26 نوفمبر، 2024 12:23 م
Search
Close this search box.

البحث في حقائب وزير الخارجية القطري

البحث في حقائب وزير الخارجية القطري

من الغريب أن يختلف من تجمعهم، أرض ومصير واحد؛ على تفسير مفهوم الوطن، والأغرب إختلاف الشركاء، في كيفية المشاركة؛ بالدفاع عن وطن يحاول الإرهاب إبتلاع تاريخه، وتفتيت مكوناته؟!
كيف نلوم الغرباء، وخلافاتنا الى الإتهام بالخيانة والتآمر؟! وكيف نعتب على الدول المجاورة، وبعضنا يُريد التقسيم الى دويلات متحاربة؟!
عمل الساسة سنوات على تسطيح العقل العراقي، وإعتاد على سماع القصص الجاهزة، والحكايات والإشاعات؛ دون التأكد من مصدرها وصحة الحدوث وعقلانيتها؟! وسمعوا الإتهامات المغلفة بالأنا، الى جهات آخرى؛ لإثارة القطيعة والسخرية من المجتمع، ومن المؤسف نشرها من أطراف سياسية، تعلم أو لا تعلم، أن فعلها سبب الخراب، وصوت صدى لأفعال الأعداء؟!
الإشاعة إحدى أهم وسائل الحرب النفسية؛ لإضعاف الجيوش، وتحطيم الروح المعنوية للمقاتل والمجتمع، وزرع الفتنة والتفرقة، وليس من المعقول، أن تكون العصابات التي إجتمعت على الجريمة، وتعيش في الجحور مطاردة، هي القادرة على التخطيط؛ إذا لم تقف خلفها وسائل إعلامية هائلة، وأرضية خصبة كعقلية بعض الساسة، الذين جعلوا منافعهم أهم من العراق وشعبه، وأضروا وتصوروا أنهم مَنْ ينفعون.
من السذاجة تبسيط زيارة وزير الخارجية القطري، بإنها جاءت لإطلاق سراح 36 إرهابي، أُلقي القبض عليهم في الرمادي، مثلما أشيع عند محاصرة تكريت من أربعة جهات، وقبل تحريرها؛ أن هنالك مفاوضات مع الأردن؛ لإخراج كبار قادة داعش، والأتهامان كإنما يشيران الى؛ تخاذل هذه الحكومة والأطراف التي تقف معها؟!. وقطر ليست تلك الدويلة الصغيرة، في قرية تحكمها التكنلوجيا والمال.
لم ننسى الأشاعات قبل وبعد تحرير تكريت، وكيف أرتفعت أصوات لدرجة مطالبة الحكومة بالإستقالة؛ لتبديد النصر والتركيز على قضايا جانبية تُبعد الأنظار عن هزائم الدواعش، وتفرق الإجماع العراقي، واليوم تُعاد الكَرّة؛ إستباقاَ للإنتصارات، وتطويق مركز الرمادي والفلوجة، وقطع الإمدادات من سوريا، وأنتظار تطهير الأنبار كاملة؛ لأرضها الصحراوية، والخطط المحكمة، وبسالة الحشد الشعبي الذي يقود المعارك، ويشاركه عشائر الأنبار المتنفضة.
أن ترسيخ المفاهيم التي تختزل التضحية بجماعة دون آخرى، معتقد يدعو الشعب للشكوك بالتآمر والخيانة، وتغطية على عورات فقدان الإستراتيجية، التي جعلت من مناطق العراق الأمنة؛ أرضاً قاحلة وشبابها حطباً للحروب، وهذا ما تبتغيه الدول المعادية، وتنقلب على الواقع؛ بالمزايدة على التضحيات والكذب والإشاعات، والطعن بجهات قدمت عوائلها فداءً للوطن، ولا يمكن أن تفرط بأضفر إرهابي.
جميل أن نسمع من وزير خارجية قطر نيتهم محاربة الإرهاب، ولكن القضاء على الإرهاب أفعال لا أقوال وشعارات؟!
شعرت قطر كغيرها من الدول العربية؛ أن الإررهاب لم يعد يقف على أبوابها وقد دخل القصور، وأن إرادة العراقيون ستطرده خارج الحدود، وسوف يعود لحواضنه وأرضه الخصبة، وفي قصورهم ومؤسساتهم الدينية من يتقلد بداعش ديناً؟! وبدأ بالظهور العلني في السعودية، وأن دول البترول سريعة الإحتراق، ومثلما بدأ بالعراق بتسميات طائفية، وأنتهى بجرائم كارثية، وان النصر العراقي القريب سيضع الدول الأقليمية في المواجهة.

أحدث المقالات