23 نوفمبر، 2024 4:54 ص
Search
Close this search box.

البرفسور كامل حسن البصير … نموذج للعطاء الكوردي الفيلي

البرفسور كامل حسن البصير … نموذج للعطاء الكوردي الفيلي

تحقيق / بالتصرف مع اضافات
 الكورد الفيليون يمثلون مكوناً اساسياً في المجتمع مع بقية مكوناته ولهم ادوار فاعلة في مختلف الميادين والصعد “الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والرياضة والفن “فرغم الظلم والحيف الذي اصابهم في ظل الحكومات المختلفة التي حكمت العراق من تهجير وتسفيرولكن حرصوا على تفضيلهم وطنهم وابناء شعبهم وان الفرق بينهم البعد الجغرافي  ومن تغييب وحرمان وسلب للحقوق الفردية والاجتماعية  التي يعاني منها لحد الان الكثير إلا ان عطاؤهم لم ينضب ولم يتوقف ابداً وقدموا الاثار الغزيرة و المتميزة وسجل التاريخ لهم الدور المشرف في صفحات المجتمع المعاصر وفي المجالات الفاعلة ومنها ميادين الثقافة والعلم حيث قدموا لهذا الشعب الالاف من العلماء والفطاحل المجدين والمجددين في التاليف والتدريس وخدمة للثقافة كما هي الحقول الاخرى في الطب والهندسة والعلوم المختلفة و بكل مفاصلها  واثارهم في علوم الثقافتين الكوردية والعربية شاخصة ومشهودة واصدروا المؤلفات القوية والرصينة الفعالة التي اصبح لها مكانتاً وحيزا مؤثراً في كلتا الدراستين …البرفسور الدكتور كامل حسن عزيز البصير ذلك الطود الشامخ يقف في المقدمة الى جانب العديد من العلماء الاماجد في العطاء والذي ظهرت فيه علامات النبوغ والذكاء في سنوات عمره الاولى حيث كانت ولادته في عام 1933 في منطقة الصدرية محلة سراج الدين من ابوين كوردين فيليين (الاب من عشيرة القيتول _ والام من عشيرة الماليمان ) دخل المدرسة الابتدائية سنة 1940 في بغداد واكمل دراستها عام 1946 بتفوق ثم المتوسطة والاعدادية المركزية عام 1953وكان ضمن الطلاب الاوائل والمتمييزين رغم فقدانه البصر في اوائل سنين حياته .واستمر في الدراسة والتحق بجامعة بغداد عام 1957 حصل على شهادة البكالوريوس في الادب العربي وقد زاول مهمة التدريس في المدارس الثانوية الى بداية عام 1958 انتقل بناءاً على رغبته الى محافظة السليمانية وكان قبلها نشطا ضمن الجبهة الوطنية التي تاسست وتشكلت اواسط عام 1955وهو في ريعان شبابه متحدياً السلطة في ذلك الوقت والتى ضمت احزاباً عديدة ممثلاً عن الحزب الديمقراطي الكردستاني وقد اتقن اللغة الكوردية السورانية  وكتب العديد من الدراسات اللغوية والنقدية اضافة الى نشاطاته السياسية والادبية ضمن الاحزاب الكوردية وله دور مهم في تاسس ( اتحاد معلمي كردستان ) وعمل ضمن المسؤولين الحزبيين لموظفي كردستان وعقد المؤتمر الاول لاتحاد معلمي كردستان في سنة 1962 وكان اول سكرتير عام للاتحاد بفضل جهوده المخلصة . وقد اعتقل المرحوم سنة 1963 ابان حكم الحرس القومي البغيض  في محافطة السليمانية وتم ترحيله الى بغداد وسجن في مركز كتيبة الخيالة في الكسرة وتم تعذيبه بشكل مقزز ودون رحمة وظل صامداً بوجه كل الاساليب الفاشية المفرطة إلا انه عبرها بكل ثقة بالنفس وروح كفاحية وعدم الاذعان للهزيمة وبشجاعة فريدة عبرت عن شخصيته الفذة ونباهته وصبره . وكان له دور بارز في حل الخلافات الكوردية – الكوردية بعد ان ترك السياسة وتوجه للعلم في السنوات التي سبقت 1980 لثقة القادة السياسيين به وبقى مورد احترامهم حتى وفاته ..الدكتور كامل حسن البصير كان طموحاً رغم كل الظروف القاسية التي مرت  به ومنها شظف العيش وضيق اليد لانه من عائلة متوسطة الحال إلاانه كان حريصاً لاكمال الدراسات العليا فقد كان الاول على ثانويات العراق ومن الاوائل على طلاب الجامعة سنة 1957 ومازالت تلك الصورة الجميلة عالقة في ذاكرتي  وهو يستلم تكريمه من الملك فيصل الثاني اخر ملوك العراق في حفل التخرج التي اقيمت على شرف الطلبة المتخرجين في تلك السنة والى جانبة المناضلة الفيلية الكبيرة زكية اسماعيل حقي واستمر في عطائه ومسيرته  لتحقيق طموحاته حتى سنة 1966 حيث اكمال دراسته الماجستير من جامعة بغداد عن رسالته الموسومة ((تحقيق رسائل الامام علي _ع_ دراسة ادبية )) متفوقاً بدرجة جيد جداً ليعود الى التدريس في عدد من مدارس بغداد الاعدادية والثانوية منها (اعداية الكفاح في ساحة النهضة  –والثانوية الفيلية المسائية الاهلية في باب الشيخ ادارة وتدريساً)…

ثم تقلد عدة مناصب ادارية بعد انتقاله مرة اخرى الى محافطة السليمانية التي احبها واحب اهلها واحبوه وكان قد تزوج فيها عام 1967وزوجته ( السيدة  الجليلة شاهبرالحاج على امين ذات العائلة المعروفة في السليمانية والتي وقفت لجانبه متحدية الصعاب والمعانات وكانت ولازالت رغم مرضها مثالاً للزوجة المتفانية والام الحنون على اولادها دون كلل وملل بفخر واعتزازوقدمت اولادها بطبق من نور لخدمة المجتمع )  وله من الأولاد أربعة وهم الدكتورة كيان كامل حسن البصير خريجة جامعة بغداد كلية التربية ابن رشد قسم اللغة الكردية وحاصلة على شهادة الدكتوراه في طرائق التدريس من جامعة بغداد وعضوة مجلس النواب العراقي سابقاً 2006-2010 والسيدة اسان كامل حسن البصير خريجة جامعة بغداد كلية الشريعة قسم اللغة العربية ومحمد كامل حسن البصير خريج الجامعة المستنصرية كلية التربية قسم علوم الحاسبات وشوان كامل حسن البصير خريج الإدارة والاقتصاد من بغداد وقد عمل الدكتور واستلم رئاسة قسم الدراسات الكوردية ورئاسة قسم اللغة الكوردية وعمادة كلية الاداب في جامعة السليمانية سنة 1973ومنها حصل على منحة دراسية للدكتوراه من جامعة القاهرة ونالها متفوقاً بدرجة جيد جداً وبأمتيازحول اطروحته (المجازات القرانية )وذلك عام 1975وباشراف الدكتورة سهير القلماوي وعانى الدكتور من تطرف بعض اعضاء اللجنة المناقشة للاطروحة إلا ان تدخل شيخ الازهر المرحوم جاد الحق جاد الحق بوقوفه الى جانبة جعله يتجاوزر المشكلة لاعتراضهم على بعض المصادر المعتبرة من الكتب الشيعة والتي اشار اليها الدكتور في اطروحته ولكن اعطي الحق في الاشارة اليها اثناء طبع الاطروحة بعد جدال استمر ثلاثة اشهر ليحصل على الدكتوراه بعد مناقشة قصير لم تستمر اكثر من 30 دقيقة فقط  وليعود بعدها الى منصبه عميداً لكلية الاداب في جامعة السليمانية .ثم انتقل مجبراً الى بغداد للتدريس في الجامعة المستنصرية 1980 ليكون استاذاً لمادة النقد الادبي ومشرفاً على الدراسات العليا …كان الدكنور مليئاً بالعطاء الزاخر ادبياً ولغوياً وناقداً دقيق الملاحظة والتقويم كثير الانتاج وبدات عطاءاته الثقافية منذ عام 1958 (مذكرات طالب من كردستان)اول اصداراته وله دراسات غزيرة نشرتها الكثير من المجلات العربية والكوردية وله مؤلفات بالغتيين بلغت اكثر من خمسين كتاباً وبحثاً وقدم مقترحات قيمة ودراسات تربوية لجميع مراحل الدراسة دون غرور واشترك في العديد من المؤتمرات والندوات الادبية داخل وخارج العراق والقى محاضرات لغوية واشرف على الدراسات العليا في جامعتي السليمانية والمستنصرية وقدم جهود مضنية حين الاشراف على الدراسات كما انه تقلد مناصب علمية منها عضواً في المجمع العلمي العراقي وعضواً في مجموعة السلامة اللغوية في المجمع وعضو الهيئة الكوردية للغة ومقرراً للجنة قواعد اللغة العربية في المجمع العلمي العراقي وعضواً في العديد من المجاميع اللغوية العربية وعضواً في هيئة تحرير مجلة ( روشنبيري – المثقف الجديد )وعضو جمعية المؤلفين والكتاب العراقيين ويتقن العربية والكوردية وله المام بالانكليزية والفارسية والفرنسية وقد اثرى المكتبة العراقية والعربية بالمؤلفات الجديدة والافكار المستحدثة وقد اهتم بتفنيد الاراء التي تذهب الى تأثير البلاغة القديمة او النقد العربي القديم بمؤثرات خارجية واعتبر الصورة الفنية في التراث العربي  مبعثاً متكاملاً وحلل عناصر الشعر و وازن بينه وبين التصوير ثم حلل بناء الصورة بالاشارة الى مادتها وما يقع في هذه المادة من نقش وتزيين وكان يعتقد انه يجب ان لا نقف عند الاطراء على ما قدمه القدماء لان طبيعة الاشياء والحياة تدعوان الى التطورفيجب اضافة مالدينا الى تراثنا..بما يتلائم مع ادبنا ونقدنا.لقد اثمرت جهود الدكتور خلال عمره القصير ثماراً جليلة حيث تخرج من بين يديه مئات من الطلبة بمختلف العلوم الادبية واللغوية (النقد والبيان والبديع) واخذوا من ينابيع علمه وواصلوا مسيرته الفكرية الحافلة بالبذل والعطاء ومنهم من هو في مستوى الكفاية والجدارة العلمية التي تؤهلهم للقيام بالمسؤولية والدراية والخبرة العالية للعطاء من بعده وقد بادرت وزارة التربية في تسمية احدى مدارس شارع فلسطين في بغداد باسمه مشكورة تقديراً لعطاءه وتكريماً لجهوده ..ولقد اختطفته يد المنون وانتقل الى جوار ربه راضيا مرضياَ اثر سكتة قلبية مفاجئة المت به وهو في قمة العطاء العلمي ومن العلماء الذين افنوا زهرة حياتهم في البحث والتاليف والتدريس وخدمة المجتمع العراقي والعربي  وذلك يوم 22/10/1987 وقد شيع تشيعاً مهيباً شعبياً ورسمياً يليق بمكانته رحم الله الدكتور كامل حسن عزيز البصير وجعله في الجنان العاليات..

بعض من مؤلفاته

===========

1- كامران شاعر من كوردستان عام 1960م .
2- الدعوة الى الالتزام في شعرنا المعاصر بين آراء أفلاطون ومقاييس قرآنية عام 1977م .
3- تطوير تعليم اللغة العربية في منطقة الحكم الذاتي – عوائقه والسبيل الى تذليلها عام 1977م.
4- قصائد معاصرة من الخليج العربي بين الأصالة والتقليد في الصور الفنية الى عام 1977م .
5- الترابط الفني بين العرب والأكراد في قضية الإخاء والسلام عام 1980م .
6- المنهج القرآني وصياغة المصطلحات ( قسمان )عام 1980م .
7- من قضايا المرأة بين آيات قرآنية واتجاهات شعرية عام 1980م .
8- البلاغة والتطبيق بالاشتراك مع الدكتور أحمد مطلوب عام 1981م .
9- القرآن الكريم ومنهج البحث العلمي في التراث العربي عام 1982م .
10- من مشكلات اللغة الكوردية وآدابها عام 1983م .
11- القرآن الكريم ونظرية الأدب بين الإغريق والعرب عام 1983م .
12- منهجية الأدب المقارن بين النقد الإغريقي والتراث العربي عام 1985م .
13- لغة القرآن الكريم في موضوع الجريمة والعقاب عام 1986م .
14- بناء الصورة الفنية في البيان العربي موزانة وتطبيق عام 1987م .
15- العراق في الشعر الكوردي المعاصر( لم يطبع في حياته ) .
16- اللغة الكوردية ومشكلة وضع المصطلحات الكوردية عام 1974م .
17- اللغة الكوردية للمبتدئين عام 1977م .
18- المصطلح الكوردي – دراسة وتقويم عام 1979م .
19- الشيخ نوري الشيخ صالح في( الدراسات الأدبية والنقدية ) عام 1980م .
20- أسس النقد والشعر الكوردي القديم عام 1981م .
21- الأصالة والتقليد في النقد الأدبي الكوردي عام 1981م .
22- علم المجاز من النقد الأدبي اليوناني والروماني والعربي والأوربي الى الدراسات البلاغية الكوردية عام1981م .
23 علامات الترقيم في الإملاء الكوردي عام 1982م .
24- ناقد ونظرية الشعر عام 1983م .
25- النقد الأدبي تاريخاً وتطبيقاً عام 1983م .
26- اللغة الكوردية القومية عام 1984م .
27- الشاعر فائق بي كه س في ميدان الدراسات النقدية الكوردية عام 1985م .
28- طبيعة الأدب ومنهج بحثه عام 1984م .
29- مقارنة بين اللغة الكوردية والعربية عام 1985م .
30 أداة التعريف ( تحليل وتقسيم )عام 1986م .
31- أبو ذر الغفاري عام 1986م

32-ومؤلفات اخرى

أحدث المقالات

أحدث المقالات