23 ديسمبر، 2024 12:01 م

 (البتاويين) مهددة باجتياح السرطان!!

 (البتاويين) مهددة باجتياح السرطان!!

يتسبب النقص في الخدمات البلدية والعامة، في بغداد، بصداع يومي للمواطنين، جعلهم كثيري التذمر والاستياء دفعهم لتنظيم الكثير من الاحتجاجات والتظاهرات، لإيصال شكاواهم للمسؤولين ولكن دون جدوى، ولا حياة لمن تنادي.
وحمّل سكان منطقة البتاويين الواقعة في قلب العاصمة بغداد وزارتي الصحة والبيئة وأمانة بغداد، مسؤولية انتشار وشيك للأمراض السرطانية بسبب تكدس النفايات ورمي المخلفات الطبية والأدوية (الاكسباير) من عشرات المذاخر ومكاتب بيع الأدوية في منطقة البتاويين، إذ إن هناك العديد من الاراضي والبيوت المتروكة اتخذتها امانة بغداد مواقعاً للطمر (غير الصحي)، وهي اشبه بالمقالع لتجميع تلك النفايات السامة، حيث تبقى عدة ايام وتتجمع حولها الحيوانات السائبة وتنبعث منها الروائح الكريهة.
ويقول سكان منطقة البتاويين: إن “مسؤولي الأمانة يقفون مكتوفي الايدي، مستغلين انشغال البلد بالازمة الأمنية، تاركين تلك القمامة تفتك بنا بسبب عدم وجود اي جهة رقابية تحاسب أصحاب المذاخر ومكاتب بيع الادوية على رمي تلك المخلفات الصلبة والبالغة الخطورة فضلا عن انسداد شبكات المجاري وانعدام بقية الخدمات، وسكب أصحاب محلات تصليح السيارات الدهون في شبكات المجاري”.
وشكا عدد من اصحاب المحلات التجارية لبيع الألمنيوم من خطورة الحالة قائلين: “لقد ضقنا ذرعا بمشاكل القمامة والمخلفات الطبية حيث قدمنا العديد من الشكاوى الى امانة بغداد وبقية الجهات الرسمية لكنهم لم يحركوا ساكنا”، مشيرين الى ان “المنطقة اصبحت مرتعا للحيوانات وللمتسولين وشاربي الخمور”.
وتساءلوا عن “وعود المسؤولين التي طالما تحدثوا عنها قبل الانتخابات”، مبدين استغرابهم من “اهمال تلك المناطق على الرغم من التخصيصات المالية الكبيرة ووعود المسؤولين بتقديم مزيد من الخدمات لهذه المنطقة التي كانت مطلع السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي تحفة معمارية ومن المناطق الجميلة والتراثية التي تتوسط العاصمة بغداد”.
واكد خبراء البيئة والصحة “خطورة هذه القمامة المتجمعة داخل الازقة السكنية والمحلات التجارية”، مبينين ان “هذا التلوث البيئي يعد من أخطر أنواع التلوث وأكثرها فتكا بالإنسان والحيوان والبيئة فهو القاتل الصامت الذي يتسلل بهدوء وبطء الى الجسد”.
واتهموا “أمانة بغداد بالتقصير في رفع النفايات من داخل المساكن والعرصات المتروكة على الرغم من وجود المطاعم والمحلات التجارية الخاصة ببيع المواد الغذائية التي تحيط بها”، مشيرين الى “وجود اعداد كبيرة من الجرذان كبيرة الحجم داخل تلك المتاجر والمطاعم بسبب تجمع النفايات”.
ويقول الناشط المدني المهتم بشؤون البيئة والحياة الدكتور هادي الباقر: ان “من ضمن الاتفاقيات الدولية المحافظة على البيئة والحد من التلوث واحترام حقوق الإنسان إذ ينص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، في مادته الثالثة، على أن لكل فرد الحق في الحياة”، مبينا ان “العهد الدولي السياسي، في مادته السادسة ينص على أن لكل إنسان الحق الطبيعي في الحياة، وأن على القانون أن يحمي هذا الحق. ويقضي، بالضرورة، الحق في حصول المواطن على بيئة سليمة تضمن استمرار شروط حياته”.
وأوضح أن “التلوث يشكّل تهديداً حقيقياً ليس فقط لحياة الفرد وسلامته، ونوعية حياته، بل لوجود الحياة بالذات ولاستمرارها”، مبينا ان “ثمة ارتباط وثيق بين حق الإنسان في الحياة وحقه في الحصول على بيئة نظيفة، سليمة، ومتوازنة”.
 ونحن نتساءل: هل يرتضي (حجي نعيم) وهو أمين لأجمل عاصمة في الشرق الأوسط سابقا، فيما تعد الأسوأ الآن، كيف يرتضي لعاصمتنا أن تغمرها مياه المجاري والمياه الثقيلة؟ ألا يكفي شوارع بغداد ان تكون مليئة بالحفر وفيها مليون (طسّة)؟ فضلا عن وجود معاناة اخرى لسكان العمارات السكنية مقابل محطة الوقود بساحة الطيران حيث طفحت المياه الثقيلة بسبب انسداد المجاري، ما ادى الى انتشار الروائح النتنة وتشويه صورة العاصمة.
 نطالب دائرة بلدية الرصافة ومديرها المحمداوي بأن يتابع إجراءات التنظيف والمحاسبة وتغريم المخالفين الذين يلحقون الأضرار الكبيرة بالبيئة والانسان، ويجب على المسؤول البلدي ان يتخلى عن برجه العاجي ويتفقد مناطق مسؤوليته لاسيما السعدون والبتاويين والنضال وساحة الطيران.
وللأمانة الصحفية كان امين بغداد السابق عبد الحسين المرشدي يتابع ويحاسب المقصرين ويرد على وسائل الاعلام ولديه (جواسيس) مسخرون لغرض نقل المعلومات وكشف المخالفات وتلك الاجراءات تصب لصالح المواطن البغدادي، لكن (حجي نعيم) مسخ كل هذه الإجراءات الصحيحة التي كانت تعمل بها الأمانة، وبمباركة من مجلس محافظة بغداد الغائب والمغيب الذي من المفترض ان يكون هو الرقيب ولا يتحجج بأعذار واهية للهروب من المسؤولية.
المطلوب من امين بغداد التدخل السريع لتوفير لخدمات والاحتياجات المهمة، ولا ينبغي بعد اليوم السكوت على التقصير، نحتاج لمبادرات واسعة وحلول سريعة لإنهاء المعاناة.
هي مناشدة نطلقها لتصل الى كل من يهمه الأمر وخاصة وزراء الصحة والبيئة وحقوق الإنسان وأمين بغداد لاتخاذ الاجراءات وإنقاذ حياة الناس من الأمراض السرطانية وتلوث البيئة.
*[email protected]