23 ديسمبر، 2024 4:23 ص

البرلمان ومسالة العيد الوطني للعراق

البرلمان ومسالة العيد الوطني للعراق

قد يقول البعض لماذا العودة من جديد الى مسالة اعادة النظر في موضوع العيد الوطني للعراق ، نقول ان اي بلد في هذا العالم له يوم تميز عن غيره من الايام ، ويكون بمثابة العنوان له ولهويته ، واليوم الذي اختاره البرلمان لم يك يوما معروفا لدى عامة الناس كما انه لم يك دليلا على استقلال العراق لا من الناحية السياسية ولا من الناحية الاقتصادية ، فقد ظل البلد تابعا للنفوذ البريطاني وكان العراق تحت سطوة شركات النفط البريطانية وظل ضمن منطقة الاسترليني حتى. قيام ثورة 14 تموز ، وللتاريخ وانا واحد من الشهود على هذه الثورة ، وواحد ممن اقتلع تمثال الجنرال مود من امام السفارة البريطانية في الكريمات ، ان هذه الثورة كانت ثمرة نضال الحركة الوطنية العراقية وثمرة وثبة كانون واضرابات الطلبة وتضحية الاحزاب الوطنية ، ولم يك قائدها يقبل باغتيال المرحوم الملك فيصل الثاني بل كانت خطا في تقدير ضابط صغير ، وان هذه الثورة كانت بكل معاني الحق انعطافا كبيرا في حياة الشعب العراقي ، واستطاعت الثورة بالامكانيات المتاحة انذاك من ان تضع العراق على ابواب التقدم الاقتصادي ووضعته على سكة الاستقلال السياسي ، ورغم اطلاق ال M l 6 الوثائق السرية للمخابرات البريطنية لم يجد الباحث اية علاقة لتلك الثورة باية مخابرات اجنبية ، بل كانت وطنية صرفة لا غبار علبها ، ان اي منصف لا بد له من تقييم هذه الثورة ومنجزاتها وان لا يعدها الا انعطاف ايجابي في حياة المجتمع العراقي ، حيث كنا خائفين من امن السلطة ، مرهفين الحس نحو كل ماهو تقدمي ، وكان الفلاح اكثر شرائح المجتمع تخلفا وفقرا وكان الاقطاع قاسيا جدا مرتبطا بالنظام وشرطته القاسية ، وللتاريخ فان العهد الجمهوري كان موضع عداء المخابرات الغربية وهي من اعدت للانقلاب عليه بعد ان اصدر مجلس الوزراء قانون رقم 80 الذي تحددت بموجبه مناطق استثمار واستخراج النفوط بعد ان عجزت حكومة الثورة من اقناع المستر هيتدرج ممثل الشركات النفطية ، باعادة حق العراقيين من عائدات النفط او مسالة تنفيق الريع النفطي ،
ان التاريخ لايسير ولا وجهه قناع ، انه سجل لمن هو خالد ومن هو خائن ، وان الدفع بالاعتراف بثورة 14 تموز على انها اليوم الوطني الخالد انما هو ذاته عمل يسيتهويه الوطن ويطلبه كل عراقي يعترف باهمية هذا التاريخ ،
ان الشعوب تحب قادتها وانا هنا لا اسجل مدحا للزعيم الخالد ، وانما اسلم ككل الناس ، انه كان نقيا ذا مواصفات عراقية ، محبوبا بالطبيعة ، نقيا في السريرة ، نزيها جدا جدا في نظافة اليد ، عذرا من هذا الاستطراد لقد كان زاهدا في الدنيا متعففا عن ملاذها ، لم يستغل السلطة ولم تكبره هذه السلطة لقد عاداه البعثيون وهم النادمون ، وعاداه الاقطاعيون وهم المتاسفون من بعده ، لقد كان نموذجا لمن يمسك بالسلطة وهو عازم على البناء لقد كان يجادل المهندس ، ويقابل العامل ، ويحتسي كاس الشاي مع الفقير ، فلكل هذه الصفات قصر المتامرون من مدة حكمه ، واذكر يوما وانا عامل في بناية البرلمان عام 1961ان خرج من دار اخيه في منطقة العباسيات ، وتوجه الى بناية البرلمان وتلكلم مع المهندس المقيم في حينه الاستاذ ماجد المدلل قائلا متى سيتم الانتهاء من البناء وتسلم البناية من قبل الحكومة ان العراق مقبل على المرحلة البرلمانية ، وان الحكومة الحالية لا بد لها من تسليم الراية الى الحكومات المنتخبة ، اريدك ان تحدد الموعد وتتفق مع الشركات العاملة عليه ، وغادر البناية وحذائه مغمور بالتراب ، وكانت الساعة قد تجاوزت السابعة صباحا ، ولم يسمح لاي شخص بالهتاف،،، ، بهذه الكلمات اردت ان اقول انه لم يك متمسكا بالسلطة ، ولا محبا لها ، وانما كان يخشى على العراق من اعدائه ، ولكل هذه وغيرها الا يستحق هذا الرجل ان يكون رمزا العراق وتعلق صورته بشكلها الرسمي على جدران دوائر جمهورية العراق…التي هو مؤسسها…