23 ديسمبر، 2024 3:56 ص

البارزاني وحلم الدولة الكوردية

البارزاني وحلم الدولة الكوردية

الدولة القومية الكوردية حلم أغلب الكورد, وقد ترسخ هذا الحلم أكثر من قبل أكراد العراق, الذين تمتعوا بكثير من الاستقلالية دون باقي إخوتهم الكورد في تركيا وإيران وسوريا.
أسهم الملا مصطفى البرزاني بمعية أخيه أحمد بإنعاش الحلم, وحارب من أجله كثيرا, وعمل الكثير لإنشاء الدولة القومية الكوردية الكبرى, مصطفى البرزاني والمولد عام 1903 تولى زعامة الحركة الثورية الكوردية, مستغلا نفوذه العائلي, كونه من مشيخة عشيرة البارازانيين, وأسهم بإنشاء أول دولة كوردية في منطقة مهاباد الايرانية, بمساعدة الاتحاد السوفيتي, وكان رئيس الاركان فيها, لكن دولة مهاباد لم تدم أكثر من 11 شهرا, حيث قمعها الشاه الإيراني بعد انسحاب الروس من ايران, مع نهاية الحرب العالمية الثانية.
لم تك علاقة الكورد مع الحكومات المركزية في العراق على وفاق, ورغم البحبوحة التي عاشوها خلال حكم عبد الكريم قاسم, إلا إنهم “الكورد” عادوا ونكصوا وطالبوا بأكثر مما أعطتهم الدولة العراقية انذاك.
بعد 2003 والتغيير الحاصل في العراق, تنعم الكورد العراقيون بمزايا يحسدهم عليها اشقاءهم الكورد في دول الجوار, وأخذوا أكثر من استحقاقهم, فلهم نسبة 17% من ميزانية العراق, اضافة الى رواتب وتجهيز وتسليح البيشمركة “الجيش الكردي”.
لم يسعَ الكورد ليكونوا شركاء حقيقين في البلد, ولم يشكروا النعمة التي حازوا عليها, بل كانوا عنصر تأزيم, وانتهجوا منهج الابتزاز, معتبرين العراق مغنما أو بقرة حلوب, تدر عليهم الخيرات, وغدت مدن الكورد بؤرة لاستقطاب ما يسمى بثوار العشائر والبعثيين والصداميين, ومركزا مخابراتيا في المنطقة, يستضيف الموساد الاسرائيلي والسي اي ايه, وكانوا يعملون جهدهم للحصول على اكبر قدر من المكاسب.
البرزاني الفاقد الشرعية والدكتاتور الكوردي -الذي لا يسمح لذوي الرأي أن يبدوا آراءهم لأن مصيرهم القتل- هذا الشخص عنوان حقيقي للقومي المتعصب, والمافيوي المبتز, يطل علينا من جديد بمشروع خبيث -مُؤيد من قبل اسرائيل- بإقامة استفتاء لإعلان انفصال كردستان عن العراق, ولن نتحدث بعدم شرعية الاستفتاء الذي لا يوجد له سند دستوري ولكن نتساءل هل حقا يريد الكورد الانفصال؟
نعم الكورد يتمنون ان تكون لهم دولة قومية مستقلة, لكنهم بنفس الوقت يعرفون تماما أن دولتهم هذه وفي هذه الظروف المشحونة, ليس مقدرا لها النجاح, فتركيا وايران وسوريا ودولة العراق, سيكون لهن موقف حازم تجاه الوليد الجديد, والذي سيكون وليدا مشوها تماما.
الحقيقة في الموقف الكوردي الاخير هو ابتزاز الدولة العراقية مع قرب اقرار الموازنة, ليحظى الكورد بأكبر قدر من المكاسب, كما إن التطبيل لدولة الكورد وبهذه اللهجة القومية, ستعيد البرزاني للواجهة, وترفع من شعبيته المنحطة بسبب تشبثه برئاسة الاقليم ودكتاتوريته وتفرده.
برزاني اراد ان يضرب عصفورين بحجر واحد من مشروع استفتاءه, ابتزاز الدولة العراقية, وتصدر المشهد كبطل قومي للكورد.