22 ديسمبر، 2024 6:17 م

“البدري” بدر بعيد عن سمائه..!

“البدري” بدر بعيد عن سمائه..!

الحديث عن قامة عملاقة, وتاريخ ناصع؛ يحتاج الى الكثير من الجهد, والبحث في ذاكرة ايام الزمن القديم؛ كون البدري رمز من رموز الكرة العراقية, سطر بابداعه احداثا لا تنسى؛ على مختلف الصعد, فهو الاعلامي, والاداري الرياضي الكبير, الذي لا يختلف على تأريخه اثنان منصفان.

عمل مقدماً لبرنامج الرياضة في أسبوع منذ 1963 حتى 1993, ثلاثة عقود من الزمن؛ واصل البدري سلسلة ابداعاته؛ التي ما زالت عالقة في ذاكرة الجمهور العراقي, وطرح مختلف المواضيع؛ التي اسهمت بتطوير الرياضة العراقي وقتذاك, قد لا نبالغ عندما نصفه نهراً ثالثاً للعراق, قدم اطباقاً ثرية من الايجابية في برنامجه؛ الذي استخدم فيه اشهر المعزوفات الموسيسقة للعازف الايطالي روسيني, تؤرشف الذاكرة العراقية آخر جملة قالها البدري في البرنامج: ساترك التلفزيون كما دخلته, لا املك شيئا سوى حب الجماهير وداعا.

يعد مؤيد البدري ثاني افضل معلق في تاريخ العراق؛ بعد الاسم الكبير اسماعيل محمد؛ الذي علمه التعليق, فكانت الجماهير العراقية تستمتع بمشاهدة مباريات المنتخب الوطني بصوته الذي لم يجرح احداً في وصفه لأي مباراة, وكان صديقا للجميع, ناصحاً لهم, حتى اصبح ايقونة التعليق العراقي ومتربعاً على عرش الريادة والابداع.

كان لمؤيد البدري العديد من المشاركات, والكتابات في الصحف, والمجلات, وكان اولها كتب سلسة اسمها (الغيث) عام 1957, وعمل محرراً في مجلة السينما العراقية، قسم الاخبار الرياضية, وترأسَ تحرير جريدة الملاعب, بالاضافة الى عمله كأمينا لصندوق الاتحاد العراقي لكرة القدم, ومدير الألعاب الرياضية في وزارة الشباب 1962–1984 وكان استاذاً في كلية التربية الرياضية جامعة بغداد, وترأس الإتحاد العراقي لكرة القدم في 1977 ، 1980 و 1988.

وانت تستمع الى شهادات نجوم الرياضة العراقية بشأن مؤيد البدري؛ تشعر انه ترك شيئا جميلا في نفوسهم, وارشف في مخيلتهم؛ أمال, وآلام الرياضة العراقية, فكتبو عنه وعن مسرته فهو قامة كبيرة حاله حال الراحل عمو بابا, فهم جبلان في تأريخ الكرة العراقي.

“البدري” بدر بعيد عن سمائه..! نتمى عودته في هذه المرحلة؛ ليستثمر العراق خبرات السنين التي تجمعت في هذا الرجل المعطاء, الذي يعيش خارج وطنه, وهي مبادرة لكل الطاقات الرياضية التي تعيش خارج ارض الوطن, لابد ان تتم دعوتهم لإنتشال الرياضة من واقعها المتردي بتلك المرحلة.