23 ديسمبر، 2024 9:00 ص

البارزاني هو الأقوى..الرئاسات الثلاث تعاني الشلل التام..شراكة الأقوياء أم شراكة الضعفاء!!

البارزاني هو الأقوى..الرئاسات الثلاث تعاني الشلل التام..شراكة الأقوياء أم شراكة الضعفاء!!

يرى متابعون للشأن العراقيون أن الرئاسات الثلاث في بلدهم تعاني من حالة شلل تام، وعودة اجواء الفلتان والفوضى وتضارب التوجهات والمصالحن كل تلك السلطات ، وهناك قوى سياسية مرتبطة بإيران مباشرة هي من تحكم بل وتتحكم في طبيعة المشهد السياسي العراقي، وهي من لها الكلمة الفصل، وبقيت الرئاسات الثلاث مجرد ( هياكل ) خربة لاتقدم ولا تؤخر!!
لقد اختفت معالم المقولة الشهيرة التي كان رئيس المجلس الاعلى الاسلامي السيد عمار الحكيم يؤكد عليها باستمرار وهي ضرورة اقامة حكومة ( شراكة الأقوياء ) عقب مرحلة الدكتاتورية وتفاقم أزمة الحكم قبيل مرحلة الولاية الثالثة للمالكي، وبسبب وصول الوضع في العراق الى مرحلة اللاعودة، بعد غياب اجواء الثقة وتدخل عناصر الميليشيات في بغداد والمناطق التي يتم تحريرها وما رافق هذه الحالة من فقدان ( هيبة الدولة ) ، فأن ظهور هكذا ممارسات مستهجنة انعكست بتأثيراتها الخطيرة على مستقبل العراق الى سنين قادمة ، بعد ان تحولت هذه الشراكة من الأمل المنتظر لها من ( شراكة الاقوياء ) الى ( شراكة الضعفاء )!!
ويؤكد المهتمون بالشأن العراقي انه لا رئيس الوزراء الدكتور حيد العبادي ولا رئيس مجلس النواب سليم الجبوري ولا فؤاد معصوم رئيس الجمهورية ، ولا حتى رئيس السلطة القضائية مدحت المحمود يمكن ان تنطبق عليهم مقولة السيد عمار الحكيم بـ ( شراكة الاقوياء ) ن لم يكن عهد الحكومة الحالية برئاساتها الثلاث بالرغم من كل ماتحقق من مكاسب صغيرة واخرها تحرير تكريت ، حتى الان لايعدو حلم ( شراكة الاقوياء ) هذه أكثر من وهم تبدد، ولم يجد العراقيون من بقاياه سوى هياكل خربة تتآكل يوما بعد يوم، ويسير المستقبل العراقي الى المجهول المرعب، ان لم يتم البحث عن مستقبل آخر، يجمع كل هذه الرئاسات الثلاث على قاسم مشترك وحبذا لو تعاد الدكاتورية بثوب متطور واكثر انسانية ان كان ذلك يحقق استعادة السياسية للبلد الذي تتصارعه قوى تكون ولاءاتها للخارج، اما القوى التي تدعي انها تمثل الداخل فهي ضعيفة القوى ووضعها هزيل، وتتحكم في ادارة العراق قوى خارجية لاعلاقة لها بمصلحة العراق من قريب او بعيد ، وما جرى بعد تحرير تكريت والمشهد الكارثي الذي اعقب التحرير مباشرة في عمليات السلب والنهب والحرق وسيادة اجواء الفوضى والفلتان قد سرق من العراقيين اضواء النصر الذي تحقق، وغابت معالم بقايا الدولة بشكل تام ، وهو مبعث نذير شؤم مرة اخرى، يؤورق العراقيين من المستقبل الغامض والمرعب الذي ينتظرهم ان بقيت احوالهم على هذه الشاكلة من غياب تام لدولة تحفظ لشعبها بقية هيبتها!!
بل أن رئيس اقليم كردستان العراق مسعود البارزاني من وجهة نظر متابعين للشأن العراقي بقي هو الشخصية الاكثر قوة وحضورا في المشهد العراقي وتعادل قوته المعنوية والاعتبارية الرئاسات الثلاث في الدولة العراقية قاطبة ، بل ان الدولة العراقية ورئاساتها الثلاث ان وقعت في أزمة او عقدة حكم او مشكلة مستعصية فلا تجد غير مسعود البارزاني من تلتجأ اليه، وتجده حاضرا في كل الملمات قويا يفرض سلطته وسطوته على اقليم كردستان وهو الذي بنى معالم دولة شئنا ام ابينا تكاد تكون انموذجا رائعا يحترمه العراقيون جميعا وهم يتمنون لو ان حكومة العراق كانت على هذه الشاكلة من القوة والاقتدار والوقار الذي تفرضه، واستطاعت بناء كيان مؤسساتي مرموق حظي باحترام العالم اجمع، أما معالم الدولة العراقية فتتآكل هياكلها يوما بعد آخر، وتصل الصراعات وعوامل الفوضى والاضطراب الى الحد الذي تفقد ابسط انواع السيطرة الا في حدود ضيقة من باب ذر الرماد في العيون، ليس الا، لأن القوى المرتبطة بالخارج وتنفذ اجندتها هي من تتحكم بالمشهد العراقي وهي من تفرض سطوتها على الجميع، أما رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي وان كان الرجل طيب القلب وعراقي الهوى والمنبع والضمير الا ان قوة وتعدد مراكز القرار الاخرى التي هي خارج سلطة الدولة ومرتبطة بدولة اجنبية مجاورة للعراق هي من تضعف من دوره، وهي التي عرضت مسار حكمه الى اختلالات خطيرة يتربص بها رئيس الوزراء السابق نوري المالكي وقوى  أنشاها سابقا وتحالف معها وأغلب ولاءاتها للخارج هي من يخشى العراقيون انها قد تعود الى الواجهة من جديد، لتعيد بنا فصول الرعب والدمار ليتحول العراق الى بؤرة ارهاب ليس بمقدور اية سلطة ان تردعها وان تضع حدا لطغيانها وتحكمها بالمشهد العراقي، وهو مايقود مرة اخرى الى ترديد نغمات الانفصال والبحث عن هويات وطنية لكثير من الكيانات العراقية بحثا عن الامن والامان وحفظ كرامة جمهورها ، وأن نوري المالكي نائب رئيس الجمهورية ومعه جماعات سياسية تحت اطار ومسميات الحشد الشعبي هي من تقود محاولات سلب الدولة والرئاسات الثلاث لسلطتها وهي تسعى لتحين الفرص لاشعال نيران حروبها الطائفية مرة اخرى..
فهل ياترى تتكرر مأساة ترويع العراقيين بحروب داحس والغبراء مرة أخرى أم ان الاقدار بامكانها ان تنقذ العراقيين من أحوالهم المتردية، بعد ثورة تنطلق من الشيعة انفسهم يعيدوا من خلالها تصحيح مسارهم ، ليعيشوا حالة تصالح وانسجام مع المكونات العراقية الاخرى التي تشاركهم العيش المشترك وقد وصلت صراعات قادة احزابهم وكتلهم السياسية وتصارعها على كراسي المغانم والسلطة الى حدود مرعبة لم يكن هناك من حلول عملية الا بأن يقولوا هم كلمتهم لاقامة نظام حكم عراقي اكثر عدالة واكثر احتراما لشعبهم ، لأنه ليس المحافظات الاخرى هي وحدها من أصابها الدمار والخراب ، فمحافظات المكون الشيعي ربما أصبحت أكثر خرابا ودمارا وصراعات السياسيين تكاد تحرق الاخضر واليابس ان لم يلتفت ملايين البسطاء من الشيعة وهم من سيتحملون رسم معالم المشهد العراقي وهم من يضعون خارطة انتشال بلدهم من هذه الحالة غير السارة في التاريخ العراقي وتحمل الشيعة وزر نيرانها المحرقة مرة بإسمهم وفي أخرى تحت لوائهم، وهذا مالا يرتضيه شعب كانت الثورات هي السمة الغالبة على جمهوره، حتى يعيد تصحيح مسارات السياسة وفقا لمصالح الجمهور المثخن بالجراحات والالام والمستقبل الضائع ، وليس وفقا لاهواء السياسيين ومصالهم الانانية الضيقة ومن اذاقوا شعبهم الويلات وضياع المكانة، وهو مايعول عليه كثير من العراقيين ان يكون ذلك من سمات الحالة المستقبلية للعراق الجديد في وقت قريب بعون الله، وهم أي شيعة العراق، مصدر لهيب الثورات ، وهم من يعيدون تصحيح المعادلة العراقية المختلة نحو حالتها الافضل بكل تأكيد ، أما جمهور المكون الاخر المضطهد فليس بمقدوره ان يحكم مرة أخرى ان لم يعيد له اخوته من الشيعة هيبته ومكانته، وتكون حالة التوازن والانسجام هي اللغة السائدة على مر القرون شعبا متآلفا متحابا لم يعرف الصراعات ولا الحروب المذهبية والطائفية وهو ماسيكون الامل المرتجى لملايين العراقيين بأن يروا  ضوءا في نهاية النفق .. وهم شعب يستحقون الحياة ، اعتمادا على ارثهم التاريخي العظيم ، وهم قادرون على اعادة هذا الامل وبارقته الناصعة البياض، ليعيد العراقيون عهود الكرامة والمحبة والتسامح ويودعون عهود الحروب والصراعات غير المجدية التي سحقت تطلعاتهم، لينعموا بالامن والامان والاستقرار وليعودوا الى ممارسة دورهم الحضاري مرة أخرى، وهم أهلوها على كل حال..