7 أبريل، 2024 7:19 ص
Search
Close this search box.

البابا فرنسيس .. واليوم الوطني للتَعايُشْ !!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

بِمَا أنَّ حديث الساعة زيارة البابا فرنسيس للعراق ، سأرجع بالذاكرة معكم قليلاً للخلف وتحديداً يوم ١٤ شباط ٢٠٠٣ حيث كانت آخر مُحاولة للنظام السابق لمنع وقوع الحرب على العراق بإرسال السيد طارق عزيز (رحمه الله) وكانت آخر مهمة رسمية له خارج العراق إلى الفاتيكان لِيلتقي الحِبرْ الأعظم يوحنا بولص الثاني و مسؤولين آخرين في الفاتيكان حاملاً معه رِسالة إيجابية للضغط على الدول الغربية لمنع وقوع الحرب ،، لكن النتيجة جميعكم تعرفونها الحرب وَقعتْ والمُحتلّ الغازي حتى اللحظة بالعراق ،، ولمْ يستطع بابا الفاتيكان حينها منع وقوع الحرب .
نعود لزيارة البابا فرنسيس وقبل مجيئه صَرّحَ من الفاتيكان قائلاً (أزور العراق كرسول سلام بعد سنوات من الحرب) والجماعة إستقبلوه بالسيوف المزنّجرة (الصدأ) والتي قاموا بإستأجارها من إحدى المحلات المُختصة بهكذا تفاصيل ، ويبدو أن إسمه (واثق) كما ظهر في الصور و مقاطع الفيديو !! هل يُعقل أنَّ دائرة المراسم و التشريفات لا تمتلك التجهيزات الكاملة لإستقبال ضيوف العراق ؟؟
بالنسبة لي لَمْ أرى مُسبقاً أن تم إستقبال ضيف رسمي قادِماً للعراق بالسيوف !!! مُمكن أن يكون هذا و واردْ عند إقامة المهرجانات الفنية بمختلف أنواعها الأُمسيات الشِعريّة والأدبِيّة عروض للفِرَق المختصة بالفلكلور … إلخ لكن بإستقبال ضيف رسمي !!!
اليوم الأول من وصول البابا إلتقى بجميع أفراد عِصابة الخضراء (حكومة و ميليشيات) واضِعاً يَده بيد الفاسدين و اللصوص و القَتَلة و منحهم الدعمْ و الشرعية !!! بعدها قام بزيارة كنيسة سيّدةْ النجاة في منطقة الكرّادة ببغداد .
اليوم الثاني ذهبَ الى النجف ليلتقي السيستاني و كان ضِمنْ جدول الزيارة أن يستقبل البابا عند مدخل البيت نجل السيستاني محمد رضا ولكن لم يحصل ذلك !! والمُدة الزمنية المُقررة لهذا اللقاء للتشاور و التباحث فيما بينهم هي ٤٥ دقيقة وكذلك لم يتم إكمال المدة الزمنية المقررة لهذا اللقاء !! شاهدتْ مقطع اللقاء الذي بثّتهُ أغلب المحطات التلفزيونية أكثر من مرّة لمْ أُشاهد غير علامات الإندهاش و الإستغراب التي كانت واضحة بِعِيون البابا و الهدوء والسكونْ على السيستاني !!! ليَصدُر بيان من الفاتيكان بعد اللقاء مُباشرةً (البابا فرنسيس بحث مع السيستاني التعاون بين جميع الديانات و الحِوار من أجل خير العراق و خير المنطقة) ،، ليذهب بعدها إلى عاصمة الدولة السومرية أور الموقع الأثري جنوب العراق والذي دعا خِلال صلاته هُناك لإحترام الحُريّة الدينية والإعتراف بِهَا في كل مكان ،،، وهذا هو بيت القصيد والسبب الرئيسي لزِيارته العراق .
المحطة الأخيرة في جدول زيارة البابا واليوم الثالث من الزيارة هو الذهاب لأربيل وألتقى خلالها نيجرڤان بارزاني ،، لتهبط مِروحيّته بعدها في مَقرّ قيادة عمليات نينوى ليزور الموصل ثُمَّ بَغديدا و قرقوش و كنسية الطاهرة الكُبرى هُناك .. إقتَبستْ البعض من حديثه (فلاشات) أهمها :-
(نطلب من الله أن يمنح هذه الأرض الرحمة) ،، (دعا المسيحيين للعودة إلى الموصل والقيام بدورهُم الحيوي) ،، (قرقوش هي المدينة العراقية التي تتحدث بلغة المَسيح) ،، (دعا المؤمنين من كُل الأديان لتحويل أدوات الكراهية إلى أدوات سلام) ،، (لا يجوز أن نقتل أو نَشُنْ حَرباً بإسم الله وهو ربْ السَلام) ،، فِعلاً هو رب السلام ولكن يا سيادة البابا ألَمْ يَكُن إحتلال العراق يحمِل البُعد الديني عِندما إعتَصم بوش بإحدى الكنائس ليلة ضربْ و قصف العراق ١٩-٢٠ آذار ٢٠٠٣ لِيُعطي نفسه الشرعية الدينية ؟؟
هل تعلم يا سيادة البابا أن أغلب الميليشيات ظاهِرها أسماء مُستوحاة من لفظ الجلالة تَستَتِرْ خلفها كحزب الله وربع الله وأنصار الله و باطِنها تَفوح مِنه رائحة الدمْ والفرقة والعُنصرية ؟؟ تَحدَثتْ عن التعايش السِلمي و هذا شيء إيجابي ولكن هل تعلم يا سيادة البابا أن من وضعت يدك بأيديهِم أبعدْ ما يكونوا عن التعايش السِلمي وهُمْ أساس التفرقة وإثارة النَعرات والكراهية بين أبناء الشعب الواحد ؟؟ هل تعلم يا سيادة البابا أن من منحته قِلادة المسيح المُباركة من جنابكُم رَيّان الكِلداني هو أحد عناصر الحشد الشعبي و ميليشياوي بإمتياز ولديه أكثر من مقطع ينتهك فيها أبسط حق من حقوق الإنسان و يداه مُلطّخة بالدماء ؟؟
عن أي تعايُش سِلمي تتحدثون ؟؟ و هُناك مُدن خالية من أهلها !! و مُستباحة بالكامل من قبل الميليشيات !! كَمُدن حِزام بغداد جُرف الصخر والرضوانية وأبوغريب التاجي والطارمية والمشاهدة والراشدية والمحمودية واليوسفية وعرب جبور وألبو عيثة والمدائن ومناطق جنوب ديالى ووو … إلخ ،، وأختتمَ زِيارته قائلاً (حان وقت عودتي إلى روما لكن العراق باقٍ في قلبي) … لِيُعلِنْ الكاظمي يوم السادس من آذار من كل عام يوم وطني للتسامح والتعايش في العراق !!! يا تُرى المُتبقّي من أيام السنة والبالغ ٣٦٤ يوماً ليست للتعايش والتسامح !!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب