18 ديسمبر، 2024 9:37 م

البرلمانيين ممثلين (عن او على ) الشعب ؟!

البرلمانيين ممثلين (عن او على ) الشعب ؟!

قرأت خبر مفاده ان مجلس النواب قرر تأجيل جلسته المزمعة في التاسع عشر من هذا الشهر الى يوم السادس والعشرين منه (خطيه هواي تعبانين من العرك والصياح) رغم حساسية المرحلة التي نمر بها والكم الهائل من القوانين المعطلة ، وبطبيعة الحال لا يعرف لماذا هذا التأجيل (سوى الله والراسخون في مجلس النواب) ولكن قرائتي للواقع البرلماني وبأعتقادي البسيط ان سبب التأجيل ان ليس هناك شيء يخص مصالحهم وتحت شعار (مادامت الرواتب ماشية طز بالشعب) .
من المعلوم ان قواعد الديمقراطية (لعنة الله عليها وعلى اخواتها) في مفهومها العام  ان الشعب يختار من ينوب عنه في مجلس النواب او ما يسمونه في البلدان الاخرى البرلمان (عن طريق اجراء انتخابات) لسن وتشريع القوانين وبهكذا يصبح الحكم للشعب ويكون اعضاء هذا المجلس ممثلين عن الشعب .. اما في العراق (بلد العجائب) فهناك مشكلة في كتابة وفهم ومعنى احرف الجر !!! .
فمجلس النواب في اغلب ان لم اقل معظم ايام دورته الانتخابية هو ممثل على الشعب وليس عنه .. فالشعب في واد والبرلمان في واد اخر .. سن القوانين تكون على شكل الكيل بمكيالين فكل قانون يخص مصالح البرلمانيين ومصالح كتلهم واحزابهم تمرر بالاغلبية الساحقة ودون أي اعتراض او غياب احد الا لظروف قاهرة (مثل الاشراف على بناء فيله او قصر له في احدى الدول او اضافة بعض الحسابات الجارية في احدى البنوك العالمية او عقد صفقة تجارية مع احدى الشركات العالمية او ..) اما اذا عرض قانون يخص فقراء الشعب ومساكينه (مثل قانون النفط والغاز او قانون التقاعد الموحد او قانون زيادة رواتب) يشمر البرلمانيين عن سواعدهم بالاعتراضات والتناحرات والاسراع للظهور في شاشات الفضائيات وسيل التصريحات في مشهد تمثيلي يضاهون ويوازون ممثلي هوليود على انهم حريصون على حقوق واموال الشعب وفي المشهد الاخير من هذا العرض السينمائي تكتب عبارة عدم اكتمال النصاب (كما حصل في مشروع اقرار الموازنة العامة) .
ان الاوضاع التي تمر بها البلاد هذه الايام هي احوج ان ينعقد البرلمان في اليوم مرتين لحلحلة الامور لا ان يؤجل جلسته التي هي مؤجلة سلفا فهناك كماً هائلاً من القوانين المعطلة التي تهم المواطن كما ذكرنا بادئ الحديث وهناك ازمة شارع من خلال التظاهرات ومطاليبها وسلسلة التفجيرات ومقاطعات بعض الكتل وغيرها توجب على البرلمان ان ينعقد ولكن كما يقول الشاعر (لا حياة لمن تنادي) .
لهذه الاسباب يطرح السؤال نفسه (ويبرغث روحه بالگاع) : هل مجلس النواب ممثل عن الشعب ام ممثل على الشعب ؟!!!  وها هو الشعب في ذهنه السؤال التاريخي (ايهما افضل : الحاكم الكافر العادل ام المسلم الظالم .؟
وهذا السؤال تم طرحه من قبل جنكيزخان حينما احتل العراق على مجموعة من العلماء فكان جوابهم : الحاكم العادل الكافر … لان كفره على نفسه وعدالته للجميع .. بينما الحاكم الظالم المسلم اسلامه لنفسه وظلمه يقع على الجميع …
وكذلك الديمقراطية في العراق النفع والثروة والجاه والامتيازات لفئة قليلة والعوز والجوع والحرمان والظلم والاجحاف والفقر واليأس والقتل للاكثرية .
شاعر وصحفي
[email protected]