26 نوفمبر، 2024 5:59 م
Search
Close this search box.

البرلمان ( و ) الحكم !

البرلمان ( و ) الحكم !

ما حدث في ( البرلمان العراقي ) مؤشر خطير لإنهيار الرئاسات ( الثلاث ) وخطوةٌ ناجحة لبسط نفوذ أقليات مرجعيات عقائدية أو حزبية أو  دينية حتى طائفية إن صح التعبير .. وما حققه( البعض من النواب ) ليس بالأمر الهين أو العابر ، على الرغم من التداخلات والتفسيرات والتأولات المتشابكة والغامضة التي قد تحدثها كلمة غير مقصودة من هنا أو هناك ضيعها  ( البعض الاخر من النواب )   ثم قرروا الانسحاب ؟! لكن ببساطة خاض  المعتصمون ( النواب ) هذه الحرب أسقطت رهانات وأكاذيب عدة لعل من أبرزها ثبات استراتيجية عدم قدرة  هؤلاء   على حربٍ طويلة الأمد وإمكانية الوصول والقدرة على تأجيل الوصول الى مبتغاهم   ، أي أن ما تحقق نصرٌ كامل بكل المعايير السياسية  والعقائدية وحتى الدينية لو لم يكن الذي قاد تلك المهمة  مستقلاً وشبه منسلخٍ بالكامل عن الدولة العراقية ، مع أن السيد ( مقتدى الصدر ) إجتهد لكي يبدي للعالم أنه على الأقل عراقي  ويدافع عن أرضٍ عراقية  مغتصبة ! وهو عكس الحقيقة تماماً فالدولة العراقية الجديدة ممثلةً بالرئاسات الثلاثة المتناحرة إشتركت في تأييد هذه الحرب وعكس ذلك معناه الانتحار السياسي ، وأنا على يقين تام أن الدعوة السابقة التي وُجهت لاستقالة الحكومة لو يترك الأمر للعبادي لاستقال فوراً وكفى الله المؤمنين القتال ، لكن الّذين أوصلوه إلى الحكم لا يمكنهم القبول بتقاعده بهذه السهولة في خضم الموقف الحرج الذي دخلت به ( الأحزاب السياسية ) الآن بعد التطورات الأخيرة ووصول العراق  الى حافة حرب جديدة لا أقول عليها أهلية بل حرباً عالمية إن صح التعبير بعد دخول أغلب دول العالم الى معترك صراع سياسي جديد  في العراق  وإستبدال ساحة العراق بساحات أخرى مؤقتاً أو على الأقل  قلب التوازنات ووضع اتفاق الطائف على الرفوف .. نعود إلى حزب ( الدعوة )  وهو حزبٌ غالبية أعضائه من الطائفة الشيعية المهيمنة على منطقة الجنوب العراقي وأجزاء واسعة من مناطق اخرى في العراق  ..  وغيرها من المدن العراقية اللاهثة وراء الاستقلال والأمان ، زعيم الحزب لا يخفي في أي مناسبة إرتباطه الوثيق بإيران  وهو ما يعتبره السياسيون بصورةٍ عامة ليس عيباً إذا ما فسر باتجاه المقاومة والتصدي للمحتل ، لكنه في الوقت نفسه أعرب وبمناسبات عدة بعد وقف القتال وبأسلوب قريب من أساليب رؤساء الدول أن هنالك أموراً كان يجب دراستها أو التأني بها قبل خوض هذه الحرب وهو ما لم يتجرأ خصومه على التصريح به ما يدعو إلى أن الأمور تسير قريباً من جادة وضوح الرؤية الأيديولوجية المرتبطة مع الواقع السياسي الاستراتيجي للمنطقة ككل .. ثم عاد في خطابٍ آخر وبدأ بتعبئة الشارع من جديد هذه المرة ضد خصوم الداخل وبوضوح هم ومن يقف وراءهم متناسياً أنه داخل دولة في ظل دستور وحكومة ووزارات .. الخ ، الحرب في العراق تشتعل من جديد والسلاح المستخدم المايكروفونات وقسم منها مصنع ( أي المايكروفونات) في سوريا وإسرائيل وإيران وأوربا والسعودية باستثناء العراق  الصامت المخرب المدمر الذي يحتاج الى اعمارْ ما هدم وليس الى ردود نارية ومساجلات بين أحزاب وكتل نيابية وفرق طائفية ومنظمات سياسية   لأي فرصة تحرمها من التفاوض الآن وفي المستقبل على الجولات .. وإيران وحصولها على القنبلة النووية بثمن جديد هو مستقبل الشعب   بعد أن فقدت أو بالأحرى بدأت تفقد أبرز مواليها وأنصارها في العراق .. نقول لكل الأخوة في العراق المسيحيين والمسلمين من السنة والشيعة وغيرهم إلتفتوا فقط الى ما يجري في العراق وأسالوا عن المستفيد من إحتلاله وإتساع الخراب والفتنة بين أهله ؟ أو عودوا الاعوام الماضية  وقارنوا !

أحدث المقالات