23 ديسمبر، 2024 3:17 ص

البرزاني : تمويه على الندم باللاندم !

البرزاني : تمويه على الندم باللاندم !

صحيحٌ أنّ في بعض المجتمعات واوساطها السياسية نوع من السفسطة – SOPHISM or SOPHISTICATION , لكنها لاتصل الى حدّ < EXCESSIVE EXAGGERATION – المغالاة والمبالغة المفرطة > وإلاّ ستغدو ” ممنوعةً من الصرف ! ” وغير قابلة للهضم الفكري حتى عند بسطاء الناس .

ما يدعونا للتطرق لذلك هو المقابلة التي اجرتها ال BBC مع السيد مسعود البرزاني والتي ردّ فيها على سؤال المُحاور حول تقييمه لما اجراه من الأستفتاء السابق , حيث اعلن البرزاني بأنه غير نادمٍ على ذلك وسوف لن يندم يوماً عليه .! , لكنه بدا أنّ مُحاور ال BBC إمّا لم يمتلك معلوماتٍ كافية عن افرازات الأستفتاء , او أنه لم يشأ احراج السيد مسعود ” واذا ما صحّ ذلك افتراضاً , فهذا غير مقبولٍ في الإعلام , فلا مجاملة على حساب الحقائق ” . فعلى مستوى الشعب العراقي ” اذا ما استثنينا الأخوة الأكراد هنا مؤقتأً ” فلا اكتراث لما يصرّح به البرزاني حتى لو كان اشدّ واكثر مما ذكره , لكنّ تصريحه بعدم الندم يحمل في طياته وثناياه إساءةً للسيد البرزاني ” مع حفظ المقام ” , فعموم السادة الكرد وحتى من غير المنتمين للأحزاب يدركون بالكامل أنّ خسائر رئيس الأقليم السابق كانت فادحة , فقد خسر كركوك ونفطها ووضعه السياسي فيها , ثّم أنّ قوات البيشمركة التابعة لمسعود قد انسحبت ومن دون قتال عند دخول الجيش العراقي للمدينة , لكنه يتهم بشكلٍ غير مباشر ” الأتحاد الوطني الكردستاني ” بالخيانه , كما أنّ خسارته الأخرى المعروفة هي بأسترداد الجيش العراقي لمناطقٍ وأراضٍ كانوا يسمونها بالمتنازع عليها .! , ثمّ ماذا تسمى سيطرة الحكومة العراقية على مطارات اربيل والسليمانية ومنع حركة الطيران فيها او منها الى خارج العراق , هل ذلك ارباحٌ ومكاسب سياسية لرئيس الأقليم الذي تنحّى .! , ألمْ يتسبب برزاني بشقّ الصف الوطني الكردستاني وجعل الأحزاب الكردية مناوئةً له وبالضدّ من مواقفه وسياساته .

ودونما استرسالٍ في تفاصيلٍ اكثر ومعها جزئياتها وجزيئياتها , فماذا كانت تعني التظاهرات الأحتجاجية التي اندلعت في محافظات ومدن الأقليم ” في الأسابيع الماضية والتي انطلقت لأسبابٍ اقتصاديةٍ ضد حكومة الأقليم وسرعان ما تحولت الى سياسية ” وافرزت مما افرزت الى قيام الجماهير الكردية الى تمزيق صور السيد مسعود .! وايّة مشاعرٍ مخزونة لعوائل المتظاهرين الذين قتلتهم وجرحتهم قوات الأسايش الكردية , فضلاً عن الذين اعتقلوهم وما لاقوه من تعذيب .! ولقد بات معظم الشعب الكردستاني على قناعةٍ بأنّ كميات النفط التي يصدرها الأقليم ” خارج نطاق الدولة العراقية ” فبأمكان وارداتها تسديد ودفع رواتب موظفي وزارات ودوائر الأقليم , لكنّ ذلك لم يحصل .! لكنّ اغلب الظن وليس كلّه , فتلك الواردات المالية يجري تسديد بعضها للأجهزة الأمنية وللبيشمركة , بجانب التخصيصات والنفقات العائلية الباهضة .!

هل لا يندم السيد البرزاني على ” بعضٍ ” مما ذكرناه اعلاه , ثَمّ اذا ندم او لم يندم فماذا يغيّر من الواقع الجديد شيئاً .! وحكومة نيجرفان البرزاني تتوسل دول العالم بما فيها الفاتيكان ! لممارسة ضغوطٍ افتراضية على بغداد لألغاء عقوباتها على حكومة الأقليم .!

وبهذا الصدد تحديداً , فقد نصح السياسي المخضرم السيد محمود عثمان يوم امس القيادات الكردية ” ويقصد بها البرزانية ” بعدم الأعتماد على الأمريكان والدول الأوربية الأخرى في محاولة حلّ مشاكلهم , واضاف أنّ الأمريكان هو اوّل من يتخلى عن الصديق او الكرد ليشتروا بثمنه صديقاً مؤقتاً آخراً .! كما نصحّ السيد عثمان تلك القيادات بالتعامل مع بغداد حصرياً لحلّ ازماتهم , فهي الطريق الأنسب والوحيد والذي لا سبيل سواه .

والى ذلك , فنجدُ صعوبةً في التفسير كيف أنّ القيادة البرزانية لم تصل الى حدّ القناعة والأدراك المطلق بأنهم امسوا كألعوبة للتجاذبات الأقليمية والدولية والقابلة للتغير وفق اية معطياتٍ جديدةٍ وواردة .! , هل انه ضيق الأفق الفكري وبشكلٍ جمعيٍ و محدد على مستوى قيادات الحزب الديمقراطي الكردستاني الخاضعة بالمطلق للعائلة البرزانية الحاكمة , أَم انها المصالح الذاتية الضيقة , او لعلها كلاهما معاً .!