8 أبريل، 2024 11:02 م
Search
Close this search box.

البديل هو إبراهيم بحر العلوم فلماذا يتعامى (التحالاف الوطني)؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

(ملاحظة: اليوم هو الثلاثاء 5-8-2014 حيث كتبتُ هذا التعليق بعد سماعي تأجل البرلمان جلسة تسمية رئيس الوزراء إلى الخميس القادم.)

سياسة التعامي ليست جديدة على الأحزاب الدينية منذ تمكينها من إدارة الدولة، فهي منذ البداية تعامت عن أصحاب الكفاءات العلمية والإدارية المعروفين والمُجربين في محافظات الفرات الأوسط والجنوب، لتقرّب أصحاب الشهادات المُزورة والضمائر المُزورة فأدى ذلك إلى تخلف عمل الدولة على مختلف الصعد! إذ تم تبديد أكثر من 700 مليار دولار موازانات الدولة السنوية خلال فترتي المالكي دون أن يحصل العراقيون على أية مكاسب حقيقية على صعيد البنى التحتية أو الخدمات أو ضمان مستقبل أطفالهم، بل الذي حدث هو العكس تماماً كما بات واضحاً للجميع.

فعلى رؤوس الأشهاد كرّست هذه الأحزاب سياسة المشاريع الوهمية والعقود الوهمية حيث تم نهب عشرات مليارات الدولارات من قبل أتباع هذه الأحزاب. فتم بذلك خلق طبقة سياسية مرتشية لا مصداقية سياسية أو إدارية لها. والنتيجة هي استفحال الإرهاب ووصول عصابات داعش إلى أبواب بيوتنا بعد أن احتلت محافظات عدة وقتلت مئات المواطنين وشردت مئات الألاف، وما يزال (الإرهاب يتمدد وحركة النزوح مستمرة) كما يقول أحسان العوادي، أحد صناديد (قائمة دولة القانون) صباح اليوم لفضائية العراقية، قالها دون أن يرف له جفن أو يندى له جبين! قالها وهو مرتاح وكأنه يحدثنا عن إحدى إنتصارات سيده المالكي! وهذا العوادي هو أحد المستميتين في الدعوة لولاية المالكي الثالثة، يعلن عن ذلك متنقلاً من فضائية إلى أخرى دون كلل أو خجل، مصرّاً على الولاية الثالثة دون أن يسأل ضميره السؤال الذي يتردد على ألسنة جميع العراقيين: إذا كانت ولايتا المالكي السابقتين قد بددتا ثروات العراقيين وأمنهم وملأتا البلاد فساداً وأوصلتا الإرهابيين إلى مشارف بغداد، فإين ستوصلنا ولايته الثالثة ؟!

إحسان العوادي وأمثاله ممن أصبحوا نواباً دون أن يصلوا العتبة الانتخابية، أي أصبحوا يمثلون الشعب العراقي رغماً عنه!! هؤلاء هم الطبقة السياسية المرتشية التي خططت لإيجادها وتسويقها المخابرات الإقليمية والدولية لتدير العراق من خلالها، أي لتبقي العراق مُعاقاً ومتخلفاً لأطول فترة ممكنة.

هذه الطبقة السياسية المرتشية هي التي كرّست سياسة التعامي عن الحقيقة عند الأحزاب الدينية، وهي التي روجّت لأكثر المقولات رخصاً وانحطاطاً وهي مقولة: لا يمكن رفض المالكي لأنه لا يوجد بديل له في ظل الظروف الراهنة؟! أي إن علينا أن نتشبث بالعصابة التي قادتنا للهزيمة بعد أن ملأت العراق فساداً !! لماذا ؟! يُجيبك هؤلاء المُرتشون: إنه حقنا الدستوري! ثم يواصلون نفس الهذر الذي تم الرد عليه ودحضه مراراً من قبل القوائم الأخرى داخل (التحالف الوطني) نفسه!

يسحق هؤلاء على رأس الحقيقية يومياً عبر وسائل الإعلام متغافلين عن إن المالكي متشبث بالولاية الثالثة لأنه متورط بجرائم مشهودة تبدأ بالفساد المالي ولا تنتهي بإفساد المؤسسات الأمنية والعسكرية … الخ. وهم إلى ذلك يعلمون إن الولاية الثالثة

للمالكي تعني ترسيخ ديكتاتورية جديدة ستستمر لعشرات السنين، عشرات السنين الأخرى يكون على العراقيين خلالها العيش من جديد تحت حراب الأجهزة الأمنية وجلاوزة حزب الدعوة العفن بدل جلاوزة البعث المقبور، معاناةً وقمعاً وحرماناً وفساداً ونهباً للمال العام وانتهاكاً للحرمات!

ديكتاتورية جديدة وشعب برمته وأجيال متتالية ستعيش في الذل والهوان من أجل أن لا تُكشف جرائم حيوان مريض سرق البلاد وتورط بدماء هادي المهدي وسواه من شهداء العدالة!

الحل هو ولاية ثالثة للمالكي لكي لا يُحال إلى القضاء، ولكي لا يطاله القضاء أبداً يجب أن يبقى على الكرسي إلى الأبد ! وهكذا يبقى العراق شعباً من العاطلين عن العمل والأرامل والأيتام ويبقى دولة فاشلة ذليلة تَنتهك سيادتها جحافل الإرهابيين وتذل شعبها ومقدساته وأمنه ومستقبله !!

كل هذا ليس مهماً بنظر إحسان عوادي وعلي شلاه وهيثم جبوري وعالية نصيف وحنان فتلاوي وعباس بياتي وعباس موسوي وعدنان سراج ومحمد العكَيلي وعدنان غانم وعبد الجبار شبوط ومحمد صيهود وخالد السراي وخالد الأسدي وكريم حمادي .. الخ. كل هذا ليس مهماً بنظر هؤلاء مادامت مصالحهم الأنانية الرخيصة وغير المشروعة تظل مضمونة! إنهم باسم الدين وباسم الوطن يدافعون مستميتين لعودة الديكتاتورية وكوابيسها البغيضة.

إن مَن أوصل هؤلاء الأتباع إلى هذا المُنقلب هو هوان النفس وانعدام المرؤة المتأصل فيهم على ما يبدو، ولذلك فليس هؤلاء بذاتهم من هو جدير بالنقاش، بل من صنعهم وجعلهم يُدمنون على الذل والمهانة حتى تلبستهم المهانة وافقدتهم الكبرياء الذي يميز الإنسان عن سواه !! فصاروا يكذبون ويدلسون بحمية وارتياح كما لو كانوا يُصلون على النبي !!

لكنهم ضمناً ضحايا للمالكي والجهات الدولية التي جاءت بالمالكي، والتي جعلتهم أمام إمتحان: سلم ضميرك تستلم وظيفة مرموقة! إذا لم تسلمه فالوظيفة لا تنتظر فغيرك كثيرون جاهزون لدفع الثمن!

ضحايا ولكن غير مأسوف عليهم، فالخطير حقاً هو المناخ السياسي الفاسد الذي خلقه هؤلاء وأمثالهم في غالبية الكتل السياسية وليست قائمة دولة القانون وحدها. هذه الظواهر والارتباطات المشبوهة هي التي خلقت وكرّست حالة التعامي عن الحقائق، التعامي عن الشخصيات المعروفة بالكفاءة والنزاهة والتي بإمكانها المساهمة بإنقاذ العراق أو على الأقل إيقاف الإنحدار إلى الهاوية!

وبعيداً عن الاستطراد: إن الوزير السابق والنائب الحالي الدكتور إبراهيم بحر العلوم هو أحد البدائل المُجرّبة والمعروفة داخل التحالف الوطني وخارجه الذين بإمكانهم قيادة السفينة في هذه الظروف الخطيرة، فبحر العلوم كفاءة إدارية وعلمية مُجربة، ورجل نزيه دفعته نزاهتة وشجاعته الوطنية إلى رفض قرارات رئيس الوزراء المؤقت السابق إبراهيم الجعفري 2005 برفع أسعار المحروقات الذي أدى إلى تعطيل الصناعة والزراعة وأرباك اقتصاديات الفئات المفقرة. إذ أصبح بحر العلوم أول مسؤول عراقي بعد 2003 ضحى بوظيفته، وكان وزيراً للنفط، من أجل مبادئه وأخلاقه.

وهو صاحب شهادة علمية عليا من الجامعات البريطانية وخبرة عملية معروفة في هندسة النفط ، وهو عبر ذلك يتمتع بعلاقات وسمعة دولية وعربية تؤهله فعلاً لرئاسة الوزراء. وبإمكانه أيضاً أن يشكل بؤرة للتكنوقراط والكفاءات النزيهة ورجال الأعمال لإحياء الدولة والاقتصاد في مختلف المحافظات.

وختاماً وفي زمن الصفقات والبيع والشراء بالضمائر، لا بد لي من القول بأنني، وأقسم بالله العظيم، لا تربطني أية رابطة ببحر العلوم ولا بسواه من السياسيين، فأنا لم ألتق الرجل أو أُراسله من قبل، بل ذكرت ما ذكرت رداً على الكذابين والمدلسين الذين يروجون لمقولة لا بديل للمالكي!! كما إنني مثل ملايين المسلمين الشيعة بالعراق أصبحنا نخجل من أنفسنا بسبب الدناءة والإبتذال الذي مارسته الأحزاب الدينية خلال العشر سنوات الماضية، بدءاً بالشهادت المزورة مروراً بالعمالة المكشوفة وليس انتهاءً بسرقة المال العام، فأصبحنا لا نعدم من يبتزنا بالقول: هل هؤلاء هم الشيعة، أليس فيهم رجال يتمتعون بالكفاءة والنزاهة حقاً ؟!

وإذا كان حديث المُكونات قد فُرض على العراقيين فإن السؤال الأكثر أهمية هو: إلى متى يستمر هذا الخذلان يا شيعة العراق؟! تستعبدكم أحزاب دينية متخلفة، تُذلّكم وتعرض بلادكم للهزيمة أمام شراذم الإرهاب، تسرق ثرواتكم وتسلط عليكم أراذلكم وأنت صاغرين!!

إلى متى تستمرون خاضعين للخونة والعملاء يا شيعة محمد ؟!!!

*[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب