إنه ليس بتشجيعٍ فحسب , وإنما تأييد ودعم وربما تصفيق صامت ايضاً , ولولا الحياء السياسي النسبي لقامت رئاسة البرلمان الموقّرة بأطلاق زغاريدٍ تلوَ زغاريدْ على هذه الأشتباكات الدائرة بالرَكلات واللكمات و ” الكلاّت ” بين بعض اعضائه , ويصاحبها عزفٌ غير منفرد بالشتائم والمفردات السوقيّة .!
ليست هذه الكلمات بهدف السخرية من رئاسة البرلمان , لكنها نتيجة مستخلصة من الضعف المستشري في هيكل هذا البرلمان . لسنا هنا بصدد تفاصيل المعارك التي دارت في صالة البرلمان هذا الأسبوع بين هذه الكتلة او تلك , او اولئك الأعضاء ومَن يقابلهم من الطرف الآخر , وتأريخ وارشيف مثل هذه الاشتباكات معروف وموثّق حتى في الذاكرة , لكنّ الأهم من ذلك كلّه : هو لماذا لم تتخّذ رئاسة البرلمان في ايٍّ من دوراته السابقة ولغاية الآن وخصوصا < بعد الأشتباك الأول للأسبوع الماضي > ايّة اجراءات رادعة وفعّالة لمنع تكرار مثل هذه المهازل , ولماذا ايضا لم تطرح رئاسة البرلمان فقرةً جديدةً للتصويت عليها في النظام الداخلي تنصّ على قطع كافة رواتب النائب ” الذي يلجأ للعنف والتعدي والتجاوز على الأعضاء الآخرين ” طوال سنوات الدورة البرلمانية , كما ولعلّه من الأنسب تضمين فقرةٍ تحذيريةٍ رادعة تنصُّ على فصل وانهاء عضوية النائب في حالة تجاوزه على هذا الجانب الأخلاقي قبل كلّ شيء , ولو تمّ طرح والتصويت على مثل هذه الأجراءات الرادعة , فسيكون جميلاً معرفة أسماء الذين يعارضونها .! وسيضعون انفسهم في دائرة الشك والإتهام المسبق .!
إنَّ عدم تبنّي البرلمان او رئاسته لأسلوب الردع الوقائي وخصوصا بعد تكرر المعارك الحامية بين بعض اعضائه من وقتٍ الى آخرٍ, فأنما يضع هذه الرئاسة في او داخل دائرة التساهل غير المباشر للتجاوزات غير اللائقة والمسيئة للبرلمان وللدولة وحتى للشعب .
كنتُ وما برحتُ اودّ واتمنى وجود مُحاور إعلامي متمكّن ليناقش بذكاء ” على شاشة التلفزيون ” اولئك الأعضاء الذين لجأوا الى ضرب زملائهم بالأيدي والأرجل واستخدامهم للمفردات البذيئة , وليناقشهم في افتقادهم القدرة على اسلوب الحوار وهم في موقع متميز في قيادة الدولة , و ” ليتَ ولعلَّ وعسى ” أنْ تقوم إحدى القنوات الفضائية بأستضافة ” هؤلاء السادة ” على الشاي والكلمات المؤنّبه .!
[email protected]