اكيد ان الشعب العراقي وقبله الحكومة قد وعوا الدرس جيدا وقد بانت اثر الصفعة واضحة على الوضع الاقتصادي فبعد الربيع المثمر والمورق لاسعار النفط التي تجاوزت ولأشهر قليلة سعر 120 دولار والبذخ الواضح وعدم المعرفة والجهل في كيفية التعامل مع كل هذه المليارات القادمة من هذه الثروة التي وضعها الله في جوف ارض العراق ,,اصبح واضحا ان الامور لا يمكن ان تسير كما يحب البعض ويبقى النفط هو الرافد الوحيد للقمة العيش العراقية لذالك كانت ردة الفعل الغير متوقعة للساسة العراقيين اللذين لم يخبروا ولم تمر على افكارهم العيش في ازمات مثل هذه الازمة التي
تمنوا لو لم تكون في فترة وجودهم على راس السلطة العراقية ,, فبالأمس كان الدولار يسرح ويمرح في مخيلة السراق والانتهازيين وبائعي الوطن وهم يغرفون وبدون جهد جهيد من تلك الاموال وجدوا انفسهم اليوم يوارون عوراتهم بورق يقطين خريفي ثقبته حشرة الله بسبب كل هذا التجاوز على الوضع العراقي وممتلكات العراقيين الذين كانوا يعتقدون ان تلك الايام الحلم ممكن ان يصبح العراق بسببها واحد من اغنى دول المنطقة لو سخرت تلك المليارات في اماكنها الصحيحة وأصبحت اليوم على الواقع ارقام سرقتها الريح لتصبح حكاية من حكايات ليالي الشتاء الباردة ..
هذا ما حصل وهذا هو الدرس الذي لابد للعراقيين ان يستوعبوه ويفكروا بجد بكيفية الخروج منه اذا اخذنا بنظر الاعتبار ان المدخول الريعي احادي الجانب يجب تجاوزه وبسرعة فائقة لا تتجاوز العام الواحد تحاشيا من الوقوع في وضع يجعل العراق يجلس على دكة المفلسين ويعد بلد فقيرا من بلدان الفقر والفقر المدقع وهذا يعني تدخل المؤسسات الاستعمارية والاحتكارية المتربصة لوقوع البلدان في براثنها القاسية بعد اغراء الساسة العراقيين بالمليارات السريعة ليصبح في غضون سنوات بسيطة بلد مديون لتلك المؤسسات المالية وبالتالي يجد المواطن العراق ودولة العراق
قد رهنت كل مواردها السطحية والتحتية لدول ومؤسسات لا ترحم حتى ابناء جلدتها فكيف وهي تستعمر بلد مثل العراق فيه كل هذه الخيرات لكن عيبه ان اهله لا يستطيعون ادارة مواردهم بشكل عصري ومتمدن مثلهم مثل باقي الدول الاخرى في المجتمع الدولي .
الحقيقة لابد من التريث في كل هذه التجهمية والسوداوية وعدم السير حفاة في ليلة ظلماء بلا دراية ولا بوصلة تنتظر ان ينقض عليك المجهول وتصبح في فكيه وقد انهى العالم من قواميسك ولابد من ان نجعل ولو فسحة من الامل او من وجود حلول ممكن التعامل معها ولو ببساطة لأنها ستوصلنا حتما الى كل ماهو ممكن من ان نتجاوز الظلمة الدامسة خاصة وأن العراق له خصوصية قل نظيرها في بلدان اخرى في التنوع البشري والطبيعي والديني والموقع والثقافة ,,لذالك يجب البحث عن موارد بديلة او قل مساعدة في الوقت الحاضر او على المدى البعيد للنفط وهناك كما اعتقد بعض الحلول
السريعة واعتقد ايضا الناجعة والجاهزة خاصة لو تدخلت السلطة التشريعية والتنفيذية وأخذتها في نظر الاعتبار كونها لا تحتاج الا لبعض التشريعات البسيطة حتى ولو استعان المشرع العراقي بدول اخرى ليس لديها بترول في ميزانياتها ولكنها تعيش بوضع اقتصادي مستقر نوعما ..
اقصد من كل ذالك اولا السياحة الدينية ولا يختلف اثنان ان العراق بلد الانبياء والرسل والاولياء وله خصوصية في بلدان العالم وتنظر له الدول الاخرى ومواطنيها نظرة القبلة التي يجب ان تزار وشاهدنا تدفق الملايين من الزائرين الشيعة في فترات الزيارات المليونية والايام العادية وهم يتوافدون على العتبات المقدسة الشيعية من كل صوب وحدب وهذا يحتاج الى بعض التشريعات المتواضعة للاستفادة من الداخلين للعراق بما تنص عليه القوانين السياحية العالمية .. اعتقد السياحة التراثية وهذه ايضا ابوابها مشرعة للعالم اجمع ولدينا مدن ومناطق كاملة سياحية
عمرها يتجاوز الالاف من السنين وما اكثر من يتمنى ان يزور مدينة اور او مدينة بابل او ومدينة نينوى ومواقع سياحية اخرى موجودة في الدليل السياحي العالمي مطبوعة في كتب منذ عشرات السنين على ايدي صناع الساحة العالميين اللذين كانوا يعتقدون في يوم ما سيكون العراق واحد من اكثر الدول مصافا وسياحة كمصر وتونس والمغرب وما الى ذالك اضف الى ذالك طبيعة العراق المتنوعة والجميلة والخلابة كما هو في الاهوار والمسطحات المائية في الوسط والجنوب العراق وشمال العراق ومنطقة الجبال العراقية الكردستانية التي تضاهي بجماليتها اجمل مناطق العالم .
وثانيا اعتقد ان الزراعة في العراق على الرغم من معاناتها المستمرة ولفترة طويلة ممكن انقاذها وإخراجها ثانية الى وضعها الطبيعي يوم كانت السلة الغذائية العراقية هي الاولى في دول المنطقة والخليج ويوم كانت الزراعة العراقية لها سمعتها الجيدة التي تتسابق عليها الدول من اجل ان تحضى بدخولها الى مواطنيها من فواكه وخضر وتمور فقط بعض التشريعات التي يجب ان تتدخل فيها الحكومة العراقية وتقدم الدعم المادي او ان تدخل هي كشريك في الحاصل بعد ان تقدم التسهيلات وتصبح منتجا ومشتريا كما هو الحال في الاستثمارات الزراعية للدول الاولى في هذا المضمار
والتي اصبحت من دول الصف الاول في التصدير لمحاصيل وخضر وفواكه ولا اعتقد يحتاج العراق الى جهد كبير ليعود الى النور ثانية في الزراعة …
الحقيقة انا لا اقصد من وراء هذه الاراء اخراج باقي القطاعات من اللعبة الاقتصادية كالاستثمار التي قتلته قوانين مجلس النواب وجعلت المستثمر يهرب من بيئة العراق المعقدة والروتين والبيروقراطية النافذة ولا اقصد ايضا ابعاد الصناعة والتجارة ,,بل اعتقد ان عودة هذه القطاعات الى الحياة ثانية لتقدم مردودات مالية توازي او تضاهي قطاعات اخرى شبه جاهزة كالزراعة والسياحة تحتاج الى فترات طويلة لذالك ان تضييع الوقت لا يسمح لنا ان نتمدد ونسن ونقرر قوانين تحتاج فترات للعمل فيها بل اقصد ان الجاهز الان هي بعض القطاعات التي من الممكن ان تكون مساعدة
لعائدات النفط ليس الا .