18 ديسمبر، 2024 7:07 م

البحث عن حذاء الصحفي منتظر الزيدي

البحث عن حذاء الصحفي منتظر الزيدي

شدني احساس الوفاء للصداقة والمحبة التي تربطني بالصحفي منتظر الزيدي للكتابة من جديد عن واقعة الضربة الصاروخية التي سددها منتظر في شباك هدف الفريق الامريكي الذي يحرسه الرئيس جورج بوش والذي وضعه في موضع الارتباك والدهشة بسبب سرعة ودقة التهديف
ولم يكن منتظر الزيدي الذي التقيته مؤخرا في بغداد مندفع من جهة سياسية معارضة للسياسة الامريكية الخارجية حسب قوله بل كان قد سدد ضربته الجزائية للرئيس الامريكي بوش كرد فعل للمهانة التي الحقها الرئيس بوش بالشعب العراقي جراء العدوان عام 2003 والذي خلف الاف الضحايا من بينهم نساء واطفال وشيوخ وقد خطط الزيدي فعلته بكامل ارادته دون املاءات من اي جهة .. واكثر ما يقلق الزيدي بعد تسعة سنوات من العملية العثور على حذائه الذي فقده وسط الزحمة وما رافق العملية من فوضى و ” هرج ومرج ” بحسب التعبير البغدادي .. وحذاء الزيدي بات من الاحذية المميزة خاصة وان كبريات الشركات العالمية المهتمة بالقى الاثرية تسعى لشرائه ووضعه ضمن مقتنيات المراكز الثقافية العالمية ليكون شاهدا من شواهد العصر على حادث طالما شغل العالم لجراءة وقوة اندفاع الزيدي لتنفيذ فعلته .. والزيدي ليس عالما من العلماء الذين يمتلكون الخبرة في صناعة الصواريخ النووية التي طالما شغلت الولايات المتحدة الامريكية واعطتها الحجة الغير مبررة لضرب العراق عام 2003 .. بل هو مواطن عراقي يمتلك احاسيس وطنية جعلته يبدع في ابتكار طريقة لضرب من تسبب في العدوان على العراق لكن ليس بصاروخ نووي مثلما يهدد رئيس كوريا الشمالية ” كم جونغ اون ” بل بحذاء بسيط مصنوع من الجلد كان وقعه اكثر اهانة واكثر تدميرا من الصاروخ النووي .. ويعتبر الحذاء المستخدم في ضرب اصحاب الوجاهه والفخامة والجهامة من اكثر الاسلحة الفتاكة التي في حال استخدامه كسلاح يحط من كرامة وشخصية المتلقي ويضعه في موضع الحرج امام الراي العام .. ويقال ان اول من استخدم الحذاء قبل الاف السنين كان فرعون مصر حيث عثر على حذاء قريب الشبه ب ” القبقاب ” كان يستخدمه الفراعنه في تنقلاتهم ” والقبقاب غالبا ما يستخدم في الحمامات الشعبية البغدادية ” .. وقد تطورت انواع الاحذية مع التسابق الزمني فبات هناك حذاء “الجوني والجزمة والصباط والنعال والكيوة ” لكن اكثر هذه الاحذية شهرة حذاء ” ابو القاسم الطنبوري ” ذو البوز المدبب من الامام والذي حاز على براءة اختراع بعد ان اصبح مودة العصر .. وعلى مر التاريخ تنوعت المواد الاولية المستخدمة في صناعة الاحذية فبض الاحذية مصنوعة من جلود الحيوانات وخاصة البقر والبعض الاخر مصنوع من جلد الافاعي والتماسيح .. وفي ضوء التطورات الصناعية اختلفت اسعار الاحذية حتى وصل سعر اغلى حذاء في العالم ( 2 ) مليون دولار وهو حذاء مرصع بقطع من الماس تم تصنيعه للمليادير ” نيك كانون ” لكن يبقى حذاء الصحفي منتظر الزيدي من اكثر الاحذية تميزا والاعلى سعرا .. ويبقى من حق الزيدي البحث عن حذاءه الذي فقده اثناء الفوضى التي صاحبت الحادث .. ويبقى من حق منتظر الزيدي البحث عن حذائه وهو حق مشروع تكفله القوانين ليحتفظ به ضمن مقتنياته الشخصية ليكون شاهدا يفتخر به ابناء ه واحفاده وقد يعطيهم في المستقبل صفة التميز بين اقرانهم عند تقديمهم طلبا للانتماء للجامعات او التعيين في المؤسسات الحكومية لكنه في كل الاحوال لن يعطيهم الحق في الحصول على الفيزا للسفر الى الولايات المتحدة الامريكية بعد ان مرغ جدهم منتظر الزيدي انف رئيسهم بوش في الرمال وجعل رئيسهم اضحوكة بين رؤساء وملوك وامراء العالم وخاصة العالم العربي من الذين تعودوا الخضوع لارادته فانتصر حذاء منتظر الزيدي على ارادة الشر والعدوان .