23 ديسمبر، 2024 11:06 م

الباتريوت والثيولوجيا ألاوربية والبداوة العربية ونهب مخيم اليرموك ؟

الباتريوت والثيولوجيا ألاوربية والبداوة العربية ونهب مخيم اليرموك ؟

قدم الضباط ألالمان لنصب صواريخ الباتريوت المعروفة بالقبة الحديدية على الحدود التركية السورية بعدما فشلت سياسة ” صفر مشاكل ” التي بشر بها أحمد داود أوغلو وزير خارجية تركيا . وعند وصول الباتريوت تم نهب مخيم اليرموك للفلسطينيين بواسطة المال القطري الذي قدم على شكل أغراءات لبعض ألاطراف الفلسطينية المحسوبة على ” الجبهة الشعبية – القيادة العامة ” لتحرير فلسطين التي تأثرت بذلك ألاغراء وأنسحبت لصالح دخول العصابات المسلحة التابعة لمايسمى بجبهة النصرة وهم خليط من ألافغان والشيشان والليبيين والتونسيين والمصريين وألاردنيين والمصريين وألاتراك , وكانت قيمة ألاغراءات خمسة ملايين دولار وهو نفس ألاغراء الذي قدم لمن ينشق من القيادات السورية المدنية والعسكرية والتي أستجاب لها نفر لايتجاوزون عدد أصابع اليد منهم رياض حجاب ونواف الفارس .
وهكذا رأينا الثيولوجيا ألاوربية تعمل من خلال التكنولوجيا والتقنيات الحربية التي أقنعت حكومة أوردغان بعد أن نصبت لهم كمينا في الحدث السوري مثلما نصبت كمينا للسلفيين وتنظيم القاعدة وألاخوان المسلمين في الساحة السورية التي تحولت الى خندق لآقتتال أبناء المنطقة فيما لافائدة من ورائه سوى التدمير البنيوي والبشري مما يجعل أسرائيل تنعم بحزام أمني مؤقت تمثل في تدمير سورية وألهاء العراق , وأنقسام الشعب المصري , وتصاعد القتال القبائلي في ليبيا وتشظي الوضع التونسي وتصاعد ألاحتقان الداخلي السعودي نتيجة المشاركة المباشرة في قمع التظاهرات البحرينية السلمية , ودعم الجماعات المسلحة في سورية التي أصبح خطابها العلني : ” شارون الصهيوني أفضل من بشار ألاسد السوري ” مثلما كان الزرقاوي مسؤول تنظيم القاعدة في العراق يوزع بيانات مفادها ” الشيعة أخطر من اليهود ” وهو نفس المفهوم المأخوذ من أبن تيمية الذي أعلن في القرن الثامن الهجري في كتابة ” منهاج السنة النبوية ” حيث رفع الشعار ” عليهم السيف المسلول الى يوم القيامة ” .
والبداوة العربية التي أصبحت تملك أنظمة التبعية للعقلية التوراتية المتمثلة بأمريكا التي تعتبر من منطلق توراتي أن أسرائيل هي الممثل التاريخي لمعركة ” الهرمجدون ” وجماعات ” يأجوج ومأجوج التي لن تكون بعيدة عن ” بابل العراق ” وعندما يشتد الصراع النووي فتكون أيران هي البديل ؟
وأمراء وأميرات السعودية الذين كشف أسرارهم ” ماك يونغ ” وهو حارس شخصي للآمراء وهو بريطاني الجنسية , مثلما كشف أسرار العائلة السعودية ناصر السعيد في كتابه ” تاريخ أل سعود ” مثلما كشف كثير من الجواسيس البريطانيين أسرار ملوك وأمراء أل سعود ولاسيما أولئك الذين كانوا على علاقة مباشرة بالملك عبد العزيز أل سعود , وأخيرا كانت أعترافات بعض الضباط السعوديين الذين تم ألقاء القبض عليهم خلال ألاحداث السورية التي تجري فصولها منذ ” 15 |3|2011 ” والى اليوم والتي كان أخرها تغلغل العصابات المسلحة من تنظيم جبهة النصرة بواسطة رشوة المال القطري والسعودي لبعض الفلسطينيين التابعين لبعض التنظيمات مما أدى ذلك الى هجرة سكان مخيم اليرموك الفلسطيني الى كل من لبنان والداخل السوري
ولآمراء السعودية وأميراتها مثلما كشف جذورها وأسرارها ” ناصر السعيد ” في كتابه ” تاريخ أل سعود ” وكتابات كثير من الجواسيس البريطانية في بداية القرن العشرين و قبل ذلك في القرن التاسع عشر والتي تحدث عنها فيلم ” موت أميرة ” الذي أنتفض ضده بعض ألامراء وهددوا بقطع العلاقة مع بريطانيا التي راحت تضحك من غبائهم وهكذا عادوا يستجدون الدعم الغربي الذي يشرط عليهم ضمان أمن أسرائيل ؟
فالبداوة العربية نتيجة أفلاسها الحضاري والتي بقيت لاتعرف غير سباق الهجن ورقصة السيف التي شاركهم فيها ” بوش ألابن ” في الجنادرية وهو يضحك كذلك عليهم لآنه يعرف أن دور السيف قد أنتهى ثم أنتهت أدوار الدبابة والمدفع ومن ثم حتى الطائرة وحلت محلها ” الطائرة بدون طيار التي تقتل في باكستان واليمن وعلى منظمة العفو الدولية أن تدين هذا النوع من القتل بدل أن تدين عقوبة ألاعدام في العراق تجاه ألارهابيين الذين مارسوا القتل والذبح بطريقة بشعة يشارك في ذلك المرتزقة العرب وألاجانب ؟
أن الثيولوجيا ألاوربية تقدمت عبر التكنولوجيا والتقنيات المعاصرة التي أصبحت تدر مالا أكثر مما تدره بعض واردات البترول , ثم أن هذه الثيولوجيا عرفت وسائل وأساليب القيادة العصرية فقدمت الديمقراطية شعارا مثلما قدمت التكنولوجيا وتكنولوجيا الفضاء وسائل قيادية لايمكن ألاستغناء عنها عند المجتمع البشري بينما ظلت البداوة العربية تراوح مكانها من العجز والتخلف سوى مظاهر الثراء وحجوزات الدرجة ألاولى في فنادق الجزر السياحية .
وعندما تعددت مشاريع ” سايكس بيكو ” في المنطقة لم تجد البداوة العربية سوى توزيع المال وأغراءاته , وهي وسيلة فاشلة تذهب مع موت صاحب المال أو نضوب المال وكلاهما غير دائمين في المفهوم الكوني للآستمرار والبقاء ؟
وهؤلاء قد عملوا أي جماعة البداوة العربية على طريقة قول الشاعر :-
أن الناس قد مالوا
            الى من عنده مال
وأن الناس قد ذهبوا
              الى من عنده ذهب ؟
وقيادات الثيولوجيا ألاوربية وألامريكية قد عرفوا تأثير المال بعدما عرفوا سايكولوجية العاملين في أحزاب المنطقة وفي دواوين ومؤسسات دول المنطقة لاسيما وأنهم ساهموا منذ مايقرب من ثلاثة قرون على أدارة وسياسة أنظمة المنطقة ومن ينتمي لها وأتفقوا على جملة من الثوابت في سياساتهم تجاه المنطقة العربية وألاسلامية بعد أن قرروا نشوء الكيان الصهيوني بعنوان ” الدولة التي لايحق لآحد ألغائها ” وهي مأخوذة من فلسفة حكماء صهيون .
والثيولوجيا الغربية مثلما أحكمت سيطرتها على الكنيسة , فأنها وبشكل غير مباشر أحكمت سيطرتها على من يدير أغلب المساجد في العالم ألاسلامي , بل أستطاعت أن تصل الى بعض المرجعيات الدينية وتجعلها تعمل بناءا على أيحاءاتها ومنها رسالة ” القرضاوي ” الى باراك أوباما الرئيس ألامريكي .
وأخر أنجازات الثيولوجيا الغربية هو تسخير تنظيم القاعدة والسلفيين وألاخوان المسلمين لصالح توجهاتها مستعملة المال في مكان مع الدول أكثر من أستعماله مع ألافراد ومصر اليوم من ألامثلة التي لاتستطيع مقاومة أجراءات صندوق النقد الدولي , ثم هي أي الثيولوجيا الغربية تحتكر تكنولوجيا أستخراج وأكتشاف النفط مما يجعل جميع الدول النفطية تخضع بشكل مباشر وغير مباشر لآرادات الثيولوجيا الغربية .
وتمتد أثار الثيولوجيا الغربية في كل مفاصل الحياة في دول ومجتمعات المنطقة والجانب الطبي من أوضحها فالملك السعودي يتم علاجه في أمريكا رغم ألانفاق الكبير على مستشفيات السعودية , والرئيس الموريتاني يعالج في فرنسا , واليوم الرئيس جلال الطالباني تستقدم جماعة من ألاطباء البريطانيين المتخصصين للآشراف على وضعه الصحي بعد أصابته بالجلطة الدماغية , وهذا يعني سيطرة وتفوق الثيولوجيا الغربية في المنطقة العربية ؟
أن البداوة العربية وراء هزائم المنطقة في ألاقتصاد , والسياسة , وألاجتماع , والعلوم التطبيقية وفي ألاخلاق ؟
فهل لنا أن نراجع ثيولوجيا السماء صاحبة مشروع تنظيم المجتمع البشري الذي لاينافسه أي مشروع أخر , وأطروحة ألانتظار هي التعبير الثيولوجي ألاكثر تفصيلا وواقعية لحل مشكلات المجتمع البشري التي أخذت بالتفاقم ؟
رئيس مركز الدراسات وألابحاث الوطنية
[email protected]