكل صلافة, أنه المنقذ, ويشعر بألمهم, وهو خلف ماضي أسود وآلام, عند تجربته في السنوات السابقة, جعل الكرسي والمنصب مصدر يدر عليه ريعا وفيرا, فكيف يفرط به؟ بعد أن كان يقتات على فتات خيرات العراق, التي ترسل للخارج.

محزن جدا.. وأشد إيلاما على النفوس, عندما نسمع تتلى محامد من أساء للبلد والشعب, ونهب الخيرات, وتسبب في إشعال الفتن وسفك الدماء, وعزف الإرهاب سيمفونيته, من خلال الإنفجارات, وفي ظله المظلم تناثرت أشلاء الجثامين وإختلطت أجزائها, لم يفرق عدونا بين أطياف الشعب, ساعد على تنفيذ غل وسموم الغير على شعبه وأخوانه في العقيدة, ووحدة العيش .

تفرقنا ..لولا أن شاء الباري لتطلق المرجعية الدينية فتوى الجهاد الكفائي, أعادت للعراق هيبته, ووحدة الصف التي فقدناها, ووقفنا على شفا الهاوية .

يعتقدون أن الشعب يجهل أعمالهم, وما سببوه من سوء أفعالهم, وما أصابنا من حيف, ويعتلون المنصات, وينشدون مقطوعات نثرية, وجمل بعضها يرعبهم النطق بها أمام الجمهور, لكونها عارية من الصحة, ويصفون أنفسهم ما ليس هم به .

نقترب جدا من اليوم الحاسم, للتخلص من كوابيس الظلم والمتطفلين, الذين يقتاتون على خيرات البلد, التي هي حق للكل .

تتهافت الساعات والدقائق, لتقترب عقارب الساعة من الوقت المحدد, لتقف أمام مراكز الإقتراع, وتفتح لك أبواب صناديقها, وهي تعاتبك على السنوات السابقة, وتأمل أنك ستفتح صفحة جديدة مشرقة .. عليك أن تتذكر أن الباري يراك ويراقبك, وأنت بين يديك مصير شعب, وإسم العراق الجديد, ومستقبل الأطفال وعوائلهم .

نعم تمتلك حرية التعبير, وحرية الإختيار, ولكن هل تكون قادر على الإرادة, وتقدير الموقف؟ ضع كل المؤثرات الخارجية خلفك, وأنتزع شخصك الحقيقي من الأوهام, التي زرعوها في ذاكرتك, بأساليبهم وتجاربهم السابقة .

تذكر أنك إنسان, تحمل بين يديك ورقة وقلم, هي أمانة, واجب عليك الحفاظ عليها, وأن تضع إختيارك في مكانه المناسب, وفي حالة إختيار من لا يصلح, تعيد المعاناة, وتتحمل وزرها .

إن السميع يهدي من يشاء .