19 ديسمبر، 2024 8:12 م

البخاتي عنوان في القضية الإسلامية

البخاتي عنوان في القضية الإسلامية

تعد القضية الاسلامية, أعقد القضايا, وأشدها مواجهة للظلم والظالمين, منذ صدر الإسلام الى يومنا, وفي استمرار حتى يأذن الله تعالى, إعلان دولة العدل الالهي, لذا: لا يَسلَمُ الشّرَفُ الرّفيعُ منَ الأذى.. حتى يُرَاقَ عَلى جَوَانِبِهِ الدّمُ, هذا ما أراده عزت إرادته لقضيتنا المقدسة, أن تسقى بالدماء الظاهرة, لتحظى بالمقام الرفيع.
   إن الحديث عن قضية الإسلام, والدفاع عن إحكامه ومقدساته, ارتبطت ارتباط وثيق بمذهب أهل البيت “عليهم السلام”, فكان أتباعهم وأنصارهم هم الحماة عنها, والمقاومين من أجلها, جيل بعد جيل يحملون راية الجهاد والثورة والمقاومة, على امتداد البلدان, ليس هناك حدود معينة تفصل, مقدمات القضية عن نهائيتاها, لذا تجد قادة الركب؛ في كل مكان يقاتلون أعداءها, وفي طليعتهم؛ الشهيد صالح البخاتي.
  الشهيد البخاتي؛ ولد لأسرة علوية كريمة, بقضاء المشرح محافظة ميسان عام 1967, تربى في كنفها, وبين ظهراني السادة البخات, ارتوى طاعة الولاية, وعشق المرجعية, والولاء المطلق للقضية الإسلامية, نذر حياته من أجل ديمومتها, ورفض الأنظمة المستبدة, هاجر العراق نحو الجمهورية الاسلامية, مطلع الثمانينات من القرن العشرين, أنظم “لحركة حزب الله العراق” مشارك في عملياتها بالداخل, فأعتقل على أثرها عام 1984.
   تولى بعد ذلك, محور الدفاع المقدس في جزيرة كميت, قاد أخطر العمليات الجهادية وأشرسها ضد البعثيين, حتى اعترفت القيادات العسكرية البعثية بذلك, بالانتفاضة الشعبانية؛ برز من بين القيادات الميدانية, التي دخلت العراق لإدارتها, رغم الاثار المترتبة على نهايتها, لم يثنيه ذلك عن تنفيذ اصعب العمليات, فــدك مقر الأمن العام في بغداد عام 1994, بصواريخ الكاتيوشا, فأرعب النظام آنذاك وهز كيانه.
   بعد التغيير عام 2003, لمع السيد البخاتي؛ في ميدان العمل السياسي بعيد عن الاضواء, كان صاحب رؤى صائبة, لتقويم مسيرة الحركة الاسلامية, فكان مصداق لمقولة شهيد المحراب: “لا التمس في هذا السيد الا الصدق الطاغي” فصدق القول على الفعل, فكان أول المدافعين عن حرم السيد زينب “ع” بسوريا , فأسس “سرايا أنصار العقيدة” عام 2014, وقادة كتائبهم بمعارك الحجيرة والبويضة.
   عندما استمكنت العصابات الارهابية, من التمدد بالمحافظات الغربية في حزيران 2014, أسهم بقيادة سرايا الجهاد في معارك؛ “الشاخات والضابطية, وعزيز بلد وجرف الصخر وتكريت وبيجي, وجبال حمرين, والثرثار وذراع دجلة, الصقلاوية, وستبقى “معركة البو شجل” عنوان بارز في تاريخ البخاتي؛ قيادة وتخطيط, وسيرتفع صوته مدوياً, كلما ستذكرنا معركة الصقلاوية؛ “ها نحن؛ دخلناها محررين فاتحين منتصرين, ناصرين ومحررين للأهل والارض والعرض”.
   الا إن دعاءه بنيل الشهادة, كان استحقاقه الذي تكرم فيه, يوم ولادة الإمام المهدي المنتظر “عج”, بالخامس عشر من شهر شعبان, الموافق 12/ 6/ 2016, ليكون مسك الختام لمسيرة حافلة, بالمواقف المشرفة والبطولات الرائدة, من أجل القضية الاسلامية, التي كان الشهيد صالح البخاتي؛ أحد أبرز رموزها في إيران والعراق وسوريا.

أحدث المقالات

أحدث المقالات