شرة وزراء تضمهم الوزارة الأولى للثورة، وتم تعيين ضابط كردي المقدم عبدالفتاح الشالي عضواً في المحكمة العسكرية العليا الخاصة.
3. وهذا هو الاخطر – أصدرت الثورة قراراً بالعفو العام عن البارزانيين!!!، ودعتهم للعودة إلى وطنهم وذلك في 3 أيلول 1958.
وفي 5 تشرين الأول 1958 عاد الملا مصطفى البارزاني، ومعه شقيقه الشيخ أحمد البارزاني وأولاده وعائلته، وخصصت لهم الحكومة العراقية بيت نوري سعيد في الصالحية للسكن فيه. كما خصصت له سيارة عبد الإله لتنقله، وصرفت لهم رواتب سخية فكان الملا مصطفى يتقاضى راتباً قدره 500 دينار، والشيخ أحمد 150 دينار. كما وخصصت حكومة الثورة رواتب لكل بارزاني قادم من هناك تتراوح بين 30 ديناراً إلى 150 ديناراَ. في الوقت الذي كان راتب الطبيب المقيم لا يزيد عن أربعين ديناراً.
وكان راتب عبد الكريم قاسم على الرغم من كونه رئيس الوزراء بالاضافة الى مخصصاته اربعمائة واربعين دينارا بعد ان اصبح برتبة لواء ركن.(3)
ويصف عبد الخالق ابراهيم ماحصل : (وفي 16 نيسان 1959، عاد إلى العراق على متن الباخرة السوفيتية (جورجيا) 755 شخصاً من أتباع البارزاني. ولا أنسى صبيحة ذلك اليوم المشمس الجميل وأنا صبي، طالب متوسطة في مدينتي، الفاو، وقد نظمتْ النقابات والإتحادات المهنية والطلابية مظاهرة بحرية كبيرة لإستقبال البارزانيين العائدين من الإتحاد السوفيتي.
فخرجتْ الألوف من العمال والموظفين والطلاب والكسبة على ظهور العشرات من بواخر ميناء الفاو وزوارق أهلية، متجهين جنوباً نحو الخليج. وعند مصب شط العرب استقبلنا الباخرة السوفيتية (جورجيا)، وهي تشق عباب البحر نحونا. وعندما اقتربت منا الباخرة خففت سرعتها وأحاطت بها بواخرنا مطلقة صفاراتها التي اختلطت مع هتافات الجماهير: (أهلاً بإخواننا الأكراد، وعلى صخرة إتحاد العرب والأكراد والقوميات الأخرى تتحطم المؤامرات الإستعمارية ضد جمهوريتنا الفتية). وكانت جماهير الأكراد قد احتشدت على سطح الباخرة السوفيتية وهي ترد بالتحية وتقوم بدبكات كردية جميلة. وفي نفس الوقت كان سرب من طائرات القوة الجوية العراقية تحوم علينا مرحبة بمقدم البارزانيين. واستمرت المسيرة الجماهيرية البحرية وهي تردد الأهازيج العربية الممزوجة بالدبكات والهتافات الكردية إلى أن تجاوزنا مرسى البواخر في مدينة الفاو، ولعدة أميال شمالاً ثم رجعنا تاركين الباخرة (جورجيا) تواصل سيرها نحو مدينة البصرة. لا يمكن أن يختفي ذلك المنظر الجميل في ذلك اليوم المشهود عن ذاكرتي والذي كان بحق عرساً جميلاً من أعراس الثورة وهي في سنتها الأولى والذي مر كالحلم الجميل، سرقه منا أعداء العراق، المغول الجدد يوم 8 شباط 1963.)(4)
وفي هذا السياق يقول مسعود بارزاني: “لا زلت أذكر اليوم الذي التقيت فيه بوالدي للمرة الأولى، كان هناك حضور كبير، وقد استقبلوا والدي في بغداد استقبال الأبطال، وهو بدوره كان فخوراً بنا”.(5)
وقد ولد مسعود بارزاني على ارض جمهورية مهاباد الايرانية في16 اب 1946 حيث كان والده (مصطفى البارزاني) وزيرا للدفاع, والتي استمرت لمدة اقل من سنة حيث قضت ايران عليها بعد قطع الدعم السوفيتي وقد درس البارزاني المرحلة الابتدائية في الموصل،والإعدادية في بغداد، وبعد 12عاماً عاد مصطفى البارزاني من موسكو إلى بغداد، وفي يوم 6 أكتوبر عام 1958، التقى مسعود بوالده للمرة الأولى. وتلك العودة فتحت ابواب جهنم على العراق!.
(3)
المصادر
1. . مسعود برزاني – كتاب ( البرزاني والحركة التحررية الكردية )–الجزء الثالث ثورة ايلول 1961- 1975
2. كتاب (العراق) الكتاب الثالث- د حنا بطاطو- الشيوعيون والبعثيون والضباط الاحرار- ترجمة عفيف الرزاز- ص300
3. خدر ديرو- خانصور-مقال – أكل ..سكن ..راتب وأقرباء عبد الكريم قاسم
http://www.iraqicp.com/old/
index.php/sections/society/ 2485-2013-07-15-18-41-27
4. عبد الخالق ابراهيم- الثورة والقضية الكردية
http://www.abdulkhaliqhussein. nl/?news=763
5. http://www.rudaw.net/arabic/ kurdistan/200920174