14 أبريل، 2024 10:31 م
Search
Close this search box.

البرلمان والبحث عن الملاذ الآمن ..!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

في آخر فصول مسرحية الكوميديا السوداء المعروضة أمامنا ، ان مجلس النوّاب المفترض تمثيله للشعب ، وهو ليس كذلك ، يبحث عن مكان آمن كي يعقد فيه اجتماعا آمناً من غضب الناس وشر الوسواس الخنّاس، بعد ان تحول مقرهم في جزئية منه الى زريبة حيوانات ( ذبح الاغنام والابقار والغزلان ) . واعتقد ان الجمهور تعمّد هذا المشهد ايغالا في احتقار غالبية اعضاء البرلمان ، الذي حوّلوه من خادم للشعب كما يقال الى بورصة للصفقات المالية بحساب ثمن المقعد النيابي في عالم الصفقات السياسية الاشد دناءة من أي انحطاط اخلاقي سياسي !
عار آخر يسجّل في دفاتر التأريخ عن طبقة سياسية لاتخجل من هروبها من الشعب الذي تدعي تمثيله بدل ان تكون هي بحماية الشعب من الاعداء الداخليين والخارجيين !
اختيار المكان هو الآخر يخضع للمساومات السياسية والحسابات اللئيمة للربح والخسارة السياسيتين ، فالمكان أيضاً حوّلوه الى مكون من مكونات الشعب الذي قسّموه وشطروه وتلاعبوا بألوان لوحته الفسيفسائية !
أين المكان في هذه الجغرافية العراقية الشاسعة ؟
علينا ان نحسب بدقة لمن سيحسب المكان ان كان في زاوية من زوايا بغداد التي اثخنوها جراحا حتى شوهوا وجهها البالغ البهاء ، وتحت جنح الظلام حيث صفقاتهم المريبة، او في اربيل المكان الأكثر أماناً في هذه الجغرافية والتي يتذكرونها بين الحين والحين بوابل صواريخ ” مجهولة ” المصدر، أو في البصرة الاشد نقمة على حفنة اللصوص والأكثر فقراً وهي تعوم على بحار من النفط ، أم في الانبار التي اكتوت ، بسبب سياساتهم ، بنيران القاعدة وداعش ، أم في صلاح الدين التي مازالت تئن تحت وطأة ذاكرة جريمة سبايكر الحزينة !
يا ” ممثلي ” الشعب قد ضاقت بكم السبل ، كما تضيق على اللصوص حين يتقافزون هرباً من عدالة وقول القانون أو كما تضيق على “فئران الأنابيب”، عنوان لرواية سياسية من تأليف الفرنسي ميشال كليرك تتحدث عن عالم البترول والصفقات والدسائس والجنس منعت الرواية من التداول في غالبية بلدان الديمقراطيات العربية !
يا ” ممثلي ” الشعب ، اشفق عليكم وانتم تبحثون وتتباحثون للعثور على مكان في هذا العراق الكبير كي تواصلوا هواياتكم المفضلة في توزيع الكعكة وأخذ المالات ، فيما تحميكم الجسكارات وآلاف الحمايات الرسمية منها والمنفلتة العقال باسلحتها غير القانونية ..!
أشفق عليكم وانتم تتحولون بسرعة قياسية الى مجموعة من البلياتشو الذين يريدون اضحاك الجمهور حتى وان تطلب الأمر خلع أخر قطعة ملابس تستر عوراتهم ، وها انتم تضحكوننا ، بخلع آخر مايستركم من فضائحكم ،في آخر فصول ظهوركم في الكوميديا السوداء التي عرضتموها وتواصلون عرضها علينا منذ عقدين من الزمن !
اشفق عليكم وانتم تهربون من عدالة الشعب القادمة !
وحزين جداً ان العراق على اياديكم غير النظيفة قد هدمتوه حجرا على حجر !!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب