23 ديسمبر، 2024 6:23 ص

استطاع البرامكة أن يفرضوا أنفسهم وبقوة في بلاط الدولة العباسية ووصلت ذروتهم أيام الخليفة هارون الرشيد عندما سلمهم الجمل بما حمل وهو الذي لن ينس أبدا موقف خالد البرمكي الذي حافظ له على ولاية العهد عندما هم أخوه موسى الهادي بخلعه ،،،
هناك مثل يقول ( تمسكن لما تمكن ) وهذا بالضبط ماحصل فقد تمسكن البرامكة وأظهروا الولاء للدولة العباسية رغم انهم فرس وليسوا عرب واستطاعوا بالفعل ان يتمكنوا
ويوما بعد يوم بدأ الناس يذهبون الى البرامكة اذا كانت لهم حاجة أو طلب وأصبح الخليفة العباسي مجرد اسم وللتوقيع
قصة البرامكة معروفة للجميع وان اختلفت الروايات فيها الا ان الشيء المؤكد فيها ان البرامكة في عهد هارون الرشيد أصبحوا هم أصحاب الرأي والقادة الحقيقيين للدولة ولو أن الأمر استمر أكثر لأصبح هارون الرشيد قيد الإقامة الجبرية وربما لقتلوه وعينوا من يريدون مكانه الى أن يأتي اليوم اليوم الذي يقوموا فيه بالتخلص من كل العباسيين واعلان دولة البرامكة
لم يكن أحد سيعلم الى أين كانت ستصل الأمور لو لم يفق هارون الرشيد من غيبته تلك ويوقف البرامكة عند حدهم والتخلص منهم وتطهير القصر العباسي منهم
لو لم يقم هارون الرشيد بذلك لكانت هناك الآن فترة بالدولة الإسلامية تسمى ( خلافة البرامكة )
بعد هذه المقدمة والتي ضربت فيها مثل البرامكة أرى الصورة تتكرر وبشكل يكاد يكون نسخة طبق الأصل
هذا الأمر يحصل في قطر
قطر الدولة الخليجية العربية المسلمة شعبها قبلي بدوي ويحكمها أمير من قبيلة عريقة ومحترمة والتجانس موجود بين الشعب وقيادته لأنهم أبناء قبائل وبلد واحد
ولكن
يبدو أن الأمور ستتغير
فقد عاد البرامكة من جديد وهذه المرة في قطر وبإسم الإخوان المسلمين
بدأ الإخوان بالتسلل الى دولة قطر ووصلوا الى عدة اماكن الى ان وصلوا داخل البلاط الحاكم
الإخوان المسلمين اليوم في قطر ليسوا كما كانوا قبل عشر سنوات فقد اشتد ساعدهم وكبرت شوكتهم وأصبح لهم شأنا عظيما وكل هذا بالنهاية سيكون ضد الشعب القطري والعائلة الحاكمة
البرامكة الجدد استطاعوا ان يتغلغلوا في البلاط القطري وفي الأماكن المؤثرة وصاحبة القرار وأعدادهم أصبحت تزداد يوما بعد يوم ونشاطاتهم كذلك أصبح ملموسا في قطر
مع مرور الزمن اذا استمر نموهم بهذا المستوى فسيسطر الإخوان المسلمين على كل مفاصل الدولة في قطر وسبتحكمون بالبلاد والعباد
لدي قناعة تامة بأن قسما كبيرا من الشعب القطري لم يعد يرحب بهم ولايطمأن لهم خاصة اذا علمنا ان المتدينين من الشعب القطري اغلبهم سلفية والذين وبمرور الوقت لن تكون لديهم أي سيطرة على مساجدهم او مراكزهم الثقافية عندما يسيطر عليها الإخوان
وحتى القطريين الغير ملتزمين دينيا سيشعرون بخطر الإخوان عندما يقيد حريتهم ويفرض منهجهم على المجتمع
اما في بلاط الحكم فسيطرتهم ووجودهم سيبدأ من الحارس الواقف في أول القصر الى أمير القصر
عندها سيجد الأمير نفسه بلا حول ولاقوة
وستعلن دولة الإخوان المسلمين في قطر يوما ما
وسيتم التخلص من العائلة الحاكمة
وسيكون مرشد الإخوان هو الأب الروحي لقطر وحزب الإخوان هم القيادة
وبما ان تاريخ الإخوان دموي فإنهم ان يترددوا في التخلص من كل من يعارضهم سواءا من الشعب او العائلة الحاكمة
ويومها لن ينفع الندم
لذلك لدي حلم وأمل أن يقوم الأمير الشاب تميم بن حمد آل ثاني بما قام به هارون الرشيد من قبل وأن يستعيد ملكه من جديد والتخلص من الإخوان المسلمين
وهو في المستقبل سيكون امام خيارين لاثالث لهما
إما ان يتخلصوا منه
او يتخلص منهم
وعامل الزمن والظروف هو من سيحدد المبادر لهذا العمل أو ذاك
إذا قام الأمير تميم بذلك سيكون قد استعاد ملكه وبلده وشعبه وإن لم يقم بذلك فسيخسر ملكه وبلده وشعبه
اللهم اني بلغت
اللهم فإشهد