6 أبريل، 2024 9:27 م
Search
Close this search box.

البرزاني والحرب الدمويّة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

لابدّ أنّ الجميع او الكثيرين استمعوا الى تصريح السيد مسعود البرزاني اثناء حضوره للمنتدى الأقتصادي العالمي الذي انعقد في بروكسل – بلجيكا مؤخراً , وبالطبع كانت زيارة الرئيس البرزاني الى المنتدى كمحاولةٍ عابثة ومركّزة للحصول على تأييد دولي او اوربي لأجراء الأستفتاء , ويبدو أنّ الرفض العالمي لذلك قد ترك أثراً سيكولوجياً على رئيس الأقليم ودفعه الى اطلاق تصريحاتٍ ناريةٍ بهذا الشأن .

إنَّ تصريحات القادة والزعماء ورؤساء الدول هي مزيجٌ متجانس بين السياسة والإعلام , وحيث أنّ الأحداث والمواقف ومتطلباتها تمثّل الفحوى في الجانب السياسي لأية تصريحات , فأنّ انتقاء المفردات واختيار وصياغة العبارات بدقّة يمثّل ” الرسالة الإعلامية ” في التصريحات , وهذه الرسالة كما معروف ينبغي أن تغدو شديدة الوضوح , وتخلو من الرموز , وتبتعد جدا عن المغالاة وان تكون معانيها مبسّطة وقابلة للفهم والأستيعاب لكلّ الفئات الجماهيرية وليس لجهة متلقيّة واحدة , وإذ لمْ نأتِ بجديدٍ هنا على الإطلاق , لكنّ تصريح السيد البرزاني الذي ذكر فيه او حذّر فيه من : < حربٍ دمويةٍ في حال عدم حصول الأكراد على حقّهم في الأستقلال وتقرير المصير > .! , فأنّ التصريح الآنف الذكر يدفعنا الى عمليةِ تفكيكٍ سريعةٍ وليس لعملية تشريح اعلامي او سياسي .!

فهل هنالك حرب دموية واخرى غير دموية او حتى نصف دموية .! , وهل يمكن الإفتراض التفسيري واللغوي للحرب الدموية وفق حديث البرزاني بأنها قد تعني استخدام البيشمركة لأسلحة الدمار الشامل ضد القوات العراقية .! من المؤكد أن رئيس الأقليم لم يقصد ذلك , ولا وجود لمثل هذه الأسلحة لدى البيشمركة اصلاً , فلماذا إذن استخدامه لمفردة ” دموية ” .! ولماذا هذه المبالغة والمغالاة دونما اية ضرورة .!

ثمّ اذا ما حذفنا كلمة ” دموية ” من تلك الحرب الدموية , وتساهلنا اعلامياً مع الرئيس البرزاني , فأنّ تصريحه الأخير يؤكد على النيّة بالتهديد بالحرب , وبمنتهى واقصى البساطة فهل قوات البيشمركة قادرة على مواجهة الجيش العراقي وجهاز مكافحة الأرهاب والحشد الشعبي والشرطة الأتحادية .! , ثمّ وبأفتراضٍ مجازيٍّ لذلك , فأنّ هكذا معركة مفترضة سوف تضحى اكثر سهولةً للقوات العراقية من معركة الموصل .! فليس لدى البيشمركة انغماسيين ولا انتحاريين ولا مئات الآلاف من العوائل المحتجزة , كما ليس هنالك ازقّة وطرق ضيّقة لا تسمح لمرور الدبابات والعجلات , وأنّ هكذا معركة مفترضة ستمسى سريعة الحسم للقوات العراقية ولا تستغرق سوى وقتاً ليس طويلاً .

لا نودّ هنا الأسترسال في مناقشة وتفكيك مفرادات السيد مسعود , لكن ينبغي التذكير واعادة التذكير , لماذا صرحوا القادة البرزانيون ولمراتٍ عدّة من انهم سوف يناقشون ويتفاوضون مع بغداد حول الأستفتاء والأنفصال , طالما انهم يدركون أن لا تفاوض على سيادة العراق , وطالما هنالك نيّة مبيّته للحرب .! وشخصياً اجدها بالوناتٍ اعلاميةٍ سريعة الأنفجار ولا تتحمّل حرارة الجو .!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب