( بدون العراق لايمكن فهم جغرافية التوراة والقران، المفتاح هو العراق لفهم كل القصص الديني ،جنوب وادي الرافدين، في مدينة القار، وسط اثار اور عاصمة السومريين يقف منذ الاف السنين معبد ديني غامض مكعب الشكل صمدي اي مصمت من الداخل، يقابل بيت النبي ابراهيم وهما وحدهما المعبد والبيت ظاهران من اطلال المدينة، اخذ هذا البناء الديني اسم الزقورة وقد ظل يعاني التعتيم والتجاهل فلم يدرس بصورة جدية، افترض ان اسمه الذكورة اي الذكر او الزكورة نسبة الى النبي زكريا وقد يكون مستمدا اصلا من اسم زوجة النبي ابراهيم العراقية زهرة فهو زهورة ، افترض انه جدد على يد النبي ابراهيم وابنه اسماعيل وهذا الفرض ليس له علاقة بتاريخ اي مكان مقدس اخر علما انه في العراق يسمى كل مسجد بيت الله)
…………………………………………………………………
من وسط السراب،في ارض هجرها الفرات وصارت غير ذي زرع، بزغت الذكورة ( نسبة الى الذِكْر الديني) تصعد في السماء كعمود من نور ذهبي امامي كلما تقدمت السيارة، كنت قد قطعت تذكرة من دائرة الاثار وعبرت نقاط التفتيش وصرت لاول مرة بعد هجرة طويلة ومريرة امام اكثر المعابد سحرا وغموضا في التاريخ الديني للعالم، وضعت يدي على الطابوق ( المكعب) المقدس ، سرت في جسدي لذة الخشوع، بكيت كما هو العراق بلد ال ( بكا) وخلعت نعلي وصعدت، عندما تكون فوق الزقورة تشعر انك ترى الله ، درجة بعد درجة تشعر انك يعرج بك لا انت الذي تصعد، كان هناك بيت ابراهيم، هاهم العراقيون يحرسون بيت ابراهيم لبنة لبنة فيما نقض العرب بيت محمد حجرا حجرا وحولوا مقترباته الى المعروف من الابنية، كان العراق مسجد العالم، الشعوب البدائية هاجمته وسرقت احجاره لتبني بها معابدها، كلمة الله عراقية خالصة والمعبد بناء عراقي خالص، لابد ان الحقيقة هنا.
امضيت وقتا طويلا مترددا بين الذكورة وبيت النبي ابراهيم، هنا المكان الوحيد الذي زرته ولم اشعر فيه بالحاجة الى الطعام، هل هو دعاء ابراهيم؟
افترض بحاثة على درجة من الخيال ولا تعوزهم المقدمات المنطقية بان العراق هو مسرح الديانتين اليهودية والمسيحية ،فبيت ابراهيم لايزال قائما على اصوله في الطرف الجنوبي لمدينة اور ، ويتردد بقوة صدى روايات عن ولادة عيسى قرب صخرة براثا التي تحولت الى كنيسة ثم الى مسجد ويبدو ان الاسم له علاقة بكلمة ( بْرَثْ) اي ولادة باللغة الانكليزية، وانقى الفرق الدينية المرتبطة بعائلة زكريا زوج اليصابات ام يحيى واخت مريم ام المسيح تركز وجودها في جنوب العراق حيث البدايات الاولى لظهور عائلة بني اسرائيل ،وجود الصابئة على حافات المياه المقدسة (الاهوار) امر يتساوق مع تعاليم التطهير عند يحيى بن زكريا وعيسى بن مريم، لاتسجل كتابات الصابئة اي اشارات عن اضطهاد تعرضوا له وحملهم على الهجرة الى نهايات وادي الرافدين انهم سكان اصليون ولاريب.
تتحدث التوراة عن تراجيديا عائلية يعيشها ابراهيم فزوجته العراقية المحبوبة ورفيقة تجواله زهرة لاتلد له فتقترح عليه الزواج من جاريتها وعندما تضع الجارية ولدا تعتري زهرة غيرة النساء، القران يتلقف نهايات القصة فيظهر ابراهيم متحدثا عن اعادة توطين جزء من ذريته واذا دققنا النص القراني نراه يستخدم مصطلح مدني وهو ( اسكنت) والسكن لايكون بغير مسكن
وهو من السكينة والاستقرار اصلا، اسم زهرة يشيع في جنوب العراق الى الان
على العكس من اسم سارة.
اعطى ابراهيم ابنه (اسمع ئيل) اسما عراقيا مركبا المقطع الثاني فيه هم اسم الاله العراقي (ايل) وسنرى ان هذا الاسم لن يتكرر كثيرا في سجلات بني اسرائيل عدى اللقب الذي حمله يعقوب (اسرا ئيل) ابن اخ اسمع ئيل.
يظهر ابراهيم في القصة القرانية يجدد بناء مقدسا كان قائما من قبل ويستخدم القران كلمة قواعد وليس اسس واي مهندس يعرف الفرق بين القاعدة والاساس والبناء الذي يمتلك قاعدة هو الزهورة حيث يجمع البناء نفسه كلما ارتفع فينقص عرضه كلما علا.
الزكورة بناء مكعب صمدي اي غير اجوف من الداخل وهذا يتسق مع تعريف الله لنفسه في سورة التوحيد اقصر واشهر سورة في القران ( الله الصمد) والصمد حسب كل الشراح المسلمين الذي ليس له جوف.
يسمي الجنوبيون الرجل البليغ ( حجة) نسبة الى مفردة الحكي ويسمون كثير البكاء ( بكاء) واسم من هذا القبيل ربما حملته عائلة عراقية.
العراق هو بلد البكاء،النواح صفة عراقية خالصة ، حتى الغناء ياخذ طريقة النواح، البكاء ياخذ ايضا في اللغة المحلية اسم بجي ويبدو ان اللغة الفارسية اخذت هذا الوصف فاعطته الى الطفل فاصبح اسم الطفل في تلك اللغة ( بجة).
كانت كلمة ( بكة) القرانية جديدة كليا على اسماع العرب ولم يحملها مكان من قبل وماكانت هذه الكلمة قبل القران اسما او صفة لاي مدينة مقدسة.
تواجدت النبوة على طول الخط في تاريخ بني اسرائيل وقد دونت التوراة رحلة ابيها حتى وفاته ولامر اغفل تاريخ هذه الفرقة الدينية القومية اي ذكر لرحلة ابراهيم الى داخل الجزيرة العربية.
كان العرب ولايزالون اجلافا يقوم اقتصادهم على الغارات ونهب الاموال واسر النساء ولم تعرف عنهم خصلة الاهتمام بالغرباء، النبي محمد نفسه حجب نسائه عن العرب مع انهم مسلمين ، باهمية هذا كيف يمكن لنا تفهم تصرف ابراهيم ان يترك امراة شابة وطفلها وسط البرية والقاعدة ان الانبياء لايختبرون الله؟ ايضا فان الغرباء انما يعودون للبناء في اوطانهم.
الغريب ان قصة ترك النبي لعائلته وسط البرية لاوجود لها في القران فمن اين جاءت؟ انه يقول اسكنت من ذريتي ثم يدعو لعائلته بالبركة ولا نراه متحدثا عن اخطار محدقة.
ان مقطع …من ذريتي…يكشف ان ابراهيم كانت لديه ذرية مع ولادة اسماعيل فحرف من هنا للتبعيض.
تعني كلمة مقام في العراق المكان والصوت وقد نشات المقامات من طبقات الصوت في الترانيم الدينية واصل الصلاة هي الترنم والدعاء وعندما يقال اتخذ من مقام ابراهيم مصلى يمكن فهم ذلك على انه التغني بمزامير ابراهيم اكثر من كونه المكان ذلك ان مقام ابراهيم اذا فهمناه كمكان من اين بمقدوره استيعاب هذا العدد المتزايد من الناس ليصلوا به؟
بالعودة الى اسماء قريش وحتى اسماء القبائل المتساكنة معها لانجد اثرا لاسماء ابراهيم وبنيه ، كيف هذا اذا؟ لماذا لم يحمل الابناء اسم واحدا من ابائهم ، ولماذا تسمى العرب باسماء تعود الى الطبيعة والحيوان من قبيل اسد جحش كليب مرة حنظلة عبد العزى شمس هاشم ولا رائحة لاسماء من قبيل ابراهيم اسماعيل اسحق يعقوب يوسف بنيامين عمران سوى في العراق وجنوبه تحديدا؟
التكتيك العسكري باستخدام الافيال عرفه الفرس وليس جيرانهم الاحباش مما جعل من قصة الهجوم الذي تعرض له بيت الله والتي يحكيها القران في سورة الفيل تحتاج الى توجيه وبسبب التعارض الذي لم يجدوا له حلا راح الباحثون يشككون باصل القصة بينما هي واقعة حقيقية استخدمت فيها الافيال واستمر هذا التكتيك العسكري في معركتي ذي قار والقادسية.
الشراح المسلمون ردوا كلمة ( سجيل) العتاد الالهي الذي دمر غزاة بيت الله الى اصل بعيد كليا بان اعتبروها مركبة من مقطعين فارسيين هما سنك اي حجارة وكل اي طين وكما ترى فانه قد جرى توهين قوة هذا السلاح اولا ثم اضعفت البلاغة القرانية فاي بلاغة ياترى بان يقال حجارة من طين؟ على انه لااثر لمعنى الحجر المفخور او المطبوخ في كلمتي سنك وكل.
ان كلمة سجيل يدخل فيها الاله العراقي ايل بالمقطع الثاني سج ايل علما ان اسم الجلالة الحالي (الله) الالف واللامين والتاء اصله ال و ايل اما الطيور الالهية فيكفي اسمها لمعرفة مدار القصة فهي طيور ابابيل باب ئيل.
كانت اور مدينة زراعية تحول عنها النهر ففقدت زراعتها والمرجح ان ابراهيم عاد الى المدينة التي ولد فيها وله فيها بيتا واقاربا وعشيرة وكان يظن انها على حالها الا انها اصبحت غير ذي زرع وكانت من قبل (ذي زرع) ليس صفة وانما حتى اسما مثل ( ذي قار) وكما ترى فان الاصح لغويا ان يكون الاسم الاخير ذو قار الا انه اسم وحسب لانسبة.
العراق هو ارض جغرافية القران ومعه يرتفع اي تعارض بين النص القراني والحقائق التاريخية.
من يوميات الحياة العراقية تلك التغريدة التي تسمعها في محطات النقل ( نفر نفر نفر) كما تسمع كلمة عبري وعبرية ونفر عاصمة مقدسة خرائبها تقع قرب مدينة عفج ومن عبري جاءت تسمية اللغة العبرية والعبرانيين.
ان الهجوم على الاضرحة المقدسة في العراق تقليد عرفته الجماعات البدائية حول وادي الرافدين على انني استغرب تماما كيف ان الباحثين والشراح المسلمين وغير المسلمين قد غفلوا عن حقيقة كون اسم العراق هو ( وادي) الرافدين وان ابراهيم انما اسكن عائلته في هذا الوادي (اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع) وهكذا لم يحصل المشككون بالقران على هدية اكبر من قضية التلاعب بجغرافية القران ومعاصاتها وليها للتناسب مع مكان اخر لم يسم يوما او يوصف بانه واد.
ان مركزية العراق الدينية اضعفت عن تعمد وتعرضت حضاراته الدينية الى التجريم ( انظر…ثقافة تجريم الحضارات العراقية…الشطري طالب كتابات).
نعلم ان النبي محمد دفن في المدينة وصحابته طلبوا ان يدفنوا معه طلبا للقدسية ، المؤسس الثاني للاسلام علي بن ابي طالب هاجر الى العراق وسنرى ان سبعة من ائمة الاسلام سيكون مثواهم العراق ونرى ايضا ان المخلص الاسلامي سيولد في العراق والسؤال هو هل يخرج المصلحون في غير اوطانهم؟ ولماذا يكون بيت ابراهيم في اور جوار الذكورة التي حرف اسمها الى زقورة المعبد الذي لم يعرف اصناما ارتفعت على سطحه؟
ليس المسلمون وحدهم امام حرج تاريخي بل اليهود ايضا فقد نبشوا كل ارض فلسطين ولم يجدوا اثرا لهيكل سليمان ولا لمدينة سليمان كاملة فاين غاصت تلك المملكة العظيمة التي وصفها القران؟
ان مربع عواصم العالم القديم ( ولادة الكاتب على سفح لكش) لكش جيرزو اور اريدو نفر هي بالحقيقة مملكة سليمان ففي ذي قار وحدها هناك 1200 تل اثري.
انني ادعو العراقيين الى اعادة دراسة جغرافية التوراة والقران واكتشاف مركزية بلادهم الدينية وفهم الاسباب التي تجعل جميع الشعوب البدائية او غير المتدينة تهاجم العراق.
ان بلاد الشام ومصر والمغرب وسواحل الخليج الفارسي الغربية كلها عرفت الاضرحة بطريقة ما بينما الهجوم دائما على الاضرحة العراقية اليس في هذا سببا كافا للتاكد من ان المطلوب هو منازعة العراق على مركز القداسة وانتزاعه منه ليس ذلك فقط بل وتجريم المقدس العراقي.
……………………….
كاتب الماني