23 ديسمبر، 2024 11:33 ص

البارزاني والكورد مفتاح أبواب السلام في المنطقة

البارزاني والكورد مفتاح أبواب السلام في المنطقة

يبدو من خلال الواقع أن جميع المعادلات الموجودة في المنطقة لا تخلو من مشاركة البارزاني والكورد فيها، لأنهم أثبتوا بأنهم أصحاب تجربة ديمقراطية للعالم أجمع، وأنهم معادلة قوية وحية في كل الأوقات والمجالات المتعددة وخاصة المجال السياسي والعسكري، فالمشاورات والمباحثات التي تدور بين الدول الكبرى لا تخلو من الحضور القوي للكورد، الذين هم جزءا لا يتجزأ من المعادلة السياسية في المنطقة والعالم.

كما أن المشاركة الفعلية للشعب الكوردي بقيادة البارزاني في التصدي للإرهاب، يثبت بأن الدول الكبرى ودول المنطقة لا تستطيع الإستغناء عن الكورد، بسبب موقعهم الجغرافي وتأريخهم الحافل بالنضال، وسيطرتهم على الأرض لمساحات ليست بالقليلة تقدر بآلاف الكليلومترات، الى جانب السياسة التي ينتهجها البارزاني والكورد في التعايش السلمي مع الجميع إقليميا ودوليا، بعيدا عن التدخل في شؤون الآخرين، ولأن الكورد يتمتعون بقوة لا يستهان بها من سلاح ورجال وشعب متفاني يوازي شعوب الدول الأخرى.

ويبدو أن دخول الولايات المتحدة الأمريكية الى المنطقة بسبب الإرهاب الداعشي، ومباحثاتها التي بدأها منذ أعوام مع الجارة إيران حول النووي، والإتفاقيات المتعددة بين إقليم كوردستان وتركيا من جهة ومع إيران من جهة أخرى، وموقف الرئيس بارزاني من القضية السورية والقتال الدائر هناك، وتأييده لما يرغب به الشعب السوري في ما يقرره حول مصيره، ومن ثم دخول القوات الروسية الى سوريا، وإستعداد روسيا الى جانب الدول الغربية لتزويد الإقليم بالسلاح والتكنلوجيا، ومحاولات الرئيس بارزاني وجهوده لتهدئة الأوضاع بين الطرفين في قضية ملف تركيا وحزب العمال الكوردستاني، وتقريب وجهات النظر لكليهما، كل هذه الأمور تؤكد وتثبت مكانة الرئيس بارزاني والشعب الكوردي في القرارات والسياسات الحاسمة التي يتم رسمها في المنطقة.

ولا ننسى ان هناك قضية أكثر أهمية وهي مشاركة الرئيس بارزاني شخصيا في الخطط العسكرية لقوات التحالف، فوجود ومشاورة الرئيس بارزاني والقادة العسكريون الكورد ووضع الخطط العسكرية مع التحالف لتحرير المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون، يعطي زخما قويا من المعنويات لتلك القوات المتحالفة والدول المشاركة في القتال ضد داعش، كذلك وجود التنسيق العسكري والتعاون بين

البيشمركة والقوات العراقية، ويجب أن نذكر هنا أيضا بأن المستوى والمجال الإقتصادي أيضا يأخذ حيزا لا يستهان به بالنسبة لوضع إقليم كوردستان لأنه يزخر بموارده الطبيعية من نفط وغاز ومعادن، وحياديته تجاه جميع قضايا المنطقة بحيث لا يساند أحدا على حساب آخر، والكثير الكثير من الأمور والقضايا الأخرى التي لا يسعنا ذكرها في عدة أسطر، كل هذه المسائل تعطي للكورد الحق في أن يكونوا معادلة مهمة في المنطقة، ويعطيهم الحق أيضا بالمشاركة في رسم السياسات التي ترسم من قبل الدول الإقليمية والعالمية، من خلال ما أثبته عمليا وواقعيا بأنه عنصر فعال ومؤثر في جميع الملفات التي تخدم المنطقة من الناحية الأمنية في إستقرارها وإستتبابها والإقتصادية أيضا بصورة عامة دون إستثناء لأي من دول الجوار، وتأتي هذه الأهمية والثقة الإقليمية والدولية بالكورد بفضل الرئيس بارزاني الذي إستطاع بسياسته الحكيمة أن يحول أنظار العالم الى إقليم كوردستان وشعبه والحساب له على أنه الرقم الصعب في المنطقة، وإن البارزاني والكورد هم مفتاح أبواب السلام في المنطقة، ومن دونه فلا أبواب ستفتح بسهولة.