كل شيء ممكن وأيّ حدث متوقع؛ مادامت التركيبة السياسية غير متجانسة والقاعدة الإقتصادية منحلة والأمنية منهارة، نسيج إجتماعي يُدفع نحو الإحتراب لعقود مستقبلية، كل يوم نتوقع زيادة المفخخات وعدد الضحايا، وثراء المفسدين من قوت الشعب.
العمليات الإرهابية هذه الأيام تضرب العمق، في مناطق ذات طيف واحد رافض للقاعدة وأذنابهم الشريرة.
بعد عمليات الأنبار اختلافات في تفسير أليات السيطرة على الإرهاب، طغت الصبغة الإنتخابية على الوطنية، الكل يقول إنه مع الجيش لمواجهة الهجمة الظلامية، وأيقن الجميع إنها لا تستثني احد؛ لم يفهم بعضهم كيف توضع أليات مجابهة تنظيم عالمي مجرم، جعل العراق سوق ومرتع لكبار تجار السلاح الفاسد، نصف تشتريه القاعدة ونصف الحكومة.
القاعدة تنظيم يؤمن بالقيادة الواحدة وتعدد الأدوات والأدوار، يعطي الاهمية للطرف الأكثر فاعلية، ويقرب من القيادة؛ لذلك لها في سوريا الولاء والنصرة وفي العراق داعش، وباركت قيادة التنظيم وتمت البيعة والطاعة والولاء بمفهوم الإرهاب.
بعد عمليات الانبارإعتقد البعض السيطرة على رأس الأفعى، لكن عودة التفجيرات الى بغداد فاجيء الجميع، وأستيقضت خلايا نائمة في وقت مبكر، في مناطق ذات عمق جماهيري رافض للقاعدة وحواضنها، ضرب مدينة الصدر والشعلة والشعب، والكرادة، تحركت كالعادة بتكتيك جديد.
مشكلة الأمن غير واضحة، ولا توجد خطط ستراتيجية او مناورة تبديل القادة وضخ دماء جديدة وجهد استخباري، يجعلنا نتأمل بتقدم الخطوات ونتجاوز الأخطاء، نغيير فهم الثوابت الوطنية عند البعض الغاية الإنتخابية، والمعركة ليست معركة الحكومة مع القاعدة، لتشخصن النتائج ويعزل الأخرين،، نفهم من ذلك إن البعض يروم السلطة بأي ثمن يوجه البوصلة نحو الفرقة والتخوين، وتترك حورات مسؤولة تخرج البلد من أنهار الدماء وتعزل الإرهابين والمفسدين.
تقاليد لا تزال قائمة في ادارة الدولة تعتمد الفعل وردوده، تتحرك بشكل أني شخصي، تجيّر قطع الرؤوس الى مكسب طائفي إنتخابي وتغطية للفشل
أما أن الاوان ان يقدم رئيس الوزراء ملفاته، وهل هذه الدماء لا تكفي أن يفضح المفسد والإرهابي، مَنْ يخضع للحصانة الحكومية والنفوذ.
المعركة لم تنتهي ومرحلة المصير والوجود نحن في منتصفها.
القاعدة وداعش وأذناب الشياطين حرصت على وحدة هدفها، وإستمر بقتل الشعوب وتشويه الإسلام والخروج من مفاهيم الإنسانية، بينما تفرق الساسة على مكاسب يلهثون خلفها، بعضهم تعاطف مع الإرهاب وأخرمع الفساد، إستخدم الدماء لتسقيط الأخرين، يزج الشارع ضد أيّ حلول، لإستمالة المواطن اليأئس من الخدمة الحكومة والحلول الناجحة، يدعي الوطنية ويستخدم لغة التسقيط للهروب من الفشل؛ ولم يفهم لحد الأن ان المستفيد الوحيد من هذه الحروب دول عالمية، أدواتها المنحرفين والفاسدين، لكي يتحول بترول العرب أموال في البنوك العالمية، ورصاص يوجه لصدور الأبرياء.