يعتبر مكان البرلمان مقدس في البلدان الديموقراطية , حيث تتجمع حوله الاحتجاجات الجماهيرية , والمظاهرات الشعبية السلمية , المعبرة عن طموحها وتطلعاتها وامانيها , وهو المكان المنشود لعرض المظلوميات والاجحاف والحرمان , وكذلك ابدأ مواقف الغضب والسخط الشعبي , وهو المكان الحر لعرض مشاكل المواطنين والحث والاسراع على المعالجة والحلول , والبرلمان هو واصلة الصلة والعلاقة والترابط , بين ممثلي الشعب والمواطنين , وهو المكان المناسب لسماع صوت الشعب , بذلك يكتسب ممثل الشعب , الخبرة والكفاءة في تأدية عمله وواجبه الوطني , ليسمع معاناة المواطنين وشرائح من الناخبين , الذين منحوا ثقتهم وصوتهم الانتخابي , ولذلك سميت بناية البرلمان ب ( معبد الحرية ) لانه المعبر الحقيقي لطموحات الشعب , وهو يرسم خريطة الطريق للوطن وتوجهاته المستقبلية وصون كرامته والحفاظ عن الاستقلال والسيادة الوطنية . لذلك يعتبر البرلمان المرآة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية للبلد , وهو البندول والمقياس لمنزلة ومكانة الوطن . . بينما في العراق السريالي بالفنطازية الغريبة والعجيبة , كل هذه الخصال مشطوبة وغير موجودة حتى في حدود ها الدنيا , فمكان البرلمان العراقي في منطقة محرمة وممنوعة الوصول اليها , منطقة مقطوعة الصلة والعلاقة عن تطلعات وطموحات واماني الشعب , مما خلق التنافر والتناقض في الرؤية الطريق والتوجهات السياسية الصائبة , بين نائب الشعب والمواطن العراقي ,ومما خلق حالات نشاز في العلاقة مع الوطن والمواطن , ادت ان يعيش نائب الشعب في عالم اخر , لايمت باية صلة وعلاقة في الشائن العراقي , ولا بالواقع الفعلي والمحسوس , وزادت المصيبة اكثر فداحة وسؤاً , بان اعضاء البرلمان مصابون بالعمى والطرش , لذلك يتكلمون بلغة غريبة عن الواقع , مما خلق حالات جهل وغباء كلي في المشاكل والازمات التي يعاني منها العراق والعراقيين , وتصريحاتهم النارية والهوائية الى وسائل الاعلام , انها عبارة فقاعات هوائية لتنفيس من تخمة المعدة من الاكل الثقيل والدسم , مما جعل تصريحاتهم مسرحيات كوميدية لسخرة والمسخرة والتهكم , كأنهم ينتمون الى عالم اخر , لا ينتمي الى العراق , هذه السذاجة والجهل السياسي , جعلتهم بمثابة ادوات معرقلة ومعوقة , بل اصبحوا الغام خطيرة للعراق والعراقيين , وهم بهذه الفنطازية السريالية , وجودهم حجرة عثرة نحو الامن والامان والاستقرار والتطور , وقد جلبوا الخراب والدمار في مواقفهم السياسية , وفي تأدية واجبهم المسؤول , واصبحوا جزء من المعضلة السياسية , وجزء من الخراب العراقي بامتياز , فقد جعلوا اغلب مشاريع القوانين معطلة ومؤجلة , بحجة القراءة والمناقشة التي لاتنتهي , ورغم مرور اكثر من عقد كامل من السنين , مازالت مشروعات القوانين الاساسية في بناء الدولة وتنظيمها بالشكل الصحيح , متعثرة ولم تقر وتنجز خلال هذه الفترة الطويلة , هذا يدل على ان الكتل السياسية في البرلمان والحكومات المتعاقبة , ليس لها النية الحقيقية لتشريع واقرار القوانين , التي هي من صلب تنظيم الدولة بالشكل العادل والمحق , ليس لها الرغبة الصادقة , في معالجة المشاكل والازمات , من خلال اقرار القوانين التي تساعد على الانفراج والحلحلة , والتوجه الجاد نحو المسار الديموقراطي , لا تمتلك ضمير المسؤولية تجاه الوطن والمواطن . او انها ليس معنية بتاتاً , بايجاد المعالجة والحلول , او ان الفساد المالي الذي ينخر في جسد العراق , يشل تحركاتها او يخنق مواقفها ليجعلها كسيحة ومشلولة , تجاه اقرار القوانين ذات النفع العام والمصلحة العامة للعراق والعراقيين , او هي غير جادة في واجبها الوطني لمصلحة العراق , او ان حياتهم السياسية والمناصب التي حصلوا عليها , اصبحت كأنهم في حلبة المسابقات منْ يفوز باوسمة الفساد المالي والشيطنة الساسية , من يصبح الفارس الاول المقدام في الفساد المالي , لهذا يسير العراق من الفشل الى الفشل اكثر فداحة ومصيبة . لذلك لم ينجز خلال اكثر من عقد من الزمان , اقرار قانون النفط والغاز , او اقرار قانون توزيع الثروة المالية من موارد النفط بشكل عادل , او قرار قانون تنظيم الاحزاب , او اقرار قانون الاحصاء السكاني , او اقرار قانون براءة الذمة , بما يعرف . من اين لك هذا ؟؟؟؟ . او اقرار قانون الاعلام الحر , وغيرها من عشرات المشروعات القانونية المعطلة والمؤجلة . كأنهم عشقوا الخلاف والخصام والعراك والتنابز والتنافس , حين جعلوا العراق طابو وبقرة حلوب لهم دون غيرهم .