جثث تحت الركام، وفساد يقضُ مضاجع أغلب مؤسسات الدولة، ويتهامس بعض أطراف العملية السياسية، عن خبر الديمقراطية فقط، أمام السفير الأمريكي، وبمعدل عالٍ من الثرثرة الكلامية، التي تتلاعب بأرواح الأبرياء، تحت عناوين الإصلاحات قادمة، وهي في الطريق اليكم، وكأن الفاسدين واللصوص، يطلبون من الشعب، تغيير مسار مطالبهم، الى طريق أخر لأنه مغلق أمامهم، والقبول باللا واقع السياسي، وخلق حالة من الصراع بينه، وبين المجتمع القريب منه، وكل هذا يحدث على مرأى البرلمان وأعضائه، الذين تحسبهم أيقاظاً وهم رقود.
تسقيط سياسي رهيب فيما بينهم، وطرق لصوصية تحت قبة البرلمان، ووسائل غريبة، ومثيرة، ومشمئزة، مثل قبول الرشوة للنائب تسعان ركاض الجبوري، لغلق ملف فساد لأحد الاطراف الفاسدة، فقالها علناً دون خوف، أو خجل وهو سعيد، بأنه قد أخل بوعده له.
مشعان أو تسعان في تناوله لهذه القضية، وعلى شاشة فضائية، أمام الآف المشاهدين وبإستهتار، فلا يدري المتفرج هل المتكلم لاعب سيرك؟ أو راكب أمواج متهور؟ أم مغامر وساخر، وهاوٍ مزاجي! ثم كيف تسمع وتسمح الحكومة لهكذا أمور؟ دون أن تتخذ إجراء بحقه؟ لذا على الحكومة والبرلمان، التعامل بشجاعة وحكمة، لمواجهة التحديات، والتصدي لمثل هؤلاء الأعضاء المنحرفين.
البرلمان الممثل الشرعي للشعب، هكذا ظاهره وأما باطنه الحقيقي، فأنه يمثل نفسه، فوجوده اليوم بهذا الترهل والإنحلال، دون محاسبة المفسدين من أعضائه، الذين يعترفون بكل وقاحة، بالرشوة والسرقة، فمعناه أنه وصل الى مرحلة اللا عودة بسكوته الغريب.
العملية السياسية، بتحكمها السلطوي في العراق، وببرلمانها النائم، أبادت مصير الإنسان البسيط، وكأنهم حجر عثرة أمام حياته، التي من المفترض أن تحظى بالكرامة والحرية، بعد شيوع الجو الديمقراطي الحر، لكن طيلة ثمان عجاف، لم يكن البرلمان إلا ساحة للخصومات، والمناكفات، والمهاترات، والبطل الخفي يتفرج، على مسلسل النهب والفساد.
وصل الأمر حد لا للسكوت، فإنبرت المرجعية للمطالبة بالتغيير، والإطاحة برؤؤس الفساد الكبيرة، وقد إستشعرت خطورة الوضع السياسي العقيم، وتردي الوضع الامني في المحافظات الساخنة، ويزداد الوضع سوءاً، والبرلمان يتقاعس ولا هم لهم، إلا أن النفس ترتعد أسفاً لإنتخابهم، خاصة هؤلاء الذين قبعوا في فنادق التآمر، والخيانة، والسرقة.
ختاماً: نحن كشعب يجب أن يكون صوتنا مدوياً، وقوياً بوجه الفاسدين، ونقول لهم: كفى وتباً لكم، ونضعهم في مكانهم المناسب وهو السجن، وليس قبة البرلمان، وإسترجاع كل ما سرقوه، ليبقى العراق عزيزاً كريماً.