منذ بدأت العملية السياسية في عراق ما بعد الإحتلال وضُع السياسيون فيها كأحجار للشطرنج تحركهم مصالح القوى العالمية المتصارعة على خيرات العراق ومنذ ذلك اليوم وحتى بعد تشكيل أول حكومة منتخبة لم يكن لأي برلماني أن يتخطى حدود اللعبة فكم من مجزرة حدثت لم يتحرك فيها المدعي العام ولا نواب الشعب وكم من أموال انتهبت لم تأخذ ملفاتها طريقاً إلى لجنة النزاهة وكأن هنالك خطوط حمراء مفروضة شكلت حلبة الصراع التي لا يجوز أن يلعب خارجها السياسيون , حلبة الصراع لم تكن رباعية الأضلاع بل كانت ثلاثية أحاطت باللاعبين فيها. ضلعها الأول كان أميركا والثاني إيران والثالث مرجعية النجف , هكذا طُوقت العملية السياسية في العراق وأصبح البرلماني أسيراً داخل هذه الحلبة الإجرام والسرقات يشترك فيها ثلاثي المصائب والإصلاح الحقيقي يقتضي أن يكون المصلح في مواجهة هذه الأقطاب الثلاثة . البرلمانيون المعتصمون داخل قبة البرلمان هل يستطيعون تخطي الخطوط الحمراء, أولا بحل مجلس القضاء الأعلى الذي تستر على المجرمين والفاسدين أم هل يستطيع تغيير قوانين الانتخابات ليأتي بوجوه جديدة, وهل يستطيعون كبح جماح المليشيات الإجرامية وإعادة هيبة القانون والدولة أم هل يستطيعون إعادة الأموال المسروقة ومحاسبة المفسدين الذين اثروا على حساب المال العام؟ والجواب واضح جداً فإذا أحست إيران أو أميركا أو المرجعية بسقوط من يحالفهما من المتصارعين فسينقضون وبقوة لمنع التغيير وما حدث من تدخل سليماني والخامنئي في بداية الانتفاضة الشعبية وإلقاء التهم على المتظاهرين وما حدث اليوم حين تحرك بعض البرلمانيين صرحت مرجعية النجف على من أنها تدعم وبقوة بقاء رئيس البرلمان في منصبه وما صرح الجنرال الأميركي اوديرنو بتحذير مبطن إن أي تغيير قد يؤدي إلى تقوية داعش وهكذا تجد أن أي تغيير يمس مصلحة هذه الأطراف الثلاثة سيكون مصيره الفشل . لأن اللاعبين هنا اُسارى داخل حلبة العمالة والمرجعية المزيفة ,إن مشروع الخلاص الذي قدمه المرجع الصرخي الحسني مشروع وطني بامتياز فهو لا يأخذ بالإعتبار مصلحة طرف على حساب الأطراف الأخرى , ويمثل طريق الخلاص الوحيد لكن ذلك يعتمد على مدى وعي الشعب العراقي فهو الذي ينبغي أن يضع للتغيير فقراته وقوانينه يقول المرجع العراقي السيد الصرخي الحسني : ((وأدنى التفاتة من أبسط انسان تجعله يتيقّن أنه لا يوجد أمل في أيِّ إصلاح لأن كل المتخالفين المتنافسين المتصارعين قد اتّفقوا على نفس التهديد والتصعيد وهو سحب الثقة من رئيس الحكومة وحكومته!!! وهذا التهديد ونتيجته الهزلية يعني وبكل وضوح الرجوع إلى المربّع الأوّل في تشكيل حكومة جديدة حسب الدستور الفاشل وتوافقات الكتل السياسية نفسها والدول المحرّكة لها،ـ وعليه ينكشف أن الإصلاح ليس بإصلاح بل لعبة للضغط والكسب أو للتغرير والتخدير وتبادل الأدوار قد أذنت به أميركا وإيران !!ـ وهل تلاحظون أن الجميع صار يتحدث ويدعو للإصلاح وكأنهم في دعاية وتنافس انتخابي !! و موت يا شعب العراق إلى أن يجيئك الإصلاح!!!))