حين نودع شهر رمضان الفضيل لابد أن نتوقف عند حماسة التكافل الاجتماعي مقابل التزامات الدولة .. هذه العلاقة التي ربما تكون لإدارة خير لعودة البرجوازية الوطنية بوصفها احد متطلبات النهوض الاقتصادي المنشود .
كان لمبادرات مجتمعية مرموقة لعدد من شركات القطاع الخاص مرة بتنسيق من غرفة تجارة بغداد واتحاد الغرف التجارية .. واخرى من رابطة المصارف الاهلية ذلك الاثر المحمود في توفير سلات غذائية رمضانية ..اعانت كفالة عدد لا بأس به من العوائل المتعففة .
لكن مبادرة الشفاء الوطنية نموذجا متجددا للشراكة المجتمعية الملتزمة نهض بها رجال اعمال في المجلس الاقتصادي العراقي .. حيث مثل زيادة عدد ردهات مستشفى الخطيب من جهة والعمل على استكمال مشفى آخر في منطقة البياع ناهيك عن توفير متطلبات الاستجابة السريعة للذخائر الطبية ما يؤكد على وعي نام بين نوع متميز من رجال الأعمال العراقيين للنهوض بالمسؤولية المجتمعية الأمر الذي نبه له الدين الإسلامي الحنيف فيما تجاوزه تجار الربح السريع في إدارة مفاسد المحاصصة .
اهم ما يمكن استثماره من هذه المسؤولية المجتمعية للقطاع الخاص أن تقوم الدولة بربط ما ينفذ الآن من مشاريع صغيرة ومتوسطة ممولة بقروض حكومية مع مثل هذه المنظومة لرجال الأعمال بهدف تسريع خطواتها وتحويل القروض من مجرد أموال مقترضة إلى مشاريع انتاجية في سلسلة تطبيقات متكاملة ..فالباقيات الصالحات ربما لا تكون فقط بالتبرع المباشر بالاموال من قبل رجال الأعمال .. هناك تبرعات أخرى بالخبرة والمعرفة وامكانيات التدريب لخلق إنتاج متسارع بخطوات يمكن أن تنقذ سلسلة المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي بالتأكيد لا يمتلك من حصل على قروضها تلك الخبرات لرجال الأعمال الذين يقومون بالتبرع لمساعدة الدولة في مواجهة تحديات الأسوأ في جائحة كورونا وانخفاض أسعار النفط.
نحتاج هندسة متجددة للاقتصاد المجتمعي .. واتمنى أن تظهر مبادرات جديدة من المجلس الاقتصادي العراقي والدعوة موجهة لبقية المنظمات الاقتصادية المسجلة كمنظمات مجتمع مدني فضلا عن الاتحادات والنقابات المهنية للاهتمام بنموذج ( الباقيات الصالحات) للاقتصاد المجتمعي .. كخطوة مهمة جدأ في التنمية المستدامة للموارد البشرية في عراق اليوم . ولله في خلقه شؤون!!
