أرسل ألخليفة عمر ألى عامله في مصرعمر بن ألعاص؛جاء فيها :ياهذا أن ألأيدي وجدت لتعمل فأن لم تجد لها عملا في ألطاعة وجدت لها عملا في ألمعصية ؛فأشغلها بالطاعة قبل أن تشغلك بالمعصية؛يالها من حكمة بليغة ؛وقبل ألدخول في مناقشة عنوان ألمقالة ؛يجب ألرجوع ألى تاريخ وادي ألرافدين وماقدمه سكان هذه ألأرض من علوم وقوانين خدمة للبشرية ؛ألتي أنتبه اليها ألغرب وبنى عليها ووصل ألى ما حققه من تقدم في كافة مجالات ألحياة ؛فكلمة ألحرية ؛أطلقها حمورابي لأول مرة في ألتاريخ ألمدون ؛وهي أيقاف ألمطالبة بألأموال بحق ألناس من قبل ألدائنين بسبب ألجفاف وألمجاعة ألتي حدثت أنذاك؛واطلق على تلك ألأعوام ؛بأعوام ألحرية.تم سن في بلاد مابين ألنهرين قوانين السيطرة ألنوعية ؛وألتأمين وقوانين ألجيش وأدارة ألدولة وألحسابات .أول نقابة لحماية حقوق ألعمال وألفلاحين وألحرفين تأسست في زمن ألسومريون وسميت {نقابة ألمعدان }؛وكلمة معيدي تعني ألحرفي؛كانوا يمثلون 25%في مجلس ألدولة أنذاك؛بعكس مايعتقده ألبعض بأنها أنتقاص من كرامة ألشخص في عصرنا ألحالي!!.هذا ملخص لمؤتمر عقد مؤخرا في ألسويد للتعريف بحضارة وادي ألرافدين وماقدمته للبشرية.في تايوان تجري ألأنتخابات في فترة ألظهيرة ألتي تعطى للعاملين لتناول ألطعام ومدتها ساعتان؛وذلك للمحافظة على مستوى ألأنتاج وتجنب ضياع ألوقت لأهميته في بناء ألأنسان وألبلد وتقدمه.ألأنتخابات ألأخيرة كلفت ميزانية ألدولة أكثر من مليار دولار وضياع شهور هدرا في ألأعداد لها؛ونتائجها كانت؛ أنتخاب دولة ألخروف ألأبيض بدلا من ألخروف ألأسود!!. سنسمع نفس ألأسطونات ألمشروخة وستطل علينا نفس ألوجوه ألتي سأمنا من رؤيتها يوميا وبنفس ألخطابات ألطائفية وألعرقية وألفئوية وسنردد {أسمعت لو ناديت حيا ولكن لاحياة لمن تنادي}!!.
منذا ألسقوط ألى يومنا هذا ؛لوأجريت أحصائية عن ساعات ألعمل في العراق ؛لوجدناها لاتساوي نصف ساعة يوميا على أكثر تقدير؛وأليكم ألبراهين 1-عدد ألمناسبات ألدينية وألمسيرات ألمليونية تستغرق أكثر من أربعة أشهرفي ألسنة يشارك فيها ألملايين من ألناس ؛تتوقف فيها ألحياة في كافة مرافقها ؛ألى جانب ألمناسبات ألرسمية ألتي لاتعد ولاتحصى.كما تقوم ألمحافظات بتعطيل ألدوام في مناسبات أخرى كل حسب مزاجه.2- أشغال ألجيش وألشرطة وألأجهزة ألأمنية وألدوائر ألرسمية بحماية هذه ألمسيرات وأيقاف ألحياة ألأعتيادية وألأعمال في كافة مرافق ألدولة.3-ألتلوث وألتخريب ألذي يصاحب هذه ألمسيرات وألأمراض ألمصاحبة لها لاتعد ولا تحصى ويمكن ملاحظتها بعد كل مناسبة دينية؛حيث تمتلئ ألمجاري أن وجدت بفضلات ألطعام وألقاذورات.4- تكلف هذه ألمسيرات ألمليونية ألترليونات من ألدنانير تذهب سدى وتعتبر تبذيرا بأموال ألشعب حاضرا ومستقبلا.5- عدد ألثكالى وألأيتام وألأرامل والفقراء يزيد على ستة ملايين على أقل تقدير ؛لو وزعت هذه ألآموال ألمصروفة عبثا وبدون وجه حق على هؤلاء ألمستحقين لكان أقرب ألى رضاء ألله ومباركته بدلا من أسرافها {أن ألله لايحب ألمسرفين}.فمسيرات ستالين في روسيا أنتجت ألثورة ألصناعية و ماوتسونع أنتجت أستقلال ألصين ومهاتما غاندي تحرير ألهند؛فماذا غيرت مسيراتنا 6-أخطر مانتج عن هذه ألمسيرات هو سيطرة مجموعة من تجار ألدين ألذين تحولوا ألى مليارديريه بعدما كانوا يعتمدون على ألصدقات وقراءة ألتعزية وألفواتح؛وأصبحوا في ليلة وضحايا يقودون ألبسطاء من ألناس حيثما شاؤا . خدروا ألناس وسفهوا عقولهم حتى أصبحوا يعتقدون أن ألدين هو بكاء وعويل لاغير!!7-أما ألساسة:لكي يكسبوا هؤلاء ألبسطاء وألمغرربهم ؛ألتحقوا بهذا ألتيار ليكسبوا تبعيتهم وتعاطفهم للبقاء في ألسلطة وألأستفادة من منافعها ألمادية ؛وأخذوا يتنافسون بالمبالغة في تشجيع هذه ألممارسات وألمشاركة فيها وتقديم ألمال ؛ألذي هو في ألحقيقة مسروق من جيوب هؤلاء ألمغلوب على أمرهم{من ألرواتب ألفلكية ألتي يحصلون عليها من مناصبهم}.وكما يقول أبن رشد؛ألمجتمعات ألجاهلة غلف لها كل شيئ بالدين ؛وستتبعك من ألخلف حتى لو كنت شيطان!!. جاء في حديث للنبي{ص}خير ألخطائون ألتابون ؛فهل نعود ألى رشدنا ؛ونبتعد عن هذه ألطقوس ألتي عفى عليها ألزمن وتركتها شعوب ألأرض ألمتحضرة خلف ظهورها ؛وهي تستفيد من كل دقيقة لتضمن حياة كريمة لها وتضمن مستقبلا لأجيالها ؛لتشارك في بناء ألحضارة ألأنسانية ؛ألتي أخذت تبتعد عنا في كل ثانية ؛وتتسع ألهوة بين شعوب تتطلع للوصول ألى ألأجرام السماوية ؛وألتي بدأت تنظم رحلات أليها ؛وشعوب تحفر ألقبور لتكون جاهزة لمن يقتل يوميا وتخرب مابنته ألأجيال ألتي سبقتها بالدم وألعرق؟!!.
