17 نوفمبر، 2024 9:35 م
Search
Close this search box.

البحث عن الحقيقة البحث عن الحقيقة

البحث عن الحقيقة البحث عن الحقيقة

الصورة تعيد نفسها , يوم جديد لكنه قديم ,كل الاشياء لا تتحرك ,لا تقوم لها قائمة ,بيتي الصخري وزنزانتي الحجرية وصليبي وكفني ,هذه الاشياء صارت ميقاتي وموعدي .
انا في السباق الآن ولا احمل راية الامان ,اسابق كل فكرة مجنونة تحوّم بجناحين قائمين في افق الزمن وزمني بغيض اجل بغيض ليس الى حد الموت بل الى حد الفناء وكما تعلمون هناك فرق كبير بين الموت والفناء .

كان امامي جبل شامخ لا يستطيع ان يطاوله جبل آخر فكيف بإنسان بسيط يحمل بيته الصخري وزنزانته الحجرية وصليبه وكفنه ولا سلاح معه سوى افكار يعدها الآخرون بالية …نعم هكذا يصارحونني وانا اشكر لهم صراحتهم بانني احمل افكارا بالية عفا عليها الزمن وصارت اساطير وقصص غريبة عن واقع معاش جديد واسأل احدهم لقيته مقيما في بيت بسيط على حافة الجبل الذي تتسامى اليه نظراتي …يا هذا ما تفعل هنا ..؟ هل انت مثلي تحمل افكارا بالية عفا عليها الزمن …؟

ضحك مني …وكانت ضحكته عالية مجلجلة حتى ظننت به الجنون, لكنه هتف اخيرا وهل انا مجنون…؟ وعجبت أتراه قرأ افكاري لكنه اضاف ان عملي هنا هو المراقبة الحصيفة القاسية فكل من يحاول ان يمر هنا عليه ان يدخل بيتي وفيه سيلقى ما اريده ان يلقاه .

عجبت من هذا الذي يبدو بسيطا ويسكن بيتا بسيطا لكن افكاره بدت لي عظيمة ,او قل مثيرة . ولا اريد ان أطيل الحديث إذ كان لزاما عليّ ن افعل ما أمرني به فدخلت بيته البسيط واتبعت خطواته الرزينة وهناك كانت الفاجعة ….إذ استوقفني قائلا اترك بيتك الصخري ليؤذن لك الدخول وما كان بإمكاني ترك بيتي الصخري سيما وهناك عصابات اللصوص التي تتربص الغافلين ..قلت لا .إنه بيتي ..قال اذن لا دخول

وكان سؤالي المحير مع نفسي هو أأترك بتي الصخري لأجل ان ارى ما يريد هذا البسيط ان يرينه أم اتجاوز هذا الطريق الى آخر…؟ورأيت بيتي الصخري يبكي ربما لأني سأفارقه لأول مرة في الحياة بل رأيته قد لبس الحداد وصار يودعني قائلا لقد بعتني بأول مزاد وادهشتني كلماته فكيف ابيعه …؟ لكني عذرته فهو لا يعلم بأن المعرفة عندي أثمن زاد.

رحت اطمئنه قائلا: لا تخف فليس لي سواك ملاذ وليس لي سواك سكن على اني سأفارقك بعض الوقت ثم اعود اليك فلا تخف غوائل اللصوص وبعد ان تخليت عنه كتبت على جدرانه جميعا عبارة (أمانة الله ورسوله).

دخلت المنزل متأملا ان ارى فيه ما اتشوق اليه وان اجاب عما اسأل حول خفيات الامور فادى بي المنزل الى دهليز مظلم بلا مشكاة ولا مصباح فكاد الظلام يقتلني ووحشة نفسي تفترسني فإذا بصوت يدعوني ان اسير بضع خطوات الى الامام قائلا: هذا مقام الباحثين عن الحقيقة واشار بيده الى ستار مسدل تتدلى منه قناديل مضيئة.

آه… هي المعرفة اذن وانا ممن يبحثون عن الحقيقة وما تركت بيتي الصخري الا من اجل هذه القضية.

اسرعت الخطا حيث الصوت وازحت الستار فرأيت عجبا …ياه….ياه… يا لتلك الروضة الوارفة الضلال ويالذلك الشلال ويالتلك الوجوه الصباح تحمل اسفارا…وما احببت شيئا اكثر من حبي لتلك الاسفار. اندفعت كما السهم الخاطف ومددت يدا لأحدهم هاتفة. هات …واعدت ثانية…هات ..لكنه اشاح بوجهه عني ورفع ناظريه الى القبة الزرقاء وكانت مليئة بالرفوف ولا أخفيكم فقد عجبت من غرفة زرقاء سقفها رفوف وتساءلت عجبا كيف خرجت تلك الرفوف من قانون الجاذبية ولم تسقط لكن لهفتي للاطلاع على ما فيها شغلني عن التمادي في التفكير في الامر.

مددت يدي الى الاعلى محاولة تناول احد الكتب لكنها كانت بعيدة ومتعالية شملتني الحيرة ورحت التفت يمينا وشمالا عل احد ما يرشدني لطريقة انال بها بغيتي فلم ار احد وكاد اليأس ان يقتلني لولا ان لاح لي من جديد ذلك الوجه الذي قابلته للمرة الاولى وسألته ثانية ان يهديني السبيل ..اشار لي

هذه المرة بيديه الى ان اذهب الى هناك ورسم اشارة فإذا بزهرية عظيمة متلألئة الزهور مشرقة الالوان كأنما كل زهرة مجموعة مصابيح تضيء بألوان زاهية فاندفعت نحوها وفي الحقيقة ما كنت اعرف ماذا افعل ولكني لا اراديا اردت ان اقطف زهرة من تلك الزهور فإذا بها عصية علي لكن الاوراق كانت تتراقص حولي وعلى كل ورقة اسم معين ففهمت بأن الامر يقتضي ان اضغط بيدي على احدى الاسماء فأنال بغيتي وفعلا ضغطت على احد الاسماء فإذا الكتاب بيدي.

في الحقيقة ما شعرت كيف هبط الكتاب من مكانه العالي واستقر بين يدي وكانت تلك احجية اخرى شغلني عن التفكير بها مطالعة الكتاب.

أحدث المقالات