23 ديسمبر، 2024 5:55 ص

البرلمان: جلسة صامتة ومعاقة!.

البرلمان: جلسة صامتة ومعاقة!.

السياسة في جميع الدول, هي فن الممكن, إلا في العراق, فهي فن المستحيل؛ وهذه حقيقة أدركناها, منذ اعلان الديمقراطية, وسقوط الدكتاتورية, حتى أصبح العراق لقمة سائغة, يقتات عليها المتطفلون من الساسة, الذين لا يحملون ذرة من الغيرة الوطنية, فتجدهم من عشاق الخطب, والمهاترات فقط.
جلسة افتتاحية صامتة, ومعاقة, لم يجري فيها, إلا ألقاء اليمين الدستوري, لضمان حقوقهم كبرلمانيين, ونحن نقول؛ من ضعفت أرأوه, قويت أعدائه.
أدركنا يوم الثلاثاء 1/7/2014 تمام الادراك, أن المتآمرين على بلدنا العزيز, هم بعض الساسة المتصدرين, للمشهد السياسي؛ حين زرعوا المشاكل, والفتن في الدورة السابقة, وانتظروا ثمارها ليحصدوها, في هذه الدورة, والوصول الى ما يسعون اليه؛ هو عدم نهوض العراق, أمام التحديات, والصعاب, وتقسيمه حسب مخططهم الخبيث.
الجاهل من يعثر بالحجر مرتين, هكذا قال (سقراط), وعليكم ألا تعثروا مرتين, بطمع المناصب, وحب الكراسي, وجمع الاموال بالحرام والسحت, من قوت الشعب؛ فالدواعش يحتلون المدن العراقية, والصرخي وإتباعه يعيثون في الأرض فساداً, ومؤامرات تحاك في العلن والخفاء, في أورقة آل سعود, وغرف البيت الأبيض, وفي أماكن أخرى, كلها ساعية لتقسيمنا, وتفرقتنا, حتى ترى العراق مقسماً, الى ثلاث دويلات ضعيفة ومتناحرة.
هل أنتم عقلاء؟, ومسؤوليتكم تتخاذلون عنها, في اول جلسة لكم, إنه امتحان حقيقي, لإثبات وطنيتكم؛ وهنا (يكرم المرء او يهان), فعليكم مراعاة الظروف الحساسة, والخطيرة التي يمر بها البلد, فكانت عيون العراقيين تصبو اليكم متفائلة, والمرجعية الرشيدة اكدت اكثر من مرة, على ضرورة الإسراع  بتشكيل الحكومة, وانتم كمَنْ درس دون تفكيرٍ, وفكر دون دراسةٍ!.
دائماً ما نجدكم ترسمون حدوداً للمشاكل, متحججين بأتفه الأسباب, وتسعون سعيكم, لكيلا يجتمع الشعب, فهل البرلمان منبر للخطب والمهاترات فقط؟!.
ألا تدركون ما يجري في العراق, أم أنتم مجرد اوثان, لا حول لكم ولا قوة؛ متناسين المسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتقكم, فلا نريد أن تعود علينا تلك الايام, حاملةً معها العناوين الرنانة, والمرعبة, في جلساتهم الفاشلة, منها (نهب الأموال – تعطيل الحياة – القوانين – هتك الاعراض – هروب السجناء – تسقيط الاخر) نتمنى ألا تكونوا كسابقيكم, والعراق أوصاله تتقطع, وأنتم تتفرجون.