كنا قد اشرنا في مقالتنا السابقة الى الحالة النفسية لمسعود البرزاني وكيفية تعامله مع الاحداث خاصة المتعلقة بالنفوذ والسلطة ومرتكزاتهما التي يؤمن بها هو وكيف اثر هذا الامر على مسيرته منذ عام 1979 عندما تسلم موقع امين عام الحزب الديمقراطي ولغاية اليوم ,واليوم نكمل تحليل العقدة المستديمة للسيد البرزاني الزعيم الاوحد والقائد الضرورة للاكراد الذين اطاعوه بصورة عمياء حتى وان كان على خطا .ش
عندما تسلم مسعود رئاسة الحزب اصبح رئيس النظام المقبور في الموقع الاول في كل اجهزة الدولة وتمت ازالة احمد حسن البكر من كل مناصبه فما كان من البرزاني الا ان التقى بصدام في شهر تشرين الثاني من نفس العام وشرح له دوره في المنطقة الشمالية وتاثيره المباشر على الاكراد وعداوته الدائمة لجلال الطالباني وحزبه وكيف يمكن له ان يخدم سلطة البعث في هذا المجال معتبرا ان صدام هو الضمانة الوحيدة للاكراد , وكان يتوقع بعد تقديمه فروض الطاعة والولاء ان يثني عليه رئيس النظام ويشكره ولكن الذي حصل ان اجابه صدام بالنص قائلا (انتم الاكراد ليس لكم امان لان الخيانة والتبعية للاجنبي تسري في دمكم ولايمكن ان آمن لكم ابدا ومع ذلك سابقيك العين الرقيبة على كاكا جلال وجماعته وتقديري لك بحسب المعلومات التي توصلها لنا اما عكس ذلك فمصيرك مثل مصير ابوك ) نعم هذا بالحرف الواحد وهو تشخيص رغم خروجه من طاغية ومجرم الا انه دقيق لشخص البرزاني ومجموعته ,طبعا حز الامر والكلام في نفس مسعود الا انه لايستطيع فعل شيء لان الموت بانتظاره ,واستمر مسعود بنقل المعلومات الدقيقة وغيرها عن تحركات خصمه في الزعامة الكردية جلال طالباني مما اثر عليهم بشكل كبير ,وبعد قيام الحرب الايرانية العراقية استمر مسعود بالعمل عينه ولكن باتجاهين مع ايران تارة بحسب المدفوع له ومع العراق تارة اخرى , وهكذا قضى الوقت كله تابعا لمن يدفع له غير عابئا بما ستكون النتائج على شعبة وماسيحصل جراء هذه الافعال ,وبعد حرب 1991 وحصول ماحصل للعراق انتهز الفرصة وتحالف مع الامريكان الذين صنعوا له جسما غريبا على العراق بان ايدوا اقليمه الانفصالي واجبروا العراق بالقوة على عدم التعرض للاقليم باي حال من الاحوال وهذا كان مقابل ان يؤسس في الاقليم مراكز استخبارية تجسسية على دول المنطقة تكون كردستان مركزا رئيسيا لها فوافق البرزاني وجماعته على الامر وهو باق ليومنا هذا ,واي سياسي يعارض مايقوم به البرزاني كان يقتل ويودع السجن بحجة الخيانة والتامر على الاكراد ,واستمر بسياسة البطش والتقتيل على ابناء جلدته موهما الاكراد بانه الوحيد الذي يدافع عنهم ,وعندما شعر الطالباني بان مسعود بات يشكل خطرا على الاكراد وعليه اصطدم به عسكريا وطرده من كل مناطقه المتواجد بها بل ولاحقه الى الجبال ووصلت نهايته الا انه وبحسب تكوينه النفسي لجا الى بغداد واستعان بحبيب امسه صدام وطلب منه معاونته على قتال كاكا جلال (كان هذا عام 1996) والعراق ممنوع دوليا من تحريك قواته من اماكنها بحسب مجلس الامن الدولي الا ان امريكا غضت الطرف وسمحت للجيش العراقي بالتحرك وضرب مجاميع طالباني وقتل الالاف منهم وبدم بارد وهذا ماعزز موقع البرزاني في الخكم الكردي وباعتراف جلال طالباني نفسه ,واستمرت العقدة النفسية المتعلقة بزعامة الاكراد وطاعته وتقديم الولاء والخضوع له كما كان هو يفعل للنظام السابق وبعد سقوط النظام واحتلال العراق وجد الرجل ضالته مع وجود قوى سياسية ضعيفة من التحالف الوطني ومقاطعة السنة في البداية للعملية السياسية ففرض وجوده واخذ من المكاسب والامتيازات ما كان لايحلم بها ابدا ,واليوم تستمر الحالة به وهو في اوائل العقد الثامن من عمره يريد ان يبقى الاول على كل شيء وان يشار له ولعائلته بالمجد وهو يعد ابناءه لخلافته في الامر وحتى ابن اخيه نيجرفان رئيس وزراء الاقليم لم يسلم منه فاقالته على الابواب في قادم الايام .
لااريد الاطالة هنا ولكن ليطلع ابناء الشعب العراقي والاكراد خاصة على تصرفات هذا السياسي المتالق وكيف يلعب بالبيضة والحجر في تعامله مع الاحداث ولنا تكملة ستكون ثرية اكثر عنه وعن حكومة اقليمه العتيدة .