9 أبريل، 2024 12:16 م
Search
Close this search box.

البرلمان العراقي..خطوات عكس الاتجاه

Facebook
Twitter
LinkedIn

البرلمان العراقي يعمل كما يبدو وفق نظريات الاحساس ومبادئ الباراسيكولوجي..فهو يتحسس ويشعر بكل ما يحيط بالعراق واهل العراق من مشاكل(وهذه نعمة فضيلة)، فاذن هو موجود، ولا يهم الوجود ان يكون مقترن بالفعل…المهم هو، الوجود والاحساس والشعور وهذا يكفي لان تكون هذه الصفات اساس تفهم المشاكل والكوارث.!!
وفيما عدا ذلك فالمعارك الكلامية التي تحصل داخل قبته ، والاختلافات الكارثية التي تسود اجوائه، وزعل الكثيرمن السادة والاخوان فيما بينهم وعلى بعضهم البعض دون حل المشاكل كل ذلك هو منافي لديمقراطية العمل وحرية الرأي والرأي الاخر!!! والاعتراض على منهج وسلوك رئيسهم بل ولجوء البعض بالتهديد لرفع دعوى قضائية ضد رئيس البرلمان هو ايضا حالة من التجاوز على التطبيق المثالي والدقيق لمبادئ واصول الدستور العراقي!! ا ومناقشة حقوق وامتيازات اعضائه والتفكير المسبق بالراتب التقاعدي بعدما حققوا رواتبهم الحالية والحصول على الجواز الدبلوماسي لهم ولعوائلهم كما حصل في الدورة السابقة للبرلمان والذي اثار سخط وغضب الشعب ،  هذه الاموركلها  تندرج ضمن الحقوق فقط دون التفكير بالواجبات تجاه الشعب والمسؤولية ، لانها حذفت كما يبدو من قاموس العمل البرلماني في العراق!! والتمتع بالعطلة الربيعية وراحة البال ومناقشة الشؤون المالية  الخاصة بهم يبدو انها امور مهمة واستحقاقات اساسية لايمكن التنازل عنه وكأنهم ليسوا من موظفي الدولة العراقية ولاتنطبق قوانينها عليهم !!
اما عدم اكتمال النصاب… فهذه نغمة استمعنا اليها لمرات عديده جدا واجزم انها الاكثر من عبارة اكتمال النصاب ، لان النصاب والحق يقال كان يكتمل دائما في العطلة الربيعية عندما يتمتع بها السادة والاخوان!!، وفيما يتعلق الامر بالبيانات والخطب الوطنية والشفافة التي تلقى داخل القبة الخضراء وفي مؤتمراتهم الصحفية ازاء اي تصعيد دموي في الوضع الامني والذي هو اصلا متدهور فتأتي وكأنها حالة استثنائية تحصل، متناسين انها الحالة اليومية منذ اكثر من ثماني سنوات ولحد الان ، والمفاجأة هنا تكمن في هذه البيانات وكأنها اخبار او تقارير صحافية استقيت مفرداتها من نشرات الاخبار اليومية لذلك الحدث . واود ان اذكر بأن السنة العملية للدولة العراقية هي سبعة شهور اذا ماعرفنا بأن البرلمان قد يقر ميزانية الدولة عادة في بداية اذار وهي لحد الان تراوح في دهاليز الدولة ،ولحين اقرارها ووصولها الى الوزارات سينتهي شهر نيسان ، فماذا تبقى من السنة اذا ماحذفنا منها العطل الرسمية والدينية  ؟  
ثمة اسئلة تطرح نفسها  .. اين هي حصة الشعب ؟ و ماهي الحلول للمشاكل الدموية اليومية ؟وماذا قدم البرلمان ؟ وهل كان الشعب يعرف ممثليه بالاسم والصورة والتخصص قبل لا بل وبعد الانتخابات ؟؟
انا استغرب جرأة بعض السادة والاخوان عندما يقولون نحن نمثل الشعب ويصرون على ذلك بل ويتمسكون بهذه المقولة وكأنها هي حصانتهم الشعبية قبل ان تكون حصانتهم الطائفية والشعب من هذه الحصانة براء لانه لم يسمع ولم يشاهد، المهم انتخب المعروف برعاية القائمة وعلى القائمة السلام!!!. والغريب في الامر ان من فاز بالاستحقاق الانتخابي الشعبي لا استحقاق القائمة من بين الاف المرشحين هم خمسة عشر نائبا فقط !! اي ان 310 نائبا لم ينتخبهم الشعب وفق قاعدة التصويت الانتخابي بل رشحتهم القوائم من فائض اصوات البعض المنتخب !!
انصافا ومن باب الامانة من الافضل ان تكون صفة السادة والاخوان هي ممثلي القوائم لا ممثلي الشعب ، لان في ذلك رحمة كبيرة لهم تستر اخطائهم  وتقاعسهم وعدم التزامهم في حيز المحاسبة والمسائلة !!
يا ناس ارحموا شعبٍ ذل… وياللأسف نطلب ذلك برجاء لان هذا استحقاق كبير وعظيم، مابعده استحقاق مهما تعددت العناوين ، ومن اين اتت ، واين كانت وماذا تريد؟.
الشعب فوق كل شئ ..
فوق السلطة..فوق الحكومة.. فوق البرلمان..فوق كل الارادات بل وفوق الاحتلال الذي استمر اكثر من ثماني سنوات  والذي لم يعرف ولن يعرف معدن العراقيين الحقيقي وبالاخص عندما تتعلق كل الامور بمبادئ السيادة والكرامة وحرية العيش.
ثمة ملاحظة استدراكية:
المتتبع لجلسات البرلمان لابد وان يدرك حقيقة ان عدد المتكلمين في كل جلسة لا يتعدى ثلث الحضور ، وهي ذات الوجوه والاصوات تتكرر في كل جلساته ، هنا اقترح ان تجري هيئة الرئاسة الموقرة استبيانا تسجيليا لكل الجلسات تؤشر فيه اسماء المتكلمين وتحلل هذا الاستبيان شهريا ، لتقف على حقيقة(مرشحي الشعب) ومستوياتهم العلمية والفكرية وتحصيلهم الدراسي الحقيقي لا من خلال وثائق سوق مريدي.

اليس في ذلك دلالة على انعدام الوعي والكفاءة والقدرة على التعبير؟وهل يصح ان الثلث المتحدث  هو كافيا لأغناء المناقشات والحوارات التي تهم الشعب؟! أم ان انتخاب السادة والاخوان جاء من باب الوجدانية والاخوة التي ترضي الكبار المتربعين على سلطة الكتل والتيارات السياسية ، واما الشعب فعليه الاستجابة والتعايش مع حالة التمني فقط دون ان يلمس حلولا لما تحيط به من مشاكل كارثية تواجهه يوميا مثل انعدام الكهرباء وعدم توفر الوقود وقلة الرواتب واستباحة الدماء والخطف والاغتيال وبلاوي الفساد والبطالة والفقر والرشاوى والحصول على الوظيفة بواسطة الهوية!!! .. الخ…

سامحكم الله ايها السادة والاخوان…
ودعائي لك ايها الشعب الوفي وانا واحد منك بالصبر الطويل لحين ان يزوروكم ممثليكم في مناطقكم وتتعرفوا عليهم بعد ان يسألوكم ماذا تريدون؟؟وهل اكتفيتم بما حققناه لكم؟ لأننا نريد منكم ان تنتخبونا مجددا لان النصاب لم يكتمل بعد!!
أجزم ان هذا لن يحصل ابدا لسبب واحد فقط هو:
ان السادة والاخوان يخافون الشعب لانهم لم يحققوا له ما فقده طيلة القرون الماضية وذهبت كل الوعود مع الريح وبقي الحظ الاوفر لمن هم داخل القبة الصغيرة يحتمون بها ويأسسون لمستقبلهم بأسم الشعب وعلى حساب الشعب دون ان يعطوا حق الشعب !!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب