تفتق ذهن بعض المتحذلقين عن بدعة زائفة جديدة ، مفادها أنَّ الطعن بنزاهة الكبار من رجالِ مُكَوّنٍ معيّن ، انما هو في جوهره طعن بالمكوّن كلّه ..،
وبمقتضى هذا المنطق، فلا يجوز ان يمس أحدٌ من قريب او بعيد ، بالشخصيات السياسية البارزة المعروفة وإنْ أفسدت وَأَثْرتْ ثراءً فاحشا على حساب الجياع والبائسين والمستضعفين، لأنَّ المس بها مَسٌ بالمكوّن الذي تنتمي اليه …!!!
انها معادلات ما انزل الله بها من سلطان ، تماماً كما هي معادلات المحاصصة، التي اعتمدها السياسيون للوصول الى ما يريدون، وليكن التراب نصيب ذوي الكفاءات والألباب .
والسؤال الآن :
ما معنى التنديد القرآني الصريح بابن نوح ؟
ألم يعبر عنه القرآن بأنّه (عَمَلٌ غيرُ صالح ) ؟
لماذا لم يعتبر المساس به مساساً بأبيه ؟
الم يكون أبوه نبياً عظيماً مِنْ أُولي العزم ؟
ليس هناك أحدٌ فوق المساءلة والحساب .
لابُدَّ ان يخضع الجميع ، صغاراً وكباراً ، رجالاً ونساءاً، للقانون فلا يعلو أحدٌ عليه ، مهما كان عظيماً …
وحينما اجتَرَحَ بعض اولاد الانبياء وأقربائهم ما اجترحوا، وجدنا القرآن الكريم ، يجهر بادانتهم .
من منكم من لم يقرأ سورة المسد ؟
الم يقل ربُّ العزّة في كتابه العزيز :
(تبّتْ يدا أبي لهبٍ وتَبّ).
ومن هو أبو لهب ؟
أليس هو عم النبي (ص) ؟!
ان قرابته من النبي (ص) لم تمنع من تعريتِهِ وكشفِ أوراقه ..!!
ان مَثَلَ المفسدين مثل الغربان كلٌ يقول لصاحبه :
أنت أسودُ الوجه ،
وينسى سواد وجهه ..!!
يقول الشاعر العربي :
ولو كان سهماً واحداً لاتقيتُه
ولكنّه سهمٌ وثانٍ وثالثُ
ان ابتزاز المواطنين العراقيين أموالهم وثرواتهم ، وحرمانهم من أبسط حقوقهم ، والعناية الفائقة بالأبناء والاصهار والأقرباء والأتباع، دون سواهم من الناس، جعل الملايين من العراقيين ينظرون الى السلطويين نظرةً ملؤها الريبة والشك …
إنّ فقدان السلطويين لثقة الناس بهم ، يجردهم من أهم أوراقهم ، ويجعلهم من المعزولين سياسيّاً واجتماعياً واخلاقياً …
وكل ذلك يساوق (الافلاس) .
نعم ، انهم أصحابُ حسابات ضخمة ، ولكنّ ضخامة هذه الحسابات تعني ضخامة ما ينتظرهم من ملاحقات واجراءات ، إنْ استطاعوا الإفلات منها الآن بسبب كراسيهم ، فلن يستطيعوا الإفلات منها في المستقبل .
اننا نعلن – وبكل تأكيد – أنّ محاسبة المفسدين واجبٌ لابُدَّ ان يؤدّى على الوجه الدقيق ، وليس من حق أحدٍ ان يدافع عن الناهبين المفسدين …
اننا حتى الآن لم نشهد الا التلويحات والوعود بكشف الملفات الرهيبة التي تطال الروؤس الكبيرة ..!!
ثم سرعان ما تتبخر تلك الكلمات اللاهبة بعد حين ..!!
ولا ندري كيف تتم التسوية ؟
وربما تتم عبر صفقات مسمومة وطرائق خفية غير معلومة ، إلاّ أنَّ سخط الملايين من العراقيين لن يتبخر ، وانما يتصاعد منسوبُه يوماً بعد يوم …
انني ومن موقع ديني واجتماعي أعلنها صراحة ودون لبس وغموض :
براءة المكوّن الذي انتمي اليه ، براءة مدرسة أهل البيت (ع) ، من أعمال كل المفسدين والقراصنة واللصوص ، ومحترفي نهب المال العام .
ونحن أشدُّ الناس حرصاً على محاسبتهم وانزال العقوبات بهم واسترجاع ما نهبوه من أموال الشعب .
[email protected]