سرت تحت جناح الليل, ودخان خفيف, يسبح فوق بغداد, أثر تلك الإنفجارات المغبرة, الجاثمة ركامها على الأشجار, وعلى قارعة الطريق, كأنها لوحة توحي إلى البؤس وفقدان الحياة,
اجرُ بقلمي هموم وإحزان العراق, الغارق في بحر الأسى, لتجتمع عليه مخاض الأعراب والبادية , وبغداد تراق, باحثةٍ عن بارقة أمل, لكن دون جدوى, فالعراق والوطن العربي كله يراق.
ليس الدمع رخيص, لكن دماء الإنسان غالية, يصيب المرء الضعف أحيانا, عندما تلامس جراحه الآخرين, في تلك الليلة, كان القمر بدراً تحجب نوره سحابة تلك الإنفجارات, المتعاقبة والمتزامنة, فأدركت, وبسمة اليأس, تعلوا وجهي متيقناً هنالك مزيد من الدماء تسيل تحت تلك السحاب.
العائدة من سماء الكويت, المحفوفة بالمخاطر, ولا زالت تلاحقنا, أشباح ما أقترف أيد السعوديين المتطرفين, لدعم التخلف البدوي الداعشي, الذي بات يدق أجراس الحرب, ليس العراق فحسب, بل مشروعها البلدان الإسلامية برمتها.
أمتدت على نطاق واسع وكبير, باكستان وأفغانستان, وليبيا, تونس, مصر, اليمن, العراق, سوريا, وآخرها الكويت, وليس آخرا, سوف تنال كل الدول الإسلامية, في قارة آسيا, كونها تعتنق الإسلام, كما أعتنقت أوربا والغرب الديانة المسيحية.
لتحتفل الغرب الآن بكل محافل, التقدم والأمن والازدهار, بعد ما كانت متخمة, في أتون الحرب, أيام التصارع الهمجي, إبان العصور الوسطى من اقتتال وصراع, أشد وأكثر ضراوة, مما نحن عليه ألان.
لا شك أنها حرب مقصودة, وأبطالها الصهاينة و الأميين, من أم القرى, الداعيين لهذا الاقتتال والمحرضين له, أصحاب أصول الدين, القابعين في الرياض.
بات الإرهاب يهدد من إنشائه, ولا استثني حكومة الكويت, الداعمة له بالمال والأنفس والدسائس, حتى سمعت مرة من أحد الساسة الكويتيين, ومن العائلة الحاكمة, يقول: استلذ بقتل العراقيين! ولا أحب أن يمر عليه يوم, إلا بمشاهدة الدم العراقي ولا أحب إلي مما طلعت عليه الشمس! إلا دمإهم.. وهذا نموذج, قيض من فيض, ممن يسيل لعابهُ لرأياه الدم.
ألان يفكر الأخير بعقلية بدائية إعرابية بدوية, بتقسيم العراق إلى ثلاث دويلات, خوفاً من عراق واحد موحد, باعتقاده يمكن أن يبتلعه! ناسيا ومتناسيا, بأن الكويت, بين فك وقبضة سياسة آل سعود, التي تتلاعب بقرارات السياسية الكويتية .بما يوافق المصالح السعودية.
من خلال السحابة العاصفة من السعودية, بدا لنا أن الكويت مهدده أيضا, وقعت بشباك, أعدتها بنفسها لغيرها! بما انشآئت من فكر متطرف, ومن حفر حفرة لأخيه وقع فيه.
على دولة الكويت أن تغير من سياستها, اتجاه المكونات الأخرى, فأن التطرف لا يستطيع أن يميز بين الناقة والجمل, فلا تكن كالذي ركب متن عمياء فخبط خبطة عشواء.